أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي لـ”الموقع”.. البريكست.. من يدفع ثمن الطلاق؟

البريكست موضوع من المفترض أنه صدَّع الرؤوس وقُتِلَ بحثاً إلا أن نزيفه مستمرٌ بمزيدٍ من المخاوف والهلع للمملكة المتحدة التي تتعنت وتريد الإستثناءات التي إعتادت عليها من قِبل الإتحاد الأوروبي !
يراوغ بوريس چونسن ويلاعب نظرائه في الإتحاد الأوروبي ويصعّد من لهجته، لكن خروجه دون إتفاق سيرفع من ثمن البضائع ويجعل موانئه مكتظةً ويلحق به أضراراً غير متوقعة مع دول أخرى كانت تضع في حساباتها عضويةَ المملكة المتحدة في الإتحاد الأوروبي والحال سيتغير عندما تترك بريطانيا عش الإتحاد الأوروبي الوثير وتأخذ قائمة منقولاتها الزوجية ويذهب كلٌ إلى حال سبيله ظناً منهما أنه : (إنْ يتفرقا يغن الله كلاً من سعته) ، بيد أن الأمر ليس بهذه البساطة خاصةً أن الأطراف تمارس إستراتيجية القط الميت الذي يريد تقليل خسائره وتعظيم منافعه لأقصى درجة منتظراً اللحظة النهائية ( للإنقضاض)للإتفاق الأخير!
لابد من تغيير النهج في المفاوضات لإن الإصرار على مسلك معين والتشبث به لن يوصل الأطراف المختلفة لشئ ذي بال، يريد بوريس جونسون معاملةً تفضيلية مثل النموذج الكندي أو حتى الإسترالي لكنْ الإتحاد الأوروبي يرفض أن يغريَّ ذلك بقية الأعضاء ، فيتشظى بعد قوة وتماسك،،
في الواقع نتائج الإنتخابات الأمريكية تسبب توتراً وإرتباكاً للخنزير المدهون بالزيت( بوريس چونسون)في حال جلوس چو بايدن، الذي لن يبقي على نفس وشائج علاقات ترامب بچونسون!
والأخير يغازل الشعور الوطني البريطاني الذي يريد أن يحتفظ بمصايد أسماكه ولا تطالها إلا الشّْباك الإنجليزية وأن يحتفظ بالإعفاءات الجمركيةوأن ينعم بمنطقة حرة تشبه سنغافورة تجلب الشركات والبنوك ولاتلتزم بالمعايير البيئية ولا تشكو وطأة الضرائب المرهقة، فيفقد الإتحاد الأوروبي سطوته التجارية وتعاني أسواقه الداخلية ، لذا فإن هذا التسلل البريطاني الرامي لإحراز هدف في مرمى الإتحاد الأوروبي جعل منه يضع في خط الوسط وفي قلب الهجوم ومنطقة الدفاع أورسولا فون دير لاين وميشال بارنييه وشارل ميشال ليذودوا عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر بإتحادهم الآيل للتصدع والسقوط إن نجح بوريس جونسون فيما يرنو إليه من تحقيق مافشلت فيه زميلته السابقة تريزا ماي وها هي ذا جماهير المباراة الملتهبة تجلس على أطراف مقاعدها ويقف آخرون على أحرَّ من جمرٍ يذيب جليد أوروبا الواقع في مرمى الإحتباس الحراري!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى