كتب- محمد محمود:
تشعل الولايات المتحدة فتيل الأزمة بين الصين وتايوان، من خلال زيارات مسؤولين أمريكيين إلى العاصمة تايبيه، ومؤخرًا أعلنت الولايات المتحدة عن تدعيم تايوان بأسلحة دافعية بقيمة مليار دولار.
وقال عماد الأزرق، مدير مركز التحرير للدراسات والبحوث: إن الولايات المتحدة تسعى إلى إرهاق الصين اقتصاديًا وعسكريًا؛ لتحقيق مصالحها داخل قارة آسيا، ولاسيما أن الاقتصاد الصيني شهد نموًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، مما جعل الصين تمثل الخطر الأول على واشنطن في العالم.
وأضاف «الأزرق» أن الصين لن تقف مكتوفة اليدين، إذ أنها ستسعى إلى سحب كثير من استثمارتها من الولايات المتحدة، وتبحث عن شركاء آخرين لمحاصرة الولايات المتحدة من أجل إضعاف الدولار الأمريكي، خصوصًا أنها تمتلك احتياطي نقدي كبير من الدولار. ولم تكتفِ الصين بذلك فحسب، إذ أنه من المتوقع أن توقع الصين عقوبات قاسية على تايوان، ومحاولة إرهاق اقتصادها وتكبيده خسائر فادحة لمنعه من تدعيم قواته الدفاعية مجددًا.
وحول استخدام بكين للقوة العسكرية لضم تايوان، قال «الأزرق»: إن بكين لا تسعى أبدًا أن تقحم نفسها في حرب عسكرية ضد تايوان، خصوصًا أنها تعلم أن تايوان ستعلن أنها جزء من الأراضي الصينية عاجلاً أم آجلا.
كما أن الصين تؤمن بفكرة الأسرة الواحدة، وتعلم أن سكان تايوان جزءا من الشعب الصيني، وهم أيضًا يؤمنون بنفس الفكرة، فضلاً عن أن استخدام القوة العسكرية ضد تايبيه قد يؤدي إلى حدوث حربِ أهلية داخل الصين وسيكبد الاقتصاد الصيني الكثير من الخسائر الفادحة ويمنعه من تحقيق أهدافه المنشودة، وهو أن يصبح أقوى اقتصاد دولي في العالم.
ويرى «الأزرق» أن تايوان والصين يكملان بعضهما البعض، إذ أن تايوان تمثل سلة الفاكهة والخضروات والرقائق الإلكترونية للصين، بينما تقوم الصين بتوريد الرمال والعديد من المواد الأخرى التي تحتاجها تايوان لقطاع الصناعة.
ويرى الخبير في الشأن الصيني، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير حلم الصين العظيم، والذي تسعى إلى تحقيقه في عام 2049 وهو عام الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويتمثل الحلم في إنجاز بناء دولة قوية متحضرة، وأن تصبح الدولة الأقوى اقتصاديًا في العالم، وتغير النظام الأحادي القطب وإنهاء نفوذ الولايات المتحدة في العالم.
