الموقعتحقيقات وتقارير

صراع الحقيقة والسراب … هل لعنة الفراعنة بسبب نقل المومياوات الملكية وراء الحوادث المتتالية؟

كتبت _ فاطمة عاهد

“جنوح سفينة بقناة السويس والتأثير على حركة الملاحة العالمية، اصطدام قطارين سوهاج، انهيار عقار في جسر السويس، سقوط سقالات كوبري أوشكت الحديد بشارع اللبيني، حريق بأكشاك محطة الزقازيق، حريق بمصنع في العاشر من أكتوبر” كوارث عدة توالت خلال الأيام الماضية، خلفت ورائها أما عشرات الضحايا، أو خسائر مالية فادحة.

لم تمر ساعات على حادث قطاري سوهاج الذي راح إثره عشرات المتوفين، بينما أصيب حوالي 160 آخرين، ووقع انهيار بجسر السويس لعقار سكني، توفي تحت أنقاضه حوالي 5 من ساكنيها، وأصيب باقي المتواجدين بداخلها وتم إنقاذهم من تحت الأنقاض.

نقل المومياوات سبب الكوارث

أبت ساعات الليل أن تمر بسلام، وكأنه شمال مصر “القاهرة” حزن على جنوبها “سوهاج”، فظهر الحزن في صورة فاجعة جديدة أزهقت الأرواح، بينما ربط البعض تلك الحوادث باقتراب موعد نقل موكب المومياوات في البلاد.

حيث أعلن المسؤولين في وزارة الأثار عن موعد خروج ملوك مصر من المتحف المصرى بالتحرير، فى موكب مهيب، متوجهين لمكان إقامتهم الدائمة فى المتحف القومى للحضارة المصرية، ويضم حوالي 22 مومياء لملوك مصر القدماء.

تم تحديد موعد النقل على أن يكون في مساء السبت الموافق 3 أبريل،كما سيتقدم الموكب لفيف من الفنانات مرتديات الزي الفرعوني بقيادة المايسترو نادر عباسي، بصحبة فرق الموسيقى العسكرية المرتدية للملابس الفرعونية.

لعنة الفراعنة

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات لشخص يدعى إيهاب موسى، وهو رئيس ائتلاف دعم السياحة كلها متعلقة بلعنة الفراعنة بسبب نقل المومياوات وما وقع من حوادث خلال الأيام القليلة الماضية حيث ستشهد نقل 23 ملكا من كبار ملوك الفراعنة.

يرى رئيس ائتلاف دعم السياحة في تصريحاته لـ“الموقع” أن نقل تلك التوابيت من مكانها لن يكون سهلا، لذا توقع الناس أن يكون ذلك بمثابة إنذار بحالة القلق التي ستنتاب الملوك عند نقلهم من مكانهم، خاصة مع انتشار السحر في مصر القديمة.

بينما قال الباحث الآثري أحمد عامر إن “لعنة الفراعنة” انتشرت بين سارقي المقابر الآثرية التي كان الهدف منها هو الثراء فقط وليس الشهرة، وقد دعَمت بالسحر والصدف التي أصبحت منتشرة بيننا وأصبح لغزاً محيراً للكثير منا.

وأضاف “عامر ل”الموقع” أن الفراعنة قد أتوا بهذا المسمي لتهديد وترهيب وتخويف اللصوص من الإقتراب والسطو علي مقابرهم لسرقة كنوزهم اعتقاداً منهم بما يسمي بالبعث عقب الموت، لذلك فقد ظهرت “لعنة الفراعنة” وذلك قبل اكتشاف مقبرة الملك ” توت عنخ آمون “.

ما بين الحقيقة والسراب

وأضاف “عامر” أن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالي، ولكن وفاة مكتشفون مقبرة الملك “توت عنخ آمون” بعد خروج جثة الفرعون أمر محير لدي الكثير من الناس، فأشار البعض إلى أن الجن يحرس المقابر الفرعونية ويسبب الهلاك لكل من ينتهك حرمة الفرعون في رحلة ما بعد الموت بل يصحي البعض بأقرانهم لتقديمهم كقربان لهذا الجن.

وأكد على أنه لا يوجد ما يسمي ب “لعنة الفراعنة” والدليل علي ذلك “هاورد كارتر” الذي لم يحدث له أي ضرر على الرغم من أنه أول من أساء إلى “توت عنح آمون” ونزع القناع عن وجهه.
‏ ‏
‏تابع “عامر” أنه من المحتمل أن التعدي والتعرض لمقابر مغلقة من الآف السنين عند فتحها يكون بها بكتريا مدمرة تقتل كل من إستنشق هوائها فتتفاعل بعض المواد الكميائية مع ما تبقي من بعض مواد التحنيط أو الطعام الذي كان يوضع داخل القبر ووجود بعض الفطريات والطفيليات السامه التي وضَعت من أجل كل من تسول له نفسه التعدي علي هذه المقابر لكل من يقوم بفتحها والدخول إليها.

وفي الكتب السماوية نجد أنه قد تعارضت مفاهيم السحر ولعنات الفراعنه بشكل قاطع وواضح، ولكن الصدفة المدهشة التي تقع لكثير مع كل من كان لهم علاقة بفتح مقبرة الملك “توت عنخ آمون” أسمعت في آذان الناس بأسطورة “لعنة الفراعنة” فمنهم من يصدق ومنهم من يكذب ذلك ومنهم أيضاً من يتخذها لإبتزاز كل من يتمني الثراء كالدجالين والنصابين، لكن الرجوع إلي أعماق الماضي يتطلب التفكير والبحث العلمي في حضارة عظيمة ترجع إلي الآف السنين فقد تفوق المصريين القدماء في علوم الطب والفلك والرياضيات والتحنيط، ولازال يقف العالم متحيراً يشاهدون كيف بني المصريون الأهرامات والمعابد وشيدوا مقابرهم ونحتوها داخل الجبال وأسفل الرمال والصخور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى