صديق عفيفي في حواره لـ«الموقع»: ميريت من أوائل الجامعات الخاصة التي فتحت أبوابها للعائدين من السودان واستقبلنا نحو 230 طالبا
قريبًا افتتاح كلية طب الفم والأسنان بـ«ميريت» والفنون بـ«طيبة»
افتقار صعيد مصر «مهد الحضارة» لتعليم جامعي راق دفعني لإنشاء جامعة ميريت بسوهاج
رغم الانتقادات التي واجهتها في البداية لافتتاح جامعة خاصة بالصعيد أصبحت «ميريت» تجربة رائدة وأعقبها افتتاح جامعات أخرى
التعاقد مع الجامعة البلجيكية لتقديم منحة دراسية كاملة للطلاب بالتعاون مع طيبة وميريت
توجهت إلى الصندوق السيادي بمشروع إنشاء أربع جامعات خاصة بمنطقة الدلتا
إضافة مادة «الميكاترونكس» للمعهد الهندسي لخدمة الصناعة المصرية نتيجة لافتقار سوق العمل لهذا التخصص
خريج هندسة طيبة قادر على المنافسة العالمية وقرار نقابة المهندسين برفض خريجي المعاهد لا يشغلنا
«عصا ناطقة» لمساعدة المكفوفين أحدث مشاريع تخرج الطلاب وتم التواصل مع الإنتاج الحربي لتصنيعها وطرحها في الأسواق بأسعار رمزية
توصيات الفنان «محمد صبحي» الأخلاقية للطلاب خلال ندوته بـ طيبة صارت عهد أقسم الطلاب على تنفيذها
التربية الأخلاقية الوظيفة الأساسية للمؤسسات التعليمية وفي مصر ليس لدينا وعي كافٍ بأهميتها
تصوير- محمد حسن:
رجل ذو نظرة مستقبلية لمستقبل التعليم الجامعي والمدرسي، ذو رؤية مختلفة للتوجه نحو المناطق التي تفتقر الخدمات التعليمية، لذا قرر أن ينشئ مدارس في الصحراء وجامعات بصعيد مصر والقرى المهمشة، وفي الوقت ذاته يُولي اهتماما كبيرا بالبحث العلمي ودعم مشاريع التخرج الهادفة، وكذلك خدمة المجتمع المدني فأطلق عددا من المبادرات منها «مصر بلا أمية 2030» و«استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن سرطان الثدي»، كما أن لديه طموح لا يتوقف عن تطوير التعليم وإنشاء الكليات الحديثة وضمها لمؤسساته التعليمية وتطوير المناهج لتواكب التطور العالمي وتخدم سوق العمل.
إنه الدكتور صديق عفيفي، رئيس مؤسسات الطيبة التعليمية، رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، الذي يكشف الكثير من مخططاته التعليمية الفترة المقبلة خلال حواره مع «الموقع».
في بداية حديثه معنا، أصر رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت، على التطرق لما تشهده مصر من حراك على المستوى السياسي، ليؤكد ثقته وإشادته بالحوار الوطني، مؤكدا أنه فكرة جميلة لم يقتنع بها البعض، ولكن اقتنع بها الكثيرون، معلقا «أتمنى أن يكون عن حب شديد لمصر ورغبة حقيقية في إفادتها، وبعد ما شهدناه من حوار راقٍ أتمنى أن يكون وسيلة لإقناع الذين لم يرحب بالفكرة».
وأضاف أن الحوار الوطني مجال جيد لتبادل الآراء، ومرة تلو الأخرى ستعتاد السلطات العُليا على سماع الآراء الحرة المخلصة للوطن، وأتمنى إتاحة الفرصة لمشاركة أعداد أكبر من أصحاب الفكر الواعي في الحوار الوطني للاستفادة من آرائهم.
وبعد مداخلته القصيرة على الحراك السياسي في مصر وإشادته بالحوار الوطني؛ بدأ الدكتور صديق عفيفي، في الحديث عن التعليم، ليؤكد لنا أن جامعة ميريت بسوهاج، واحدة من أوائل الجامعات الخاصة بصعيد مصر، وتضم عددا من التخصصات الطبية، ومنها: الطب، الصيدلة، العلاج الطبيعي، ومن المقرر إضافة كلية الفم والأسنان قريبًا، مشيرًا إلى أن توجه لافتتاح الجامعة في صعيد مصر جاء لافتقار هذه المنطقة لتعليمٍ جامعيٍ راقٍ.
وأضاف رئيس أكاديمية طيبة، رئيس مجلس أمناء جامعة ميريت: عندما قررت إنشاء جامعة خاصة في سوهاج واجهت بعض الانتقادات ونصحني البعض بافتتاح الجامعة في القاهرة حيث الكثافة السكانية ومستوى المعيشة الأفضل، ولكن كانت رؤيتي أن سوهاج هي إحدى محافظات صعيد مصر مركز الحضارة المصرية القديمة التي بعثت العلم للرومان واليونان وأوروبا، وافتقارها للخدمة التعليمية اليوم يستوجب علينا رد الجميل.
إهمال الصعيد
وتابع بأن ما يشهده صعيد مصر من إهمال لا يسعدني كمواطن مصري، ولكن ما في يدي أن أقدمه لها هو إنشاء مؤسسة تعليمية ترتقي بمستوى التعليم بها وتخدم أبناء الصعيد، وبعد إنشاء «ميريت» كانت تجربة رائدة دفعت الحكومة إلى التوجه لصعيد مصر، وعمل خطة للنهوض بالتعليم، أعقبها افتتاح عدد من الجامعات الأخرى.
وأشار إلى جامعة أن ميرت تضم 12 كلية، سيتم إنشاؤها تدريجيًا ومن المقرر افتتاح كليات الإعلام، هندسة، بيزنس الفترة القادمة، وذلك حتى ننتهي من افتتاح جميع التخصصات التي من المخطط ضمها للجامعة.
نرشح لك : ألبوم صور.. رئيس أكاديمية طيبة في حواره مع «الموقع»
وأوضح رئيس مجلس أمناء ميريت أنه عندما نشبت الحرب في السودان أثرت سلبيًا على الأحوال المعيشية وسلام المواطنين، وكانت مصر أقرب بلد لاستقبالهم، وكذلك أصدرت توجيهات باستقبال كافة الطلاب العائدين من السودان ويطرقون باب الجامعة وتم استقبال 230 طالب سواء مصري أو سوداني دون تفرقة في الشروط والرسوم.
وفيما يخص أكاديمية طيبة، أعلن عفيفي عن افتتاح كلية الفنون قريبًا، مؤكدًا أنه تم تخصيص الأرض وجاري إنشاؤها لتضم عدة تخصصات وهي: السينما، المسرح والتمثيل، الموسيقى، الباليه، الفنون التطبيقية، ونتيجة لعلاقتي الوطيدة بالفنانين وأساتذة معهد الفنون أكدوا دعمهم للكلية ومد يد العون لها.
الجامعات والفن
وأشار إلى أن أكاديمية طيبة تولي اهتماما كبيرا بالفن، ولذلك كانت الأكاديمية في استقبال الفنان القدير محمد صبحي، لما له من تأثير كبير على الطلاب وتم استقباله استقبال الفاتحين من الطلاب بالتصقيف والتحية المبهرة، نتيجة لما يقدمه من كوميديا هادفة وتوظيفه الفن لخدمة المجتمع.
وأوضح أن الفنان محمد صبحي، خلال ندوته قدم للطلاب بعض الوصايا الأخلاقية، منها الجدية في العمل، الانضباط في المواعيد، ما جعل الطلاب يأخذونها عهدا على أنفسهم، ويحلفون القسم على تنفيذها، ولتكون منهجا لحياتهم، مؤكدًا على أن الفن رسالة للترفيه وللتربية والتنوير والتوعية.
وأشار عفيفي، إلى أنه تم التعاقد مع الجامعة البلجيكية على بعث طلابنا لأخذ فصل دراسي كامل هناك، على أن تتحمل الجامعة البلجيكية الرسوم الدراسية و تتحمل طيبة وميريت مصاريف السفر والإقامة، وبذلك تكون منحة دراسية كاملة للطلاب ويأخذون شهادة من الجامعتين.
اتفاق مع جامعة بلجيكية
ولفت إلى أنه تم الاتفاق مع الجامعة البلجيكية على عمل عدد من البحوث العلمية المشتركة، ومنها بحث علمي مقارن حول فاعلية التعلم عن بعد رغم فاعليته و التعلم بالطرق التقليدية، والتعرف أوجه الاستفادة والقصور لتفاديها في المستقبل، بالإضافة إلى بحث حول مدى التزام الأستاذ الجامعي بالتوعية والتنمية الأخلاقية والسلوكية للطلاب، وذلك لتنبيه الأساتذة أن غرس القيم جزء من مهامهم وليس فقط نقل العلم.
واستكمل: أؤمن بأن الوظيفة الحقيقية للمؤسسات التعليمية هي تكوين شخص ناجح وبناء إنسان الذي لا يكتمل إلا إذا كان لديه علم وأخلاق، فالإنسان بلا إحداهما غير ناجح، الأستاذ الجامعي مسؤول عن توصيل علمه والتأثير اخلاقيًا على طلابه، النبي ﷺ قال: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، و هي رسالة جميع الديانات السماوية، مشيرًا إلى أن المؤسسات التعليمية في مصر ليس لديها وعي كافٍ بأهمية هذه المسألة.
نرشح لك : على ضفاف النيل.. صديق عفيفي يُقيم حفل الإفطار السنوي لموظفي أكاديمية طيبة
وأكد رئيس أكاديمية طيبة على أنه يخطط لعمل أول جامعة عالمية أون لاين قريبًا، وأن المشروع محل الدراسة وجاري اختيار المكان المناسب، وسيتم تنفيذه قريبًا، مشيرًا إلى أنه توجه إلى الصندوق السيادي بمشروع إنشاء أربع جامعات خاصة بمنطقة الدلتا في كلا من: كفر الشيخ، طنطا، شمال الدلتا، المنوفية، وفي انتظار تخصيص الأرض ليتم التنفيذ.
ونوه إلى أن جميع معاهد ومدارس طيبة تحرص على حصول اعتماد الجودة في إطار توجهنا نحو تقديم تعليم جيد، ومؤخرًا حصل معهد طيبة للحاسب على اعتماد الجودة، كما حصلت مدارس طيبة عليها للمرة الـ 12 على التوالي.
وأضاف أنه في دور حرصه على مواكبة التطور التعليمي تم إضافة مادة «الميكاترونكس» إلى معهد طيبة العالي للهندسة، وذلك لأن هذا التخصص نادر ويفتقر إليه سوق العمل، ومن المقرر إضافته للمناهج الفصل الدراسي القادم لخدمة الصناعة المصرية.
وعن قرار رفض نقابة المهندسين بقبول خريجي المعاهد، قال رئيس أكاديمية طيبة إنه لا يرى أن نقابة المهندسين تمثل جهة علمية كُفء لتقييم الشهادة العلمية التي يحصل عليها الطالب أنها جيدة أو غير جيدة، لذلك قرارهم لا يشغل اهتمامي لأن خريج هندسة طيبة من أفضل الخريجين و يستطيع منافسة أي طالب على مستوى العالم.
وأكد عفيفي على أن الأكاديمية تقدم دعمها الكامل لمشاريع تخرج الطلاب المفيدة للمجتمع، وأحدثها مشروع تخرج هذا العام وهي عصا ذكية ناطقة لمساعدة المكفوفين، لكونها مزودة بخاصية تنبه الكفيف أنه يواجه عائق في طريقه، وتكفلت بدعمها وتم التواصل مع وزارة الإنتاج الحربي تصنيعها وطرحها بالأسواق بأسعار رمزية.
تنمية المواهب الطلابية
ولفت إلى أن الأكاديمية تُولي اهتمام كبير لتنمية المواهب الطلابية سواء الرياضية أو الفنية، وأن طلاب طيبة يستعدون للمشاركة في مسابقات التعليم العالي الشهر الجاري، مشيرًا إلى أنهم يحصلون على مراكز متقدمة في كافة المسابقات ومنها كورال طيبة الذي حصل على المركز الأول 18 عام على التوالي، وكذلك فريق المسرح الذي حصل على المركز الأول لعدة سنوات متتالية.
وأكد حرصه على قضاء بعض الأوقات مع الطلاب في المدارس و المعاهد، من خلال مشاركة الطلاب في المناسبات و الرحلات داخل وخارج مصر، وذلك لكسر الحاجز الوهمي والرهبة بين الطلاب و رئيس الجامعة و حتى لا يرهب الطلاب طرق باب مكتبي و التقدم بأي طلب أو شكوى.
وأشار عفيفي، إلى أنه حريص على التواصل مع الخريجين من خلال عقد لقاءات معهم ودعواتهم لحفلات السحور والإفطار في رمضان وكذلك في كافة المناسبات، وذلك لخلق نوع من الولاء لجامعتهم وسماع مقترحاتهم بعد الانخراط بسوق العمل لتطوير التعليم بالأكاديمية.
وأكد عفيفي على أن أكاديمية طيبة تولي اهتمام كبير لخدمة المجتمع المدني، ومنها مبادرة «مصر بلا أمية 2030» والتي تتوجه شهريًا إلى مناطق مختلفة لرفع أمية الأهالي، ويطمح أن يتبنى فكر المبادرة جهات أخرى لانتشارها في كافة محافظات مصر.
واختتم حديثه قائلا: إنه بحلول العام الدراسي القادم سيكون هناك خطة لتقديم نظام جديد في المراجع الدراسية، وكذلك الإشراف على مشاريع تخرج الطلاب من خلال عقد اجتماعات دورية بين الطلاب والأساتذة حتى يتم اكتمال المشروع وخروجه للنور منعًا لظاهرة الدروس الخصوصية.
