أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» 4 فى مهمة رمضانية!

على مائدة الإفطار تتنوع الوجبات، وتحتار المعدة إلى أين تتجه وماذا تختار لتشبع وتمتلئ .. ولكن الأنف تشم رائحة أنواع بعينها من الطعام، وتشتهيها لسابق معرفتها بمكوناتها وقيمتها الغذائية .. وهذا ما يحدث أيضا مع الشاشة الصغيرة لتنتقى الحواس مادة درامية وتعزف عن مشاهدة الفاسد منها .. وتكتفى بالمرور على وجبات أخرى أقل جودة وإغراءً .. وبعد منتصف الشهر الكريم كانت ٤ محطات حتى الآن هى أبرز نفحات الماراثون التليفزيونى لعدة اعتبارات تتلخص فى ذكاء الاختيار وجمال الصنعة وعمق الرسالة!.

– ظهور “جزيرة غمام” على خريطة الدراما بإمضاء عبد الرحيم كمال سبب كافٍ لمتابعة العمل والمواظبة على مشاهدة أحداثه لتوقع الاستمتاع بحوارته الفلسفية ودلالات شخوصه الإنسانية والروحانية .. وإن كنت أرى أنه من الأفضل التفرغ لـ “الفرجة” على هذا اللون من الفن عقب انقضاء الشهر وإعلان صافرة المنافسات الموسمية للحكم بموضوعية وشغف على السيناريو والإخراج والأداء التمثيلى .. ولكننا فقط نتوقف عند “أحمد أمين” فى شخصية خرافية خارج حدود جلده وسياق موهبته المعتمدة على الارتجال والطلقات الكوميدية ليرتدى أمامنا ثوب “الفنان المبدع” وليس المهرج الموهوب .. ونجده فى جزيرة الصراع بين السلطة والدين، والعلم والجهل، صوتا ينطق بالحكمة والموعظة الحسنة وشفافية المعنى التى تتحدى عواصف التعصب ونيران الكراهية وأمراض الشذوذ الفكرى والتشوه النفسى .. فلنتأمل هذه العبقرى الشامل ولن نقبل بأقل من هذا المستوى العالمى فى أعمال وتجارب أخرى لاحقة يا آخر خريج فى دفعة “الجيل الذهبى”!

– وبالحديث عن الكوميديا، يصعب أن تدير اليد مؤشر قناة تبث ملحمة “المازاريطة” بكل أبطالها الشجعان فى انتزاع الضحك بسلاسة ومهارة وحرفية نادرة على مدار ٦ أجزاء .. وإذا كانت الدولة الخيالية افتقدت هذه المرة طاقة متوهجة كـ “دنيا سمير غانم” بكل ما تضفيه على العمل من بهجة وحياة وارتقاء فى المستوى، فإن “كابتن” التجربة المحنك أحمد مكى يمتلك “رادارا” حساسا يلتقط به إشارات الموهوبين على خشبة مسارح الدولة والجامعة ومركز الهناجر للفنون ويضمها إلى فريقه المتجدد دائما فلايفقد بريقه على الإطلاق، ويفرز ملعب “المازاريطة” لاعبين لايقلون قوة وتمكُّنا ورسوخا أمام الكاميرا وفى مقدمتهم القنبلة المُنعشة رحمة أحمد التى كتبت شهادة ميلادها بحروف “مربوحة” الرسمية!.

– .. و“حنيت .. للبيت .. ولحضن البيت .. ده أنا روحت وجيت .. استكفيت .. وزيكو ما لقيت” .. فور سماعك هذه الكلمات بصوت مدحت صالح تندفع لمشاركة فريق عمل “راجعين يا هوى” قصته وتطوراتها .. وما يشجعك أكثر عندما تقرأ اسم “أسامة أنور عكاشة” على التتر ليقودك الحنين إلى ذكريات الكتابة الناعمة والقضايا الاجتماعية الدسمة بتراكيبها المدهشة .. واحترم كاتب السيناريو والحوار محمد سليمان عبد الملك تاريخ “عكاشة”، وسار على دربه لكيلا يفسد الطبخة الدسمة، بل وشرب من الطاهى الراحل ذى الروائع الفنية حرفية الصياغة ونسج خيوط الشخصيات فى انسيابية تحافظ على مضمون القصة، وتواكب العصر ومستجداته على الأجيال باختلاف أعمارهم وثقافتهم ووعيهم .. وعلى بساط هذا الطاقم عُدنا حقا وبقوة إلى “هوى” الدراما الأصيلة!.

– ولايمر موسم رمضانى دون برنامج عظيم ورحيم اسمه “الصدمة” .. وحلقاته التى تغسل بدموعها مشاعر الإنسان وتُنعش خلايا مبادئه وأصول دينه بسلسلة مواقف ترصد أدق العلاقات الاجتماعية، وتفضح خلل السلوك بين البشر على نحو يحرض المتفرج أو جمهور الشارع على التحرك الإيجابى ورفض الواقع وتغيير الأوضاع الخاطئة .. فالبرنامج عابر المحيطات والحدود يُصدِّر طاقة إصلاح وصحوة أخلاق!.

– ثمة بالتأكيد محطات أخرى تستحق الإشادة والامتياز .. وماطرحته العين فى السطور السابقة إلا عينة نموذجية ضد الزيف والتصنع والتسطيح المقصود .. لأنها نجحت باقتدار فى الحصول على الدرجات النهائية فى كل الاختبارات .. وأهم اختبار .. الصدق!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطل الاختيار!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن الطعام فى حماية القانون!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أكبر «اعتذار» للمصريين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى