أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مسئولية “نجم المجتمع”!

أن تكون نجما فلهذه الكلمة مواصفات وشروط قاسية إلى أقصى درجة .. ومن يفوز بهذا اللقب يدرك تماما أن تصرفاته وتصريحاته ليست ملكا له وإنما تخص جمهوره وعشاقه ومعجبيه .. والنجم يحافظ على شعبيته ورصيده من حب واحترام المحيطين بالسمعة الطيبة والسلوك المتزن والمواقف الناطقة بالحكمة والعقل والثقافة الواعية!.

وأقوى نموذجيْن معبريْن عن قانون النجومية تصادف انتمائهما إلى مجال الرياضة، وأراد القدر أن يلتقى “أمير القلوب” و “فخر العرب” فى توقيت واحد خارج المستطيل الأخضر ليغازلا الرأى العام ويثيرا الجدل بواقعتين تحملان الكثير من الدلالات والرسائل .. فواقعة٦ محمد أبوتريكة نجم الأهلى وجيل المنتخب الذهبى التى رفض فيها الاعتراف بالمثلية الجنسية وإضفاء الشرعية عليها فى الساحة الرياضية تبرهن مجددا على أننا أمام إنسان طبيعى مستقيم يتشبث بمبادئه وتقاليده الدينية التى تسلح بها أثناء احترافه، وكانت “ذخيرة حية” تحصنه من الانحراف وتذبذب المستوى ..

وطوال مشواره المرصع بالبطولات المحلية والقارية، اشتهر أبوتريكة بحسن الخلق وجدية الأداء وسخاء العطاء مع كل مدرب وبصحبة زملائه .. حتى بعد الاعتزال احترمت فيه ثباته على المبدأ والدفاع بشرف وقوة عن قناعاته وعقيدته رغم الاختلاف مع توجهاته والتحفظ على نوعية التيار الذى يرفع شعاره .. وبانتقاله إلى ستوديو التحليل الفضائى، وجدناه وجها إعلاميا مضيئا باللباقة والقراءة الذكية للمبارايات والأحداث الرياضية، وسفيرا مشرفا خارج الملعب مثلما كان قدوة بالفانلة الحمراء والزى الوطنى .. ورأيه مؤخرا فى ظاهرة المثليين يستحق التصفيق والإشادة لأنه يقدس الأخلاق ويُطهِّر المجتمعات من فضلات الشذوذ وعواقبها المدمرة إنسانيا وحضاريا ..

وتلك مواقف ترفع من أسهم “نجم المجتمع” ولاتخصم منها كما يروج البعض، لما تمثله من برهان عملى على جدارة هذا النجم بالثقة والتقدير وقدرته على التأثير!.

أما الواقعة الثانية، فبطلها أيقونة الطموح محمد صلاح نجم مصر العالمى والفتى المدلل فى الدورى الإنجليزى .. ومنذ صعوده كناشئ فى صفوف منتخب الشباب، إلى أن تربع على عرش “الحذاء الذهبى” منافسا للكبار، والفلاح المصرى يصون أصالته ومعدنه الثمين بالأرقام القياسية والإنجازات المتلاحقة، ويحافظ على “مشروعه القومى” فى بيئة مختلفة ومناخ اجتماعى مغاير وأكثر انفتاحا عما تربى فى وجدانه منذ صباه .. وأمام طوفان من التحديات وإغراءات المال والشهرة والحياة الناعمة، يقف “صلاح” صامدا بأسرته البسيطة متشحا بـ“ثياب” الالتزام والتواضع الدافئة من شتاء أوروبا القارص .. ولكنه بعفوية وتلقائية الريف تحدث عن شرب الخمور، دون الإشارة إلى أنها من الكبائر والمحرمات، وتلك النقطة هى الهفوة التى سقط فيها “قدوة الجيل” ومرجعها نقص الخبرة والذكاء الاجتماعى .. وليعلم “صلاح” أنه محط أنظار الجميع، وبصماته ماثلة أمام خيال ملايين الشباب تدفعهم إلى السير على دربه والتعلق بمشروعه والتعلم من مشواره ومحطاتها الرائعة .. وبالتالى فكل كلمة يتلفظ بها محسوبة على تاريخه، وكل حركة أو إيماءة أو نظرة تراقبها العيون وتتنفسها الأرواح ويتأثر بها السلوك والاتجاه ..

وأولا وأخيرا، هو صورة مجسمة لبطل رياضى مصرى ومسلم، وهذا يقتضى منه إجابات محددة وقاطعة عن مثل هذه الأسئلة، والتعبير الصادق والمباشر عن مواقف سياسية أو دينية تفرضها ثقافة مجتمعه وتاريخ بلده .. وماصدر عن نجمنا المحبوب فى تقديرى ينم عن براءة “ابن القرية” ولاتعنى أبدا استعدادا للضعف أو التنازل تحت ضغط الاختلاط بالغرب والتشبه بأفكاره وعالمه .. فقط ما يحتاجه الفرعون الصغير هو المزيد من التعامل والتحدث كـ “نجم مجتمع” يدرك خطواته ويدرس كلماته .. ويحترم – بمواقفه وقراراته – مسئوليته أمام نفسه، وأمام كل من ينظرون إليه نظرة اختلاف وتفرد!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» آلو … “رسائل يومية!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» مهرجان القاهرة السينمائى .. “الروشتة السحرية”!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن “التزوير الإجبارى”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى