فن وثقافة

«ضوضاء» كتاب يقدم أمثلة لما يضلل توقعاتنا ومدى سلامة حكمنا على الأمور

كتبت – شيماء محمد

أشاد الدكتور محمود محي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، بكتاب «ضوضاء» الصادر في شهر مايو 2021، للكاتب دانيال كانمان الأستاذ في جامعة برنستون، وأوليفر سيبونى أستاذ الاستراتيجية وسياسات الأعمال، وكاس سنستين أستاذ الاقتصاد السلوكي والسياسات العامة بجامعة هارفارد، والذي يتناول الكتاب أمثلة لما يضلل توقعاتنا ومدى سلامة حكمنا على الأمور فيما يعرف بالضوضاء أو المؤثرات المشوهة لسلامة التقدير.

وكتب محي الدين في تدوينه نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع «كيندل»، كتبت مقال نشر الشهر الماضي أشرت إلى هذا الكتاب الهام في معرض التفرقة بين التحيز بمعنى bias والضوضاء بمعنى noise. وقد كان هذا موضع تحليل مستفيض في هذا الكتاب الذي ألفه دانيال كانمان الأستاذ في جامعة برنستون والحائز على جائزة نوبل فى الاقتصاد في عام 2002 فى هذا الكتاب الجديد الذي ألفه مع أوليفر سيبونى أستاذ الاستراتيجية وسياسات الأعمال وكاس سنستين أستاذ الاقتصاد السلوكي والسياسات العامة بجامعة هارفارد.

وأضاف التحيز أو الانحياز المنهجي، يكون مسبق الإعداد ويؤثر سلبا فى القرار أو التوقع كإفتراض أحد المحققين فى جريمة ما بأن شريحة معينة من المجتمع أكثر عنفا وضلوعا فى ارتكاب الجرائم. فإذا مثل أحد المنتمين لهذه الشريحة المجتمعية أمامه فى حادثة كان هذا التحيز مسيطرا على تفكيره ومن ثم قراره بغضّ النظر عن الحقيقة التى قد تضيع ومعها العدل بسبب هذا التحيز.

وتابع: يذهب كانمان وزملاؤه إلى أن هذه التحيزات معروفة ويمكن التعامل معها بأساليب مختلفة حتى يتم التوصل للحقيقة كمراجعة الأحكام والطعن فى سلامة التحقيق بسبب ما عرف عن المحقق من تحيز. لكن هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن التحيز فى اتخاذ القرار وأكثر صعوبة فى التعامل معها وهو ما يوصف بالضوضاء التى تجعل القرار معانيا مما يعرف «بالبعثرة العشوائية». فرجوعا إلى مثال المحقق لا تتوقف المشكلة عند انحيازه ضد جماعة معينة أو معها، ولكن فى إطار الحكم على عناصر من ذات الجماعة قد يعانى القرار من عيوب وعدم اتساق، بناء مثلا على الحالة التى كان عليها المحقق ذهنيا أو صحيا قبل أو أثناء التحقيق.

وأوضح: الخلاصة هو أنه عندما يتم اتخاذ قرار أو حكم أو نصيحة طبية، على سبيل المثال، يجب العمل على تقليص التأثير السلبى لهذه التحيزات وكذلك مؤثرات الضوضاء على القرارات للاطمئنان على سلامتها من المشوهات.”

وأختتم حديثه «هذا الكتاب الصادر في مايو الماضي في 464 صفحة جدير بالقراءة و
نقاش نتائجه خاصة فيما يتعلق بطرق تحجيم أثر الضوضاء وكذلك التحيز على عملية اتخاذ القرار سواء كان القرار عاماً أو خاصاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى