الموقعخارجي

سفير مصر السابق في قطر لـ”الموقع”: تجاربنا السابقة مع الدوحة تجعلنا غير واثقين من أي خطوات لها نحو تطبيع العلاقات

كتب – أحمد إسماعيل علي

تطور جديد شهدته، اليوم، العلاقات المصرية القطرية، بعد صياغة بيان العلا، خلال القمة الخليجية التي استضافتها السعودية في يناير الماضي، ومهدت لعودة العلاقات بين دول الرباعي العربي “مصر والسعودية والبحرين الإمارات”، مع قطر، بعد قطيعة دامت منذ 2017.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، بحضور سامح شكري وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب عبد الله الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية القطري نقل إلى الرئيس رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والتي تضمنت توجيه الدعوة للرئيس لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.

وقد ثمن وزير الخارجية القطري الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك جهود مصر ومساعيها الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.

من جانبه؛ طلب الرئيس نقل تحياته إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، معرباً عن ترحيب مصر بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية / القطرية، ومشيراً إلى التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذا الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.

كما أكد الرئيس حرص مصر على تحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي.

وقد تم التوافق خلال اللقاء على تكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين مصر وقطر، بما في ذلك تبادل زيارات كبار المسئولين خلال الفترة المقبلة، لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، وكذلك على مستوى العمل العربي المشترك من أجل تحقيق البناء والتنمية والسلام والحفاظ على الأمن القومي العربي.

من جانبه، قال السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق لدى قطر، لـ”الموقع”، إن تجاربنا السابقة مع قطر تجعلنا دائما غير واثقين من أي تطورات أو خطوات تقوم بها الدوحة نحو تطبيع العلاقات مع مصر.

وأضاف: لذلك في تقديري، وأتصور أن المفاوض المصري يدرك ذلك تماما، لكي يكون هناك تقدم حقيقي وتحسن ملموس في العلاقات الثنائية بين مصر وقطر، ينبغي أن تقوم الدوحة بعدة خطوات حتى تؤكد للقاهرة أنها جادة هذه المرة، وأنها ترغب فعلا في تحسين هذه العلاقات.

وتابع: على قطر أن لا تتوقع مبادرة من مصر بأي خطوات لتحسين العلاقات قبل أن تقوم قطر عمل مبادرات تؤكد فيها أنها ستلتزم بما كلبته منها مصر.

وقال، إن مطالب مصر تتلخص في نقاط محددة، أولها، أن تتوقف قطر عن تقديم الدعم المادي للجماعات الإرهابية الموجودة سواء في شمال سيناء أو سوريا أو ليبيا.

وأعرب السفير “المنيسي”، عن أسفه أن أصابع قطر تمتد بأماكن كثيرة في المنطقة، قائلا إن قطر هي الممول الرئيسي للحوثيين، وإيران الممول الرئيس في السلاح.

وقال: لقد عملت في قطر وأعلم كيفية اتخاذ صنع القرار في الدوحة، ورأى أن البيان المصري سيظل مجرد كلمات مكتوبة جيدا، على أمل، ولكن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من قطر وتلتزم فعلا بتنفيذ ما طلب منها في السابق.

وعن تطرق مباحثات وزيري الخارجية المصري والقطري بشأن سد النهضة، بحسب بيان الخارجية المصرية، قال السفير المنيسي، إن قطر في وقت من الأوقات كانت الممول الرئيسي لهذا السد، للإضرار بمصالح مصر وليست لتقديم مساعدات لإثيوبيا.

وأضاف، أن موافقة مصر على اتفاق العلا خلال قمة الخليج، يناير الماضي، كان بالنسبة لي “مفاجأة” لأن قطر لم تنفذ أي مطلب من المطالب الـ13 التي طلبتها دول الرباعي العربي من يوليو 2017.

وقال سفير مصر في قطر السابق لـ”الموقع“: بالنسبة لما يقوله الجانب القطري لا أستطيع إلا القول “أفلح إن صدق”، وكمتابع عن قرب لقطر خلال السنوات الكثيرة الماضية أستطيع أن أؤوكد أن قطر غير جادة فيما تقوله.

ولفت إلى أنه عادة في مثل هذه الأمور يكون تصريح اتفقنا على أمور محددة وسنبدأ، ولكن لا يوجد شيء من هذا القبيل تم بعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى