أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الإقدام على القتل.. تملك ذكوري أم دافع نفسي!

مَا يَحدث في الحقيقة منْ عنفٍ وضربٍ وقتلٍ في العَلاقات بين المُحبين أو الأزواج هُو أكثر مِمَّا تُوثقهُ الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، وذلك لأنَّ مُعظم وقائعه لمْ يتم الإبلاغ عنها إلا في أضيق الحدود.

فالعنف والقتل الذي يَحدث في المُحيط الأسري الذي نَعيشهُ ليسَ مُرتبطًاً بالطبقة الاجتماعية أو حتى المُستوى العلمي أو المَالي.

وهذا ما ظهر جليًا مُؤخرًا عندَّما قام الطالب المُتفوق في دراسته بكلية الآداب بجامعة المنصورة بِطعن زميلته نيرة، بسكين وذبحها قبلَ أن يتمكن الأهالي من الإمساك به، وأيضًا من بعض أصحاب رؤوس الأموال، الذين قاموا قبل ذلك من التخلص من شركاء حياتهم سواء كانوا في عَلاقة عاطفية أو في زواج رسمي.

من يَقتل شريكة حياته أو حبيبته يُبرر هذا من خلال دافع الحب من وجهة نظره، وهذا ما قالته والدة المُتهم الطالب بكلية آداب المنصورة، إنَّ نجلها كان على عَلاقة عاطفية مع الطالبة نيرة، في فترةٍ من الفترات.

التملك الذكوري

إلا أنّه في الحقيقة يَأتي مُخالفًا لنظرية الحب وإنما يأتي من خلال ما يُمكن أن أسميه «التملك الذكوري» وأيَضًا ظاهرتي السلطة والسيطرة المُنتشرة في المُجتمعات العربية بشكلٍ عام، إذ تُعد تَجسيدًا حقيقيًا للغيرة غير المُبررة والغضب الذي لا يَقدرُ على احتوائه.

لذلك فإنَّ العنف والضرب والقتل يُمارس ضدَّ الفتاة في المُجتمعات التي يسودها عدم المُساواة الواضحة في جميع المجالات وليست مُساواة كما يَدعي البعض بين المرأة والرجل فقط، وإنما عدم مُساواة بين من لديه واسطة أو محسوبية أو مال ومن لا يَمتلك هذا، إذ أنَّ كل هذه الأسباب كفيلة أن تُؤدي إلى عدم توازن وخلل حقيقي في هذه المُجتمعات، وهذا رأيناه واضحًا خلال الكوارث الاجتماعية التي حدثت خلال الفتِرات الماضية.

نشوة الذكورية أو السيطرة أو أطلق عليها التي لمْ تعد طريقة مَقبولة كما كان في عقودٍ سابقة في ظل الانفتاح العالمي وقرب المسافات بين جميع الدول بفضل تطور وسائل التواصل الاجتماعي.

القتل بدافع الحب

وهناك رأيٌ آخر يُشيرُ إلى أنَّ الأسباب النفسية تُؤدي إلى القتل بدافع الحب، ويُوجد العديد من الأسباب أبرزها: الإصابة بالانفصام والاكتئاب الحاد واضطرابات الشخصية والإدمان والغيبوبة والعصبية المفرطة والغضب الشديد.

لذلك يجب على وزارة التربية والتعليم أنْ تُفكر جِديًا في وضع مادة إضافية تُدرس مع المناهج الدراسية الأخرى بعنوان «كيفية تعديل السلوك»، بالإضافة إلى التوعية في الإعلام وتنظيم ندوات ومؤتمرات بشأن هذا الموضوع، لأنّ نزعة السيطرة من الأسباب الرئيسية في ارتكاب جرائم القتل والعنف والضرب، الذي نُشاهده يومًا تلو الآخر.

وهنا يَكمن دور أساتذة علماء النفس والاجتماع في كيفية وضع خُطة مع وسائل الإعلام ومُنظمات المجتمع المدني بشأن كيفية التخلص ما يُمكن أن أطلق عليه «السيطرة السلوكية أو التملك والحيازة الذكورية»، من أجل التخلص تدريجيًا مِما نراه حاليًا من جرائم زادت وتيرتها خلال الفترات الماضية.

وليس لديَّ ما أقوله في نهاية مَقالي إلا ما جاء من أقوال الكاتب والأديب الإنجليزي وليام شكسبير، عن الحياة،: «أحيانًا تكون أحلامنا أوسع من أن يَحتويها واقعنا.. فلنصبر على واقعنا قليلاً حتى يكبر، لأنه ليس من الشجاعة أنْ ننتقم».

اقرأ ايضا للكاتب:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى