الموقعخارجي

سياسي أردني يكشف لـ”الموقع” “تفاصيل مهمة” حول حراك القادة العرب المكثف الآن: “حلف جديد”

كتب- أحمد إسماعيل علي:

ما يزال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعدد من القادة لعرب مؤخرًا، له أصداء واسعة ومحل تحليل العديد من السياسيين والخبراء، خصوصًا وأنه يأتي في إطار معطيات دولية وإقليمية شديدة الخطورة، سواء فيما يتعلق بتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، أو فيما يخص بمواجهة التهديدات الإقليمية للمنطقة العربية خصوصًا من جانب إيران وإسرائيل والتنظيمات الإرهابية.

ومن المقرر أن تنعقد قمة خليجية عربية أمريكية الشهر المقبل، في السعودية، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما تقوم عدد من الدول العربية بالتنسيق والتشاور قبيل هذا اللقاء المرتقب، وفي سياق ذلك عقد الرئيس السيسي، الأسبوع الماضي، قمة ثلاثية في شرم الشيخ مع ملك الأردن الملك عبد الله الثاني، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، تلاها استقباله لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى القاهرة للمرة الأولى منذ 2015 وبعد إنهاء قطيعة استمرت منذ 2017 إلى 2021. كما استقبل الرئيس السيسي قبل تلك الزيارات رئيس مجلس القيادة اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي.

وتعريجًا على كل هذا الحراك العربي المكثف، قال السياسي الأردني الدكتور أمجد شموط، رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الإنسان: المنطقة العربية تشهد حراكًا واسع النطاق بسبب ما تواجه من تحديات وتحولات مرتبطة بالأزمة الروسية الأوكرانية، وتداعيات على منطقة الشرق الأوسط وتحديدا المنطقة العربية، وما لها من تأثيرات سلبية على موضوع سلاسل الإنتاج والأمن الغذائي.

ولفت إلى أن العالم يشهد حاليًا بناء المحاور والتحالفات الجديدة، ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي جزء من هذه التحالفات.

وأشار إلى أن الزيارات التي قام بها مؤخرا عدد من القادة العرب، من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر كثقل وعمق عربي سني بطبيعة الحال ممتد تاريخيًا، وأيضًا إلى الأردن كمنطقة لها بعد جيوسياسي حيوي جدا، بجانب جيرانها إسرائيل والعراق وسوريا.

وقال: إن الزيارات الأخرى للملك الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مصر والإمارات تأتي في إطار فيما يبدو إعداد لسيناريو أو مشروع عربي يقدم للرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته القادمة لجدة.

وأضاف الدكتور أمجد شموط: هذا الحراك العربي على مستوى القادة في ظل ما يشهده العالم وليست المنطقة العربية فقط، من تحديات أمنية وسياسية وتحولات على صعيد الخارطة الجغرافية، قائلا: أعتقد الآن بدأنا نرى محاور جديدة تظهر محور “روسي – صيني- إيراني – كوريا الشمالية”، ويتنامى ويتعاظم، ومحور  الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية.

وأكد أن المنطقة العربية لديها تفاهمات مع الولايات المتحدة لمواجهة بعض التهديدات في المنطقة، قائلا: إيران تهدد المنطقة وهي تحتل 3 أو 4 عواصم عربية، والآن توجد تهديدات وخطورة على الجبهة الشمالية من الأردن عبر ميليشيات إيران وحزب الله اللبناني، مشددًا أنه لمواجهة كل ذلك لا بد من مشروع أو سيناريو موحد بين الدول العربية.

وأوضح أن زيارات القادة العرب جاءت في هذه الظروف قبل زيارة بايدن المتوقعة للسعودية من أجل وضع تصور أو خارطة طريق لمواجهة هذه التحديات، والتي بينها تهديدات إيران و”داعش” في العراق.

وتابع: إيران تاريخيا تهدد منطقة الخليج والآن أصبحت بالعمق السوري وبلاد الشام وفلسطين من خلال بعض الفصائل.

وحول إلى أي ستتحالف الدول العربية أمريكا أم روسيا؟ قال: الأمريكان ليسوا أحسن من الروس أو العكس، كلها دول تسعى لتحقيق مصالحها وإن كان على حساب “المبادئ”، وبالتالي فهي لعبة تبادل مصالح وحماية حقوق ومناطق.

وأكد أنه الآن لابد من وجود سيناريو ومشروع عربي أمام المشروعات الأخرى “الإيراني أو التركي أو الإسرائيلي”، لذا لابد أن يكون لنا تصور أو سيناريو أو مشروع عربي – عربي يلملم الجراحات ويزيل الانقسامات ويرأب الصدع  من أجل الوقوف صفًا واحدًا متماسكًا أمام هذه التحديات التي تهدد وتحيط بالمنطقة العربية، سواء في الخليج أو غيرها.

وقال السياسي الأردني: إثيوبيا تهدد أمن مصر المائي والغذائي من خلال بناء سد النهضة وهذا ربما بحاجة إلى جهود عربية وإقليمية ودولية من أجل إلزام أديس أبابا باحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة في هذا الشأن بين مصر وإثيوبيا والأطراف الأخرى.

وشدد على أنه أمام هذا الصخب والتحولات لا بد للدول العربية من موقف بشأن قضايا اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والملف الفلسطيني وعدم احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في فلسطين والقدس تحديدًا من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب، وعدم انصياع إسرائيل لخيار السلام.

الرئيس عبد الفتاح السيسي و الدكتور رشاد العليمي

ولفت إلى استمرار انتهاج إسرائيل لعقلية “القلعة” والانغلاق وعدم انفتاحها على الدول العربية في إطار احترام السلام والحقوق التاريخية والقانونية لأهلنا في فلسطين أو لخيارات الشرعية الدولية وقراراتها في هذا الشأن فيما يتعلق بحل الدولتين وإعادة الأراضي وعودة اللاجئين.

وأكد وجود أولويات في موضوع التحديات والتهديات التي تشهدها منطقتنا العربية.

وقال: الإرهاب في سيناء ما يزال يحتاج لدعم الموقف المصري إقليميًا ودوليًا، لذلك لابد من الوقوف جميعًا في خندق عربي واحد دون استثناء، وربما نكون الآن بصدد فرصة تاريخية للتصدي ولم الشمل العربي في إطار مواجهة التهديدات.

واختتم كلامه قائلا: أعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمبادرته لزيارة الأردن ومصر وتركيا في إطار تنسيق المواقف وتوحيدها، وزيارات الملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي وتبادل واستقبال عدد من القادة العرب، كله يندرج في هذا الإطار.

الدكتور أمجد شموط
الدكتور أمجد شموط

وأضاف: أصبح من الواجب على الدول عربية أن يكون لها موقف واضح المعالم من أجل التصدي لكل التهديدات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، ويمكن في هذا السياق وجود تحالفات ليس على صعيد فقط عربي أو إقليمي بل صعيد دولي، لافتًا إلى توجه العالم لهذا الإطار سواء من جانب الدول العظمى أو غيرها بحثًا عن مصالحها في إطار حماية حدودها وهويتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى