لمْ تعد التغيَّرات المناخية قضية رفاهية بالنسبة للدول يُمكن تجاوزها أو حتى تأجيلها لِفترة مُؤقتة لِكونها أصبحت على رأس أولويات جميع الدول بسبب الارتفاع المُتزايد في درجات الحرارة، التي جاءت نتيجة ارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية، والتي يَكون لها تبعات سلبية على الأمن الغذائي واقتصاد الدول بشكلٍ خاص.
ومع قرب استضافة مُؤتمر قمة المناخ COP27 في مِصر خلال شهر نوفمبر المقبل، جاء إعلان السفير البريطاني في مِصر، جاريث بايلي، بعقد عددٍ من الاتفاقيات الجديدة لدعم مِصر في تحولها الأخضر، بما في ذلك تمويل المُناخ والتجارة والتعليم.
كلمات السفير البريطاني، جاريث بايلي، أثناء حدث «150 يومًا على مُؤتمر قمة المناخ COP 27» بمقر السفارة، كانت بِمثابة دعم واضح لِمصر في مسألة مُواصلة العمل بين البلدين لضمان نجاح القمة بشكل كبير، لأنَّ مِصرَ ترى أنَّ مناقشة قضايا التغيَّرات المناخية يجبْ أن تظل في إطار اجتماعات ومُفاوضات ومؤتمرات تغير المناخ، والتي يتم تنظيم عملها في إطار اتفاقية الأمم المتحدة للتغيّرات المناخية.
وخلالَ جلسة تواصل بمقر السفارة البريطانية بالقاهرة، أعلن السفير جاريث بايلي، عن فوز شركة بتروفاك البريطانية، بِمشروع لإجراء دراسة جدوى مع شركة ميديترينيان إنرجى بارتنرز MEP فى مِصر لبناء منشأة جديدة تعمل على تحويل الهيدروجين إلى الأمونيا، وتستهدف إنتاج 125 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء للتصدير، وذلك في الوقت الذي ترى فيه مِصر أنَّ موضوع نقل التكنولوجيا من المَوضوعات المُهمة في هذا المجال.
مَلفات العلوم وقضايا المُناخ يَجبُ أنْ تكونَ على رأس أولويات الدول خلال الفترات المُقبلة، كما أنَّها يَجبُ أنْ تَحظى بمساحات أكبر واهتمام مُتزايد من جانب وسائل الإعلام سواء كانت الصحافية أو الإذاعية أو حتى المرئية.
السفارة البريطانية في القاهرة، أعلنت أنَّ المملكة المتحدة ستُوقع اتفاقية ضمان مع بنك التنمية الإفريقى، لِتسمح بتمويل ما يَصل إلى مليارى دولار من تمويل المناخ فى جميع أنحاء دول إفريقيا، مع تخصيص جزء منها لمِصر، الأمر الذي يَدل وجود على زخم دولي وتوافر إرادة سياسية حقيقية من جانب بريطانيا وأيضًا من كافة الأطراف للاهتمام بقضايا التغيَّرات المناخية.
وفي إطار الاهتمام المُتزايد من جانب الدول بقضايا المناخ، أعلن المجلس الثقافى البريطانى، المنظمة الدولية للعَلاقات الثقافية والفرص التعليمية فى المملكة المتحدة عنْ مشاريع جديدة فى مِصر فى إطار برنامجه العالمى «الاتصال المناخى»، وكذلك عن استثمار منحة بقيمة 11 مليون جنيه مِصرى فى شراكات التعليم العالي المناخية، لدعم التعاون بين الجامعات البريطانية والمِصرية، عبر مجموعة من القضايا المناخية، وذلك التزامًا منه بجعل مُؤتمر قمة المناخ COP27 الأكثر شمولًا على الإطلاق.
القاهرة تُدرك كل الإدراك من ناحية حَجم المَسئولية المُلقاة على عاتقها كرئيس لِمؤتمر قمة المناخ القادمة، في الوقت الذي تعي فيهِ أنَّ شعوب العالم في شتى أنحاء الأرض تتطلعُ إلى نتائج مَلموسة خلال هذه القمة تُسهم في إحداث تغيير حقيقي على الأرض يَنقلُ العالم بِأسره من مَرحلة التفاوض بشأن النصوص والإعلان عن التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على كافة المستويات والأصعدة للوصول إلى أهداف اتفاق باريس.
