أراء ومقالاتالموقع

عصام الشريف يكتب لـ«الموقع» العودة إلى الجذور إرادة شعب

صدق الشاعر العربي حين قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ما من شعب في العالم لا يريد الحياة ، وما من شعب في العالم لا يتمنى أن يكون وطنه في مقدمة الأمم والأوطان .
ونحن كمصريين بما نمتلكه من حضارة وتاريخ ضارب بجذوره في عمق التاريخ بل إن التاريخ ذاته قد جاء من أجل تسجيل أمجاد وحضارة المصريين .

ولا نقول هنا بأننا نفخر بما قام به أجدادنا المصريون القدماء فقط بل ندعو إلى أن نستمر ونعود إلى ذات التوجه والدرب الذي سلكه المصري القديم ، والذي لن يتأتى إلا بأن نعمل على تغيير داخلي في مجتمعنا المصري الذي يختلف عن سائر البلدان والأوطان .

ويحق لنا ذلك ، ونحن من قدم للعالم القديم والحديث الكثير والكثير على الرغم من أن كيميت ( مصر ) لم تحكم كأرض موحدة من حاكم مصري طيلة ما يقارب من 2400 سنة حتى عام 1952 ، مما نتج عنه ثقافات سلبية سائدة نتجت عن تكرار وُجود الآخر الغريب عن أوطاننا في سدة الحكم فمن فرس ورومان وإغريق وبطالمة وعرب وأتراك إلى إنجليز و فرنساوية ، وكم مر ببلادنا ، وعلى الرغم من تغيير الكثير من السلوكيات والثقافات بسبب ذلك إلى أنها لم تستطع تغيير الثوابت مثل وحدة الأرض والشعب .

إننا إذ نتطلع إلى العودة إلى الجذور دون التنصل مما اصطبغ بالصبغة المصرية مما نتج عن المحتل ، لا نريد سوى أن نحترم هذا التاريخ الممتد وأن نعمل سوية في إطار وحدة الأرض والشعب وما ترسخ من الثوابت الوطنية المنقولة عبر التاريخ منذ دولة المصري القديم وصولا إلى التبادل الحضاري والثقافي الحالي والذي يتماشى في الكثير منه مع ما ترسخ في وجدان الشعب المصري .

إننا يا سادة أصحاب حضارة وفضل لا ينكره إلا جاحد أو حاقد وما تمتلكه بلادي من قدرات شعب وموارد طبيعية وقدرة على تعظيم هذه القدرات والموارد والاستفادة منها لأقصى درجة هو الأمل للخروج من أي مأزق اقتصادي أو سياسي .

فنحن وعلى سبيل المثال لا الحصر لا يوجد لاجئ في معسكرات إيواء مثلما هو حادث حتى في الدول الكبرى بمفهوم الآن ، بل تحتضن مصر بتاريخها وعلى الرغم من كافة أزماتها الاقتصادية كل من يلجأ إليها محتميا بها دونما تمييز أو تفرقة .

وأيضا نحن كنا سلة غلال العالم وكان القطن المصري أجود أنواعه والتي كثيرا ما ربح المستعمر الإنجليزي ودارت عجلات إنتاجه مرتكزة عليه والكثير من الزراعات الإستراتيجية التي ما تراجعت إلا بفعل فاعل ، وكذا زراعات الكتان ، إلا أننا يمكن أن نرجع إلى هذا التميز بأن ننهض مجددا وننفض تراب المحتل وألاعيبه التي أدت إلى تدهور هذه الزراعات والصناعات القائمة عليها بل واستحداث ما يمن به أن نستفيد من التنوع المناخي الموجود ببلادنا ، وهذا قليل من كثير وإن كنا نكتفي في هذا المقال بمجرد الإشارة إلى البعض .

إننا يا سادة أمام العديد والعديد من التحديات التي تواجه الدولة المصرية الحديثة ولن نكتفي بموقف المشاهد أو المعترض لمجرد الاعتراض أو حبا في الظهور بمظهر الرافض لكل شيء بل لقد آن الأوان أن نشارك جميعا في التفكير والتخطيط والمساعدة لعودة الروح المصرية والوعي وفتح آفاق جديدة سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية كشركاء في بناء وطن نحلم به جميعا .

وطن ليس لفئة أو جماعة أيا كانت .

وطن به من القدرات والموارد ما تجعله في مصاف الدول المتقدمة بل لا أزايد إن قلت في مقدمة الصفوف الأولى
وللحديث بقية .

اقرأ ايضا للكاتب

عصام الشريف يكتب لـ«الموقع» ثورة يناير بين الآمال والآلام

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى