أراء ومقالاتالموقع

شريف عارف يكتب لـ”الموقع” أسبوعيا بعنوان “عمق الكلام” .. مبايعة ” الشيخ بايدن”!

” نبايعك ..يا بايدن على السمع والطاعة”!
لا تعتقد أنها مجرد “نكتة” في زمن لم تعد للنكات طعم أو للسخرية مذاق فالمساخر لاحصر لها.
إنها الحقيقة والواقع الأن..
قبل أيام أصدرت جماعة “الإخوان” الإرهابية بيانا ليس بغريب عليها، يتعلق بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
الجماعة أكدت في بيان صادر عن نائب مرشدها العام إبراهيم منير، حول العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، أن انتصار بايدن هو “الفوز الذي يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرا على فرض إرادته”.

وتوجهت الجماعة بالدعاء لبايدن والشعب الأمريكي وشعوب العام أجمع بدوام العيش الكريم في ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وتوجهت إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بنداء ينص على أن ” الأوان قد آن لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب”.
إلى هنا إنتهي البيان المختصر، الذي – كما قلت – هو ليس بغريب عن الجماعة المتناقضة دوما، والتي تقول كلاماً سريعاً ما يتم تكذيبه أو القول بأنه مجرد رأي شخصي لايمثل الجماعة!
هذه هي عادتهم القبيحة في الكذب والتدليس، فهناك فريق دائماً يدعم توجه ما وفريق أخر ضده. هي جماعة متناقضة وغريبة في التعامل مع كل شيء وأي شي!
خلال فترة رئاسته، لم يستطع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أن يدرج الإخوان كمنظمة إرهابية، البعض يرجع ذلك لانشغاله بالداخل الأمريكي و البعض الآخر نتيجة لضغوط يمارسها اللوبي الإخواني صاحب التأثير الكبير على الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة.
وهذه النقطة على وجه التحديد هي التي دفعت ” بايدن ” إلى تقمص دور ” شيخ الطريقة الإخوانية”، عندما خاطب مشاعر المسلمين، وذكر أحاديث صريحة عن الرسول الكريم (ص) بالتغيير بالقلب واللسان على الرغم من أنه كمرشح قد أعلن صهيونيته وإنحيازه الكامل لاسرائيل قولاً وعملاً!
هذه الجماعة المقارقة، التي تتحدث في نص بيانها عن أنه ” الأوان قد آن لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب” ، لم تدرك أن هناك من يتابعون ويرصدون تاريخها الأسود في دعم الديكتاتوريات، وأنها كجماعة هي التي فتحت الطريق أمام قهر الشعوب ،وترهيب الأمم بالعمليات الإرهابية.
علاقة الاخوان والامريكان قديمة وعميقة، فقد استغلتهم الادارة الاميريكية منذ عقود طويلة ..وربما أبرز تلك العقود عهد الرئيس ” ايزنهاور” حينما دعا سعيد رمضان زوج أبنة البنا للحوار بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض!
هذه الجماعة لايهمها رئيس أو نظام حكم ..المهم أن تبقى كجملة في حوار ما ..حتى لو إقتضى الأمر دعم “الشيخ بايدن”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى