أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن فيلم « عقول ساطعة »!

كل خطوة نحو مشروع من مشروعات الطاقة والمصادر المتجددة، تجبرنى على التفكير فى عقولنا “النظيفة” وعلمائنا “المهمشين” .. وما يُصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى من مبادرات وقرارات فى هذا الاتجاه، ضوء أخضر لكل مسئول باحتضان المواهب ورعاية كل فكرة أو اختراع أو ابتكار يبنى الدولة ويضمن المستقبل الآمن للأجيال القادمة!.

وأثناء مرور “قطار الطاقة” على محطات الصعيد فى الأيام الأخيرة، توقفت عند الفيلم التسجيلى ”شموس ساطعة” الذى تناول جهود الدولة فى سباقها مع الزمن طوال ٧ سنوات متصلة، لتوفير الطاقة الكهربائية ووضع خطط عاجلة لتقوية شبكاتها بما يحقق الاكتفاء الذاتى، وانتقال مصر إلى مرحلة التصدير والانتفاع بهذه السلعة الاستراتيجية عالميا .. وعند محطة “مجمع بنبان” فى أسوان حيث حلم الطاقة الشمسية ودورها فى الارتقاء بالبنية التحتية، سطع أيضا فى الذهن اسم “إبراهيم سمك” .. ذلك العقل البشرى الصعيدى الذى حصل على وسام الاستحقاق “الألمانى” لإنجازاته العلمية فى مجال الطاقة الشمسية، ومنها اختراع نظام اللمبة الذكية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية فى أهم المبانى الألمانية .. وبفضل أفكاره عاشت شوارع ألمانيا فى إضاءة موفرة لتنطفئ مصابيح الأعمدة أوتوماتيكيا فى حالة عدم وجود حركة من المشاه والسيارات، ومزودة بخاصية تخفيف الإضاءة إذا اقترب منها جسم متحرك على مسافة ٤٠ مترا .. وهذا العالم الجليل المهاجر أرشحه بقوة لمنصب وزير البحث العلمى بقرار رئاسى لتعميم تجاربه الرائدة داخل الوطن، ويتكلف بتكوين فرق بحث واستكشاف من كوادر المراكز العلمية بكل تخصصاتها وفروعها، واستقطاب طلاب التفوق والنبوغ من كليات العلوم والهندسة وجامعات التكنولوجيا، لاستثمار “طاقتهم النظيفة” فى العمل والإنتاج والإبداع العملى.

آن الآوان فى عصر “الطاقة المتجددة” أن يتولى مهمة التغيير والتعمير على كل المستويات رجال الكفاءات ويعتزل أصحاب “الولاءات” العمل السياسى والمسئولية الرسمية .. وعندما نختبر قدرة “العالم العبقرى” فى تسخير صلاحياته واختياراته لخدمة شعبه وأبنائه من واقع منصبه، نستطيع الحكم على أدائه وإخلاصه بموضوعية وشفافية .. فقد نال فرصته ليثبت أنه رجل إنجاز فى الميدان، وليس على الورق وبين الكتب والمعامل فحسب .. والمناخ حاليا يفتح ذراعيه لمن يُخلص فى عمله ويُتقن دوره .. ولم يعد كافيا الاستعانة بـ “سمك” وأمثاله المرموقين كمستشارين أو خبراء .. فى العلوم والزراعة والصناعة .. بل الأعباء الجديدة بمشروعاتها العملاقة تقتضى امتيازات أكبر وأكثر مرونة لهؤلاء “الوطنيين”، طالما قررنا السير فى طريق العلم والطاقة المتجددة الملئ بالتحديات والعقبات الدولية لإجهاض أى خطة قومية تحت بند “المؤامرات المرسومة” بدقة وشيطانية!.

– لقد انتهى الجزء الأول من “شموس ساطعة”، وفى انتظار الجزء الثانى والأصعب فى “عقول ساطعة” من إخراج “لمبة الرئاسة الذكية”!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى