الموقعفن وثقافة

قبل زمن المسخ.. مسلسلات من ذهب غيرت المجتمع المصري للأفضل

كتبت – سماح عادل

علي غير العادة في مسلسلات الثمانينات والتسعينات، شهدت أفكار المسلسلات في مصر الأعوام الأخيرة غياب الحديث عن القيم والتربية فضلا عن المشاهد الذي وصفها الكثير بالوقحة، وأنها أبعد ماتكون عم القيم المصرية الأصيلة.

العجيب أيضا أنه بعد أن كان المسلسل يعرض ويستطيع أن يشاهده كافة الأسرة، وتجتمع عليه الساعة 8 مساء أو وقت الإفطار في رمضان، أصبح المسئولون عن العرض يكتبون الفئات العمرية التي تصلح لمشاهدة مسلسل ما.

في هذا التقرير نحاول إلقاء الضوء على العديد من المسلسلات القديمة التي رفعت من قيمة التربية في المجتمع المصري، وأبرزها:

امرأة من زمن الحب

عرض مسلسل «امرأة من زمن الحب» لأول مرة عام 1998، وهو مسلسل اجتماعي استطاع أن يجذب إليه العديد من الجمهور، حيث تدور فكرته حول عدد من القيم، التي باتت مفتقدة في حياة المصريين، منها احترام الكبير، المسئولية، الأخلاق، الوفاء بالعهد، لم شمل الأسرة وغيرها من القيم التي بات ينظر إليها الكثيرون، نظرة من السلبية وعدم المبالاة.

دارت قصة العمل حول المشكلات التي تواجه الشباب، خصوصًا في ظل غياب الوالدين، وعدم وجود الناصح الراشد لهم، حول أسرة مكونة من أب وزوجة أب و4 أبناء، حيث تلقى الأم حتفها وتترك أولادها في سن الشباب والمراهقة، ويضطر الأب للسفر للعمل في الخارج في وظيفة مرموقة بالأمم المتحدة، وهو ما يجعله يفكر في تولي شقيقته «وفية» التي قامت بدورها الفنانة القديرة سميرة أحمد، مسئولية تربية أولاده.

نرشح لك: آخرهم هيثم شاكر.. مشاهير انتصروا على مرض السرطان في مصر

شهد المسلسل العديد من المصادمات الفكرية بين العمة «سميرة أحمد» وأبناء شقيقها «ياسمين عبد العزيز، محمد رياض، جيهان فاضل، كريم عبد العزيز»، إلا أنها تراعى الفترة العمرية التي يمرون بها، وتتعامل مع مشاكلهم بقدر من الحكمة والعقلانية، حتى تحصل في النهاية على ود وقرب الأبناء منها، وحبهم الشديد لها بعد صراع طويل معهم للوقوف بجانبهم.

ضمير أبله حكمت

«حكمت» فاتن حمامة ناظرة مدرسة للبنات تحاول تحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية على كافة مدارس الإسكندرية ولكن تقف في وجهها عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها.

ويتم تعيين وكيلة وزارة غيرها علما بأحقيتها إلا أن يتم تكريمها وإطلاق اسمها على مدرسة نور المعارف كنوع من الاعتراف بفضلها في تطبيق تجربة مميزة في مجال التربية والتعليم.

وقد شاركها البطولة الفنان المصري الراحل أحمد مظهر ونخبة من الممثلين.

هند والدكتور نعمان

يدور هذا المسلسل في إطار اجتماعي حول علاقة الأحفاد والأجداد، حيث يبدأ بخلاف بين ابنة الدكتور نعمان وزوجها حول من يقوم برعاية ابنتهما هند اثناء غيابهما ويقررا تركها في كنف الجد، وهنا تبدأ الكثير من المفارقات المضحكة والتي لا تخلو من جو بوليسي لكون هند رأت جريمة قتل وهي الشاهدة الوحيدة فيها، ويبدأ صراع داخلي لدى جدها بين رغبته في حمايتها وحرصه أيضا على الحقيقة حتى تصل ابنته في أخر المسلسل وتأخذ هند وحينها يعرف كم التغيير الذي فعلته به هند، حيث جعلته يهتم أكثر بالآخرين بدلا مما كان عليه قديما من انطوائية الطبع.

 

أبنائي الأعزاء شكرا

دارت أحداث العمل حول شخصية «بابا عبده» الذى جاوز الستين من عمره وتمت إحالته إلى المعاش، فى الوقت نفسه يكبر أولاده ويتزوج كل منهم ويبحثون عن مستقبلهم، ومن خلال حلقات العمل ظهرت مواقف متباينة وردود أفعال مختلفة من أبنائه تجاهه بعدما عمل على تربيتهم بجد واجتهاد وصبر بعد وفاة أمهم، ولم يسمح لنفسه بالزواج من أخرى أو التفكير فى ذاته، حتى شغلوا جميعا مناصب عليا فمنهم الطبيب والمهندس والصحفى، وحتى ابنته الصغرى صمم على استكمالها لتعليمها، لكن بعد كل ذلك يكتشف الأب حقائق مختلفة، ويجد أنه يحتاج للتعرف عليهم من جديد، ويستكمل توجيههم حتى يعيشوا حياة سعيدة، خصوصا بعدما مروا بالعديد من المحن والمشكلات.

ويعانى بابا عبده دائما من إهمال أولاده له، حتى عندما يتعرض للمرض، لكن صفاء تقف بجانبه طوال الوقت، إلى أن يكتشف الأبناء أنهم ابتعدوا عن أبيهم كثيرا، وأنهم فى حاجة إليه دائما كما يحتاج هو إليهم من دافع معنوى وإنسانى بحت.

ونجح المخرج محمد فاضل فى تقديم مسلسل يعيش مع المشاهدين عمرا طويلا، حتى صار من الكنوز الدرامية المصرية؛ حيث أخرج حبكة درامية مترابطة بعيدًا عن الإسفاف ومشاهد العرى والألفاظ الخارجة، وعالج واحدة من أهم القضايا التى ظلت تعانى قصورا فى معالجتها حتى فى الوقت الحالى، وهى قضية الترابط الأسرى، ومدى احتياج الأب لأبنائه مهما كبروا، وأيضًا احتياج الأبناء الدائم إلى أبيهم، خصوصا إذا كان يتمتع بقدر كبير من الحكمة والإنسانية والحنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى