أراء ومقالاتالموقع

شريف فؤاد يطرح السؤال في مقاله لـ«الموقع» ما الذي قدمه منتدى الشباب الدولي لمصر

ما الذي قدمه منتدى الشباب إلى مصر ؟ وما الحاجة إلى نسخة رابعة تنطلق بعد ساعات بحضور لافت من مختلف دول العالم لقادة فكر ورأي وبرعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي

هذا السؤال يطرحه البعض مرة على استحياء ومرات بإلحاح ويحمل في طياته العديد من الاستفسارات التي تبدوا في ظاهرها منطقية وفي باطنها تعكس غيظًا وحقدًا من منصات تناصب مصر العداء وتأسى لكل نجاح يحرزه الوطن

وللإجابة على هذا التساؤل ينبغي علينا أن نعود بالذاكرة إلى العام ٢٠١٥ الذي كانت تتعافى فيه مصر وتعمل على استعادة مكانتها وإعادة تموضعها كركيزة للأمن والسلم في الإقليم الذي يعيش فوق فوهة بركان وتستعيد عافيتها كأحد أهم وأكبر الدول المحورية الضامنة لاستقرار العالم وهكذا وصفها بول كيندي في كتابه ( إعداد العالم للقرن الحادي والعشرين ) وهو ما تؤيده وتؤكده الجغرافيا والتاريخ ويكفي فقط تذكر حادثة جنوح السفينة ايفر جيفن في قناة السويس قبل عدة أشهر لأيام قليلة وقف العالم خلالها على أظفاره وشهدت التجارة العالمية أزمة كبرى لم تهدأ إلا بعودة حركة الملاحة الى طبيعتها
نعود الى عام ٢٠١٥ الذي أعلنه رئيس مصر عامًا للشباب إيمانًا منه بأن وطنًا بحجم مصر لا يمكن له أن ينهض من دون تمكين الشباب واضطلاعهم بدور أكبر والعمل على ضخ دماء وأفكار جديدة من خلال شباب قادر ومؤهل ومتسلح بأحدث ما وصلت إليه علوم الإدارة هذا أولًا

وثانيًا تم الإعلان عن إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب المعني باختيار وتأهيل الشباب من شتى بقاع مصر استنادًا الى الموهبة والكفاءة وهو معيار متجرد يخلو من شبهة المحاباة ومفهوم الواسطة السائد في ثقافتنا

وسرعان ما أينع وأثمر هذا البرنامج بتخريج مجموعة من الدفعات هي اليوم تُزين كل مؤسسة ووزارة وديوان عمل إسهامًا في مسيرة مصر المكافحة

ثالثًا نظم مكتب السيد رئيس الجمهورية في يوليو واغسطس ٢٠١٦ نموذج محاكاة الدولة المصرية والذي شهد جملة من الجلسات المتخصصة في مجال الصحة والتعليم والطاقة وغيرها وفاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي الشباب بحضوره بشكلٍ مفاجئ إحدى هذه الجلسات دون ترتيب مسبق وجاء منفردًا ليستمع الى الشباب ويدون ويدرس ويقرر

رابعًا أبى عام ٢٠١٦ أن يمر إلا وقرر السيد الرئيس والمسؤلين عن هذا البرنامج تنظيم المؤتمر السنوي الأول للشباب في أكتوبر من نفس العام بمدينة شرم الشيخ التي كانت تعرضت لعمل غادر وجبان استهدف النيل من مدينة السلام ومصر الكبيرة

وخرج المؤتمر في صورة عظيمة بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف شاب وكوكبة من مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية التي أثرت جلساته بنقاشات لقضايا الوطن اتسمت بالصراحة والشفافية وأضفى عليها الرئيس السيسي المصداقية بحضوره اللافت الأمر الذي قرر معه انعقاد المؤتمر بشكل دوري في مختلف محافظات مصر فاحتضنت القاهرة المؤتمر الدوري الأول ثم أسوان والإسماعيلية في ابريل ٢٠١٧ وفيه خرج المؤتمر بتوصية تدعو لتنظيم مصر منتدى دولي للشباب بشرم الشيخ برعاية السيد رئيس الجمهورية الذي استجاب مشكورًا على الفور

خامسًا مع الإعداد للمنتدى الدولي الأول للشباب في ٢٠١٧ تم تنظيم مؤتمر دوري في الإسكندرية خلال شهر يوليو لتؤكد مصر قدرتها المتفردة على الاعداد والتنظيم لأكثر من حدث في توقيتات متزامنة

سادسًا إستعدادا لمنتدى الشباب الدولي في نسخته الأولى كان شباب البرنامج الرئاسي قد نضج ومارس كثيرًا بمنهجية علمية العمل التنظيمي فأذهلوا الدنيا بصورة حضارية لمنتدى ينعقد للمرة الاولى بمشاركة ممثلين ل ١١٦ دولة جاءوا لمناقشة قضايا عدة تشغل العالم ويقدمون رؤاهم لمواجهة التحديات المختلفة فاستقبلتهم مدينة السلام فرحة مسرورة إذ كانت تعاني السياحة بها من آثار فعل دُبر بليل فكان المؤتمر طوق نجاة لهذه البقعة الأجمل في العالم

سابعًا جاءت النسخة الثانية في العام ٢٠١٨ وهو العام الذي شهد أيضا إطلاق تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لتتناغم مع جهود تمكين الشباب وخلق مساحة للحوار بين التيارات السياسية المختلفة والأفكار المتنوعة ثم أعقب ذلك النسخة الثالثة في عام ٢٠١٩ بمشاركة ما يقرب من ٢٠٠ دولة ليصبح المنتدى الدولي للشباب المنصة الأكبر والأكثر تأثيرا على مستوى العالم ليس هذا فحسب بل أصبح المنتدى يمثل غاية لمختلف الشباب حول العالم وهدف يتسابق الجميع للمشاركة به

ثامنًا منذ اللحظة الأولى لانطلاق الفكرة كان تمويل المؤتمرات الدورية للشباب ومنتدى شباب العالم يتم بمشاركة مجتمعية منفردة ودون أن تتحمل ميزانية الدولة أية أعباء مالية بل وصل الأمر إلى حد تقديم مبالغ مالية في شكل تبرعات من المنتدى للمبادرة الرئاسية حياة كريمة هذه المبادرة التي يشار اليها بالبنان كأكبر مشروع تنموي عرفه التاريخ يستهدف توفير حياة كريمة لريف مصر واحداث نقلة نوعية لأكثر من نصف سكان مصر من خلال مشروعات هذه المبادرة العظيمة
تاسعًا وختامًا لا يمل أهل الشر والكارهين من ترديد نغمة مفادها ما هي الفائدة التي تعود على مصر من هكذا تجمع
ونقول على سبيل المثال لا الحصر

ألا يكفي أن أنظار العالم تتجه صوب مصر وينتظر الكثيرون مخرجات هذا المنتدى للاسترشاد بها في مواجهة تحديات حياتية مختلفة

ألا يكفي أن هذا المنتدى كان بمثابة عودة الروح إلى مدينة السلام والمنتجع الأروع في الدنيا شرم الشيخ ألا يكفي أن رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي يتابع ويدقق ويشارك في كل جلسة وكل حدث داخل المنتدى بقدرة فائقة على الاستماع الى مختلف الآراء ويتعاطى معها جميعا بصدر رحب وسعادة بالغة

ألا يكفي أن المنتدى يمثل منصة حوارية غاية في الأهمية في إطار حوار تفاعلي فيه تستمع مصر إلى العالم ويستمع العالم إلى مصر

الا يكفي عدد المراسلين الأجانب وممثلي وسائل الاعلام الدولية الذين يأتون من كل حدب وصوب لتغطية فاعليات هذا المنتدى بل ويشاركون في جلسة حوار مباشر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي يستمع لكل الآراء ويجيب على كل التساؤلات بوضوح وشفافية وقوة ممزوجة بثقتها في شعبه ورشد إدارته

ألا يكفي الصورة الحضارية التي تنقلها وسائل الإعلام الدولية وكذا الشباب المؤثر لكل الدنيا والمساحات التي تتحدث عن مصر التي تقدرها الوكالات الاعلانية بمئات الملايين من الدولارات لو شئنا تنظيم حملة دعائية لترويج السياحة

الا يكفي أن المنتدى يمثل مركز إعداد وبناء للقدرات الخاصة والمهارات لألاف الشباب الذين يحملون الراية في هذا البلد فتزداد مهاراتهم وتصقل خبراتهم ويقدمونها في قطاعات الدولة المختلفة

ألا يكفي أن تقدم مصر إلى العالم نموذجًا فريدًا في ظل جائحة كورونا عن كيفية مواجهة هذه الأزمة ومواصلة الحياة الطبيعية التي اشتاق إليها الناس

ولن أقول متحيزا إن المنتدى قدم جيلًا حديدًا يحمل الراية حتى من الاعلاميين الشباب الأمناء على الكلمة الذين يشاركون ويديرون هذه التظاهرة في حضور رئيس الجمهورية

وشباب الجامعات المصرية من المتطوعين لمساعدة الأكاديمية الوطنية للتدريب وشباب البرنامج الرئاسي في التنظيم وبدعم وتفانٍ من رجال ألوا على أنفسهم أن يعملوا دائما لصالح بناء هذا الوطن والحفاظ على مقدراته يعملون في الظل من وراء ستار يدركون أنهم على ثغر من ثغور هذا الوطن فلهم التحية ولمصر السلام والخير والبناء

ونقول للمتربصين والكارهين

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى