الموقعتحقيقات وتقارير

فريضة الوقت الشبحي.. ماذا يعني أنه تمت إضافة 300 عام مفبركة للتاريخ؟.. تعرف على التفاصيل

كتبت – مريم سامي

ماذا لو أخبرتك أنّنا نعيش في العام 1725 ميلادي، أي في القرن الثامن عشر، هل الأمر سوف يبدو غريبا؟!، لكن هذا ما كان سيحدث لو كانت فرضية الوقت الشبحي صحيحة، فما هي هذه الفرضية؟

هي الفرضية التي تعتقد أن الفترة في العصور الوسطى بين 614-911 ميلادي هي فترة لم تحدث على الإطلاق، بل تمت إضافتها إلى التقويم السنوي إما عبر المصادفة، أو بسبب التفسير الخاطئ للوثائق أو عن طريق التزوير المتعمد من قبل الأشخاص المتآمرين في التقويم.

و مؤسس هذه الفريضة هو المؤرخ الألماني الذي يدعي هربرت أليغ، وروج هذه الفريضة في ثمانينات الفرن الماضي ويعتقد أن الملك شارلمان ليس حقيقيا وهو من الامور الكثيرة التي تم فبركتها اثناء إعداد التقويم.

ويعتقد هربرت أليغ ان هذه الفبركة تمت من قبل الامبراطور الروماني اوتو الثالث والبابا سلفستر الثاني كانا يعيشان في العام 700قبل الميلادي، لكنهم أرادا أن يعيشا في عام 1000 ميلادي، وذلك لأن أوتو الثالث أراد أن يكون عهده عام 1000 بعد الميلاد بسبب اعتقادات خاصة بالدين المسيحي، فقاما نتيجة لذلك بفبركة التوقيت وأضافا بطولات وهمية للملك شارلمان، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية.

لأدلة التي استند إليها هربرت أليغ في دعم فرضية الوقت الشبحي هي أن الآثار التي تعود للحقبة الزمنية الواقعة بين عامي 614 و911 ميلادي قليلة للغاية، واستمرار العمارة الرومانية الأوروبية الغربية في القرن العاشر، مع أن الإمبراطورية الرومانية سقطت عام 475 بعد الميلاد، وهي فترة تمتد لأكثر من 400 عام.

ويعتقد المؤرخ الألماني، هربرت أليغ أن المؤامرة التي تمت حياكتها لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت حتى عام 1582 عندما قام البابا غري غور الثالث عشر بإصلاح التقويم اليولياني الذي فرضه يوليوس قيصر سنة 45 قبل الميلاد بالتقويم الغريغوري.

وكان التقويم يزيد كل سنة بـ 10.8 دقيقة عن السنة السابقة، وقام البابا غريغوري بتعديل التقويم لأنه أراد التأكد من أن يتم الاحتفال بعيد الفصح في وقت الاعتدال في فصل الربيع، وبسبب ذلك، تمت إضافة 10 أيام للتاريخ والانتقال من 4 أكتوبر عام 1582 إلى 15 أكتوبر، ورأى هربرت أن الفرق كان 13 يومًا وليس 10 أيام كما اعتقد البابا غريغوري، وقد تراكمت على مدى 1600 سنة من التقويم اليولياني.

وفي عام 1986 تم عقد مؤتمر تاريخي في ميونخ، وكشف عن التزوير في وثائق تعود إلى مخطوطات القرون الوسطى من طرف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

كما بحث أليغ عن أدلة أخرى تدعم فرضيته، ووجد البعض منها مثل فجوة البناء في القسطنطينية بين عامي 558 و908 ميلادي، نتيجة لذلك يعتقد هربرت أن هناك 297 سنة ملفقة ولا وجود لها من الأساس.

امتداد فرضية الوقت الشبحي واتّباعها
ومن المؤيدين الآخرين لفرضية الوقت الشبحي جان هاردوين، الذي يعتقد أن المخطوطات الرومانية والآثار الرومانية تم تزويرها من قبل الرهبان البينديكتيين، ولكن حتى وفاته عام 1729 م، لم يقدم أدلة كافية تظهر ما الذي دفع الرهبان البينديكتيين للقيام بعملية تزوير كبيرة إلى هذا الحد، ولم يقدم أدلة علمية كافية تدعم هذه الاتهامات.

وتدعي هذه النظرية ببساطة أن كل شيء حدث قبل عام 800 ميلادي (وحتى قبل عام 1000 ميلادي) غير حقيقي.. هل تعي حجم الاتهامات في هذه النظرية؟

والأمر الأكثر غرابة من هذه النظرية (التي يمكن إبطالها بسهولة من خلال دراسة علم الآثار) أن الشعب الروسي يميل إلى تصديقها، حيث أظهرت الإحصائيات أن 30% من الشعب الروسي يميل لتصديق التسلسل الزمني الجديد، والسبب ببساطة هو أن هذه النظرية تضيف أمجادًا أكثر إلى تاريخ روسيا مما هو عليه الحال في الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى