الموقعتحقيقات وتقارير

«سوق سوداء وجشع تجار».. «الموقع» يفتح ملف أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة

«فلاحين الفيوم»: تداول الأسمدة بين التجار فى السوق السوداء ساهم فى ارتفاع أسعارها

مزارعون: حصة الجمعية الزراعية المحددة للفلاح غير كافية وبالتالى يلجأ للسوق السوداء

كتب- أسامة محمود

مرة أخرى تجددت أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة والتى شهدت زيادة جديدة خلال الأيام الماضية، وأصبحت تؤرق وتهدد الفلاح المصرى ، وصفها البعض بصداع فى رأس المزارعين بعد الخسائر التى تكبدها الكثير منهم نتيجة لارتفاع أسعار الأسمدة وتحكم تجار السوق السوداء فى الأسمدة بعد لجوء العديد من المزارعين إليهم لعدم الاكتفاء بحصة الجمعية الزراعية المقررة للفلاح.

وأكد بعض المزارعين أن ارتفاع أسعار الأسمدة أصبح يهدد المحاصيل الزراعية ،بالاضافة إلى الخسائر الفادحة نتيجة للديون المتراكمة على المزارع، وذلك بعد أن يلجأ المزارع إلى شراء الاسمدة المطلوبة من السوق السوداء والذى يعد أمر مرهق ماليًا لانه يدفع ضعف الثمن للاسمدة المدعمة.

وفى التقرير التالى يرصد «الموقع» أسباب ارتفاع أسعار الأسمدة فى الفترة الأخيرة، من خلال اراء المزارعين ونقيب الفلاحين، وكيفية معالجة هذه الأزمة.

بدوره خالد أبورقيبة نقيب عام الفلاحين بمحافظة الفيوم، إن هناك ارتفاع لأسعار الأسمدة منذ فترة وليس فقط هذه الأيام، وتم مناشدة المسئولين من وزارة الزراعة والحكومة عدة مرات ولكن لم يتحرك أحد حتى الآن ولم تحل الأزمة، مشيرًا إلى أن المزارعين يعانون خلال هذ الفترة من ارتفاع أسعار الأسمدة بجميع أنواعها.

وقال “أبورقيبة” فى تصريحات لـ”الموقع” إن الجمعيات الزراعية على مستوى المحافظات والقرى والنجوع بها أسمدة بجميع أنواعها، ولكن المشكلة تكمن أن المزارع يحصل على حصته المقررة له من قبل الجمعية الزراعية، وبعد حصوله على الحصة فإنها لا تكفى فيحتاج إلى حصة وكميات أخرى ويلجأ فى النهاية إلى بعض التجار فى السوق السوداء خارج الجمعية الزراعية والتى تباع فيه الأسمدة بأضعاف السعر المقرر فى الجمعيات الزراعية، وهى عامل رئيسى فى زيادة الأسعار فى الآونة الأخيرة.

نرشح لك: استاذ اقتصاد لـ«الموقع»: الاهتمام بقطاع الطاقة سيخلق لمصر مكانة تستحقها بالفعل

وتابع نقيب الفلاحين بمحافظة الفيوم، أن تداول الأسمدة بين التجار فى السوق السوداء ساهم فى ارتفاع أسعارالأسمدة بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، لافتا إلى أنه لايوجد اكتفاء ذاتى من الأسمدة فى مصرولذلك تظهر أزمة الأسمدة وارتفاع أسعارها كل عام، موضحا أن كافة أنواع الأسمدة ارتفعت ، بالإضافة إلى أن المبيدات الزراعية زادت أيضا فى الفترة الأخيرة.

ونوه نقيب الفلاحين إلى أن النقابة ستتقدم بمذكرة عاجلة خلال الأيام المقبلة إلى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، للتدخل لحل أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الزراعية، ولابد من تدخل الوزارة بشكل جذرى، لافتا إلى أنه يجب التوسع فى مصانع وشركات إنتاج الأسمدة والكيماويات من أجل تغطية السوق المحلى ووفرة الإنتاج من الأسمدة والاكتفاء الذاتي من الأسمدة بحيث لا يلجأ المزارع أو الفلاح إلى تجار السوق السوداء خارج الجمعية الزراعية ويشترى الأسمدة بأضعاف سعرها من هؤلاء التجارعلى حد قوله.

وعن توافر الأسمدة والمبيدات الزراعية فى الجمعيات الزراعية، أكد”أبو رقيبة” أن الأسمدة بكافة أنواعها موجودة ولكن أسعارها مرتفعة، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية ساهمت أيضا فى ارتفاع أسعارالمواد الخام للأسمدة، متابعا أنه فى ظل الظروف الراهنة العالمية والأزمات الاقتصادية التى تمر بها كافة دول العالم من ارتفاع بالأسعار والتضخم، والحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة ونقص الغذاء وتوقف سلاسل الإمداد يستوجب الأمر التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية والزيتية، لتقليل فاتورة الاستيراد، وفي نفس الوقت خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

نرشح لك: شعبة المواد الغذائية لـ موقع «الموقع»: مصانع المنتجات الغذائية تبيع السلعة بزيادة 2% لمحلات التجزئة

وأكد نقيب الفلاحين ، أن ضبط سوق الأسمدة من اختصاص وزارة الزراعة ويحب عليها إعادة هيكلة منظومة توزيع الأسمدة والضغط على المصانع لتوريد كامل حصتها في الوقت المناسب مع تشديد الرقابة على منافذ بيع الأسمدة والتوعية المستمرة للفلاحين بالتسميد بالقدر المناسب وعدم الإسراف في التسميد وتنقية الحيازات الزراعية على حد وصفه.

من ناحيته يقول الحاج أحمد خليل مزارع ، إن الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الأسمدة بجميع انواعها بشكل كبير قائلا”ماذا حدث للأسمدة؟” متابعا أن الجمعية الزراعية يوجد بها أسمدة ولكن الحصة المقررة للفلاح غير كافية فيلجأ إلى بعض معدومى الضمير من تجار السوق السوداء خارج الجمعية الزراعية لبيع “شيكارة الكيماوى” أو “الفوسفات” مايزيد عن سعر الجمعية الزراعية بسعر مضاعف يصل إلى 500 و600جنيه.

وأضاف “خليل” فى مداخلة مع «الموقع» المزارع أصبح يعاني من أعباء كثيرة جدا ولا يستطيع أن يزرع أو يحصد نتيجة لارتفاع تكلفة الزراعة والرى والأسمدة، فى الفترة الأخيرة، مطالبا الحكومة وخاصة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الاهتمام بالفلاح وتخفيف الأعباء عنه وتوفيرالأسمدة والتقاوى والمبيدات الزراعية بأسعار مخفضة حتى يستطيع أن يستمر فى زراعة المحاصيل الزراعية والخضروات والفاكهة، لافتا إلى أن المزارع هو العامل الاساسي فى توفير المنتجات الزراعية، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الاسمدة ستكون لها أضرار كبيرة على المزارع على حد قوله.

وفى السياق ذاته يقول الحاج عبد الفتاح الفيومى مزارع، إن الأسمدة زادت خلال منذ فترة ولكن زادت بشكل كبير الأيام الأخيرة قائلا: حصة الجمعية الزراعية المحددة للفلاح غير كافية وبالتالى يلجأ للسوق السوداء والتى تباع فيها الأسمدة بأسعار أضعاف الجمعية الزراعية”، متابعا فى مداخلة مع “الموقع” أن المزارع أصبح بين نارين “الاستمرار فى الزراعة والتكلفة العالية لكافة منتجات الزراعة وبين تجار السوق السوداء الذين يستغلون حاجة المزارع ويرفعون أسعار الأسمدة والمبيدات الزراعية أيضا”.

ويضيف “الفيومي” أن ارتفاع أسعار الأسمدة بالسوق السوداء مشكلة ضخمة لأننا نعتمد عليها اعتمادا كليا في زراعة الأراضي وهي المصدر الأساسي للزرق، فمع ارتفاع أسعار السماد والكيماوى والمبيدات الزراعية، ليس أمام الفلاح إلا ترك الأرض أو السجن لعدم مقدرته على سداد الديون المتراكمة عليه.

وطالب “الفيومى” وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والمسئولين عن منظومة الزراعة بالتدخل لحل مشكلة ارتفاع أسعار الاسمدة والمبيدات والتى شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الماضية،ل رفع الأعباء عن الفلاح على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى