تحقيقات وتقارير

في اليوم العالمي لها.. حضر “الرجل” وغابت “المرأة” عن منصب رئيس الجامعة

كتبت _ فاطمة عاهد

في مصر حوالي 27 جامعة، كل منها تقع في محافظة ما، لكل جامعة رئيس، بالبحث في أسمائهم تتبين غياب سيدات يتولين رئاستها، وعلى مر التاريخ تجد أنه تم تعيين سيدة لرئاسة جامعة الإسكندرية في عام 2018، ولم يتكرر الأمر من بعدها.

كما أنه وعلى الرغم من وجود سيدات قادرات على القيام بمهام رئيس الجامعة نظرا لكفاءتهن، إلا أنه يبدو حلم بعيد المنال، حيث لم تستطع المرأة كسر قيود الصورة النمطية عنها في مجال عملها بالجامعة، وظلت القيادة للرجل.

في التقرير التالي تحدثنا إلى أساتذة جامعات وعلم اجتماع لكشف أسباب خلو مناصب رئاسة الجامعات من سيدات بالرغم من ما يشهده المجتمع المصري من ثورة نسوية لإثبات قدرة المرأة على تولى مناصب قيادية هامة.

لا تمييز على أساس النوع

تقول الدكتورة هبه شاين، إن السبب في عدم تعيين سيدات في منصب رئاسة الجامعات ليس تمييز بناء على النوع، إنما هو مسألة كفاءة، حيث يتم الاختيار على أساسها، لكن حولنا قاضيات ومحافظات ووزيرات، مضيفة “ولا أعتقد أن منصب رئيس الجامعة أكبر منها، والى الرغم من ذلك فتجد المرأة نائبة لرئيس الجامعة كما أنها تعيش في أزهى عصورها”.

وأضافت أن ما تشهده المرأة من ازدهار لم يكن يحدث من سنوات طويلة، والأساس هو معيار الكفاءة فقط، كما أنها تثبت نجاحها في كل المجالات، وترشيح لمناصب دولية فالأمر يتوقف فقط على ترشحها، وعلى مقارنتها مع من يترشح أمامها لاختيار الأمثل.

وأشار الدكتور حسام لطفي، أستاذ القانون بجامعة القاهرة، إلى أنه لا يمكن تفسير الأمر على أنه تمييز ضد المرأة، نظرا لأنه ليس هناك ما يمنع وصولها لرئاسة الجامعة، إنما هو اختيار بين الأساتذة والنص لا يفرق.

وأكد في تصريحاته لـ“الموقع” أنه يتم الاختيار على حسب استيفاء المتقدم للشروط، دون أي تمييز نوعي ون ذلك واضحا بمقارنة أعداد السيدات والرجال في مجلس النواب والوزارات وغيرها من المناصب القيادية الهامة في البلاد.

10./. من النساء يشغلن مناصب رئاسية في الجامعات

وفقاً لمسح تفصيلي أجرته مؤسسة الفنار للإعلام وشركة InfoTimes، وهي شركة مستقلة لجمع وتحليل البيانات. إذ لا تتولى أي امرأة أي منصب رئاسي في كل المؤسسات التعليمية العليا في 9 دول عربية هي: البحرين وجزر القمر وجيبوتي والكويت وليبيا وموريتانيا وقطر والصومال واليمن، كما تقود النساء أقل من 7 في المئة من مؤسسات التعليم العالي العربية.

وأشارت المؤسسة في المسح الذي أجرته في عام 2018 أنه في مصر، تشغل النساء نسبة 10 في المئة فقط من المناصب الرئاسية في الجامعات، وهو أمر لا يبدو مرضياً للكثيرات.

السيدات لا يترشحن

قالت الدكتورة هبه نصار، أول نائب رئيس جامعة مصرية إنه لابد من تمثيل المرأة في رئاسة الجامعات، خاصة وأنه لدينا في مصر كفاءات وسيدات ذوي خبرات كبيرة، مستنكرة سبب عدم ترشحهم لمنصب رئاسة الجامعة، فلم تحصل عليه إلا سيدة واحدة.

الدكتورة هبة نصار

وأضافت أول نائب رئيس جامعة مصرية في حديثها لـ“الموقع” “لا أعلم ما سبب عدم تقدم سيدات لنيل ذلك المنصب، كما أن لدينا كفاءات عدة مثلا في جامعة القاهرة، لكن الأساتذة لا يترشحون للمنصب، قديما كنا نقول أن الأمر كان بالترشيح أي أنه يشبه التزكية، فكان هناك جزء لا نستطيع أن نلوم المرأة عليه، لكن الان الأمر أصبح بالترشح فلما لا يحدث ذلك”.

ينظرون للمرأة على أنها ربة منزل فقط

أما عن الدكتور مروة سعيد، الأستاذة في كلية الآداب بجامعة عين شمس، فتقول إن السيدات مثلا في كلية الآداب من الأساتذة الجامعيين عددهم أكثر من الرجال، وأنه “لدينا كفاءات عدة تستحق أن تصل لمنصب رئيس الجامعة، لكنها تعتقد أن الأمر متعلق بالنظرة للسيدة على أنها لن تستطيع تأدية عملها على أكمل وجه كما يحدث مع الرجال”.

واغضافت في تصريحات لـ“الموقع” أنه على الرغم من كل التوجه المجتمعي لمشاركة المرأة في المناصب القيادية إلا أن المجتمع لازال ينظر لها على أن مسؤوليتها ستجعلها تقصر في عملها، لذا قد نجد بعض المناصب التي لا تتبؤها.

نرشح لك 

الثورة الروسية سبب عودته.. أسرار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة

 

أما عن طه حسن، أستاذ علم الاجتماع فأشار إلى أن زكريا هناك معوقات تواجه النساء في العمل وتحد من توليها المناصب القيادية، لذا قد نجد أن المرأة تعاني من التهميش في بعض المجالات، على الرغم من توجه الدولة لإنصافها عن طريق القوانين، مؤكدا أنه فكرة ناقصات عقل ودين لازالت قائمة، وفكرة عمل المرأة في المهن البسيطة دون الشاقة منها خدعة يستخدمها المجتمع لتغيبيها.

الدكتور طه حسن

 

وكان قد أصدر وزير التعليم العالى قرار بتعديل آليات اختيار القيادات الجامعية المبنى على موافقة المجلس الأعلى للجامعات فى 30 يناير من العام الحالي، ويتم مناقشة تلك التعديلات بمجلس النواب المصرى الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى