الموقعمدارس وجامعات

شاومينج لايموت.. عودة الغش

تسريب الامتحانات للشهادة الإعدادية صداع مزمن في رأس “حجازى”.. كيف يتم علاجه؟..خبراء يتحدثون لـ”الموقع”

صفحات الغش تتحدى الوزارة وتنشر امتحانات “اللغة العربية” والدراسات الاجتماعية و”العلوم” بالمحافظات

“خبير تربوي”: استمرار الظاهرة دليل على الإخفاق فى إيجاد حل جذرى للقضاء عليها

أستاذ علم اجتماع: ضعف الجانب الأخلاقي والإهمال عوامل ساهمت فى استمرار تسريب الامتحانات

تقرير: أسامة محمود

ظاهرة “جروبات الغش” آفة كل عام والتى أصبحت صداعا مزمنا فى رأس المنظومة التعليمة فى مصر والتى تعاني من تسريب الامتحانات، وتداول الأسئلة في امتحانات للشهادة الإعدادية أو الثانوية ولكن هذه الأيام ظهرت فى امتحانات الشهادة الإعدادية بعد تسريب أسئلة اللغة العربية ثم الدراسات الاجتماعية فى عدد من المحافظات ،وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لمنع هذه التسريبات او جروبات الغش حسب تصريحات الوزير إلا أن الظاهرة مازالت مستمرة.

ويؤدي طلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة، الخميس امتحان مادة الدراسات الاجتماعية والتربية الدينية باليوم الثاني لامتحانات الفصل الدراسي الثاني 2023، كما يؤدي طلاب الشهادة الإعدادية مواد الدراسات الاجتماعية والهندسة والتربية الفنية في باقي المحافظات.

كما نشرت جروبات الغش الخاصة بـ”شاومينج” امتحان مادة العلوم للشهادة الإعدادية 2023، وذلك بعد مرور قرابة 10 دقائق فقط من توزيع أوراق أسئلة امتحان مادة العلوم للشهادة الإعدادية 2023، حيث نشر القائمين على جروبات “شاومينج” أسئلة الامتحان وعلقوا “تابع حل علوم الدقهلية”، وبالفعل بعد دقائق معدودة، بدأ القائمين على الجروب في نشر الأجوبة تباعا.

وحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولها عدد من المتابعين أنه فور دخول طلاب الشهادة الإعدادية 2023 إلى اللجان لأداء الامتحانات، تداولت جروبات الغش عبر تطبيق “التليجرام” و”الواتساب” صور لأسئلة وإجابات امتحانات الصف الثالث الإعدادي بعدد من محافظات الجمهورية مثل الدراسات الاجتماعية بالقاهرة والدقهلية والهندسة بسوهاج.

كما تم تسريب امتحان مادة الدراسات الاجتماعية لطلاب الشهادة الإعدادية 2023 بمحافظة الدقهلية قبل بدء اللجان بواسطة “جروبات الغش” مما أثار غضب واستياء عدد كبير من قبل أولياء الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مطالبين وازرة التربية والتعليم بتشديد الإجراءات على أوراق أسئلة الامتحانات حتى لا يضيع حقوق أبنائهم”.

وفى التقرير التالى يرصد “الموقع “أراء الخبراء فى ظاهرة “جروبات الغش” وتسريب الامتحانات التى تظهر كل عام وكيفية علاجها ، ويقول الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن تسريب الامتحانات آفة غير أخلاقية وتربوية، والقائمين عليه يريدون تكريس حالة الخلل فى القيم والتربية فى صفوف طلابنا، موضحًا أن هناك العديد من التأثيرات على الطلاب والمجتمع والتي تنتج من النتائج المزيفة التى يحصل عليها الطلاب بسبب تسريب الامتحانات وعدم النزاهة فيها، وسوف تخرج أجيال تسير علي هذا النهج عادة لديها.

ويضيف “شحاته” في تصريحات لـ”الموقع” أن تسريب الاختبارات أو “أسئلة الامتحانات” يحمل خطورة فى التعليم، فالاختبارات وسيلة علمية موضوعية لقياس مدى تمكن الطلاب من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التى تستهدف نظم التعليم بلوغها لتربية الطالب الصالح، مشيرا إلى أنه إذا ما تم تطبيقها فى إطار من ضوابط السرية لضمان تحقق مبدأ تكافؤ الفرص، و يؤدى تسريب الاختبارات إلى إفشال المنظومة التعليمية فى التمييز الحقيقى بين مستويات الطلاب

وتابع أن استمرار هذه الظاهرة دليلا واضحا على الإخفاق فى إيجاد حل جذرى للقضاء عليها، لذلك يجب التخلص منها في أسرع وقت لان من مخاطرها الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب الذين تسرب إليهم الامتحان، وبين أقرانهم ممن لم يتسرب إليهم، وبالتالى يكون تقييم المستوى غير عادل، حيث يحصل من تسرب إليهم الامتحان على درجات لا تمثل مستواهم الفعلي، وقد تكون أعلى ممن لم تتسرب إليه الامتحانات فالتسريب يدفع الطلاب إلى عدم الاستذكار بجدية ما دام الامتحان سوف يُعرف لهم، وهذا هدر فى مخرجات العملية التعليمية.

وأوضح الخبير التربوى أن أسباب تسريب الامتحانات هى غياب الضمير المهني، وضعف المتابعة والرقابة، والتهاون فى عقاب المتسببين فى التسريب، مشددا علي ضرورة أن نغرس في أبنائنا مبدأ عدم الغش من الصغر حتى ولو لم تعرف الاجابة، فالمهم ألا تغش، لافتا إلى أن الامتحان لا يعتبر مصدرا من مصادر الترهيب والتخويف بالنسبة للطلاب، ولذلك لابد أن نغير مما تعودنا عليه من مخاوف تجاه الامتحان وهذا يتطلب مزيد من الجهد من أولياء الأمور ووسائل الإعلام المختلفة، لإدراك الطلاب اننا عندما نعد امتحانا لا يهمنا كم التحصيل ولكن ما يهمنا هو قياس درجة القدرات التى تم تنميتها لديه وسعى لتكوينها.
ووصف “شحاته” ظاهرة تسريب الامتحانات بـ العملية الصعبة والمعقدة” فهى حصاد تراكمى سلبى لتوظيف إمكانات الأسرة بالكامل للحصول على الدرجات النهائية بأى شكل من الأشكال، كما أنه ينبع من مرض فاسد استشرى فى المجتمع خلال السنوات الاخيرة بشكل كبير ما يسمى بـ “الدروس الخصوصية”، وعلى ذلك ينبغي أن يكون هناك تعاون بين كل الوزارات المعنية بالثقافة والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى والإعلام لمواجهة المشكلة، مع تفعيل دور الأسرة مع مجالس الآباء والمدارس بالمديريات التعليمية بكافة المحافظات.

من ناحيتها تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الامتحانات أحد أهم عناصر التقويم الجامعي للطالب ونجاحها ضرورة ملحة لضمان أن يأخذ کل طالب حقه وذلك مؤشر على مصداقية العملية التعليمية في الجامعة، موضحًا أنه في السنوات الاخيرة أدى ظهور وسائل تكنولوجية حديثة إلى تعرض الامتحانات إلى مشاکل كثيرة، أهمها إساءة استخدام التكنولوجيات الحديثة في تعريض مصداقية الامتحانات للخطر.

وتضيف “خضر” فى تصريحات لـ،”الموقع” أن ضعف الجانب الأخلاقي والإهمال والتقاعس وعدم الالتزام أهم أسباب استمرار تسريب الامتحانات، ومحاولات الغش المستمرة رغم الانتقال لنظام تعليم متطور بأحدث الوسائل العلمية التكنولوجية الحديثة.
وأضافت أن جميع عناصر منظومة التعليم عليهم مسئولية وهم المعنيون بهذه المنظومة بدءا من الطلاب الذين لا يلتزم أغلبهم بقاعدة عدم اصطحاب الهواتف المحمولة، والسماعات، والأدوات المساعدة على الغش بالإضافة إلى أن هناك عناصر لا تقوم بدورها “مشرفين ومراقبين” لافتة إلى أنه لا يمكن إعفاء واضعي نظام الامتحانات من المسئولية، إذ ربما كان الأمر يحتاج لمزيد من التأمين، موضحة أن حالات الغش في الامتحانات لن تفيد الطالب نفسه، إلا في عبور ورقة الامتحان، ولن يستفيد منه في حياته العملية، فعندما يصطدم بالواقع يجد الأمور مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى