كتبت- دعاء رسلان
قال الشيخ سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، إن مسلسل “رسالة الإمام” تمت مراجعته من جهات معنية، ويحتوي على أداء قوي من خلال المعلومات والأحداث التاريخية، والانتقاءات المختارة من تاريخ الإمام الشافعي صحيحة وحقيقية، بحسب المراجع المؤكدة.
وعن الخطأ المشار إليه من البعض بأن المسلسل، تناول قراءة الفاتحة برواية حفص عن عاصم وأن الإمام الشافعي كان يتلو القرآن برواية ابن كثير، أكد “الهلالي” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن الإمام الشافعي هو إمام في القراءات، كما أنه في الفقه واللغة، لذلك فإن قراءته للقرآن بأي رواية، تكون قراءة صحيحة وتسند عنه، لأنه بصحة القراءات جميعها وليست صحة قراءة دون غيرها.
واستطرد أن تمثيل شخصية الإمام الشافعي تقريبي، لأنه توفي منذ 1200 عام، مؤكدا أنه لا يستطيع أحد أن يقارن بين أداء الفنان خالد النبوي في شخصية الإمام والشخصية الحقيقية للإمام الشافعي، كما أنه لم يرى أحد الأمام الشافعي ولم يكن هناك تصوير.
نرشح لك: عن «رسالة الإمام».. الشيخ أحمد كريمة لـ«الموقع»: رضي الله عن الشافعي.. وبارك الله لمن ينشر سير الصالحين
وأوضح أن الرسالة التي قام بها الفنان خالد النبوي، هي رسالة تحقق المراد، وهي تنقسم إلى جانب شخصي وجانب علمي، موضحا أن الجانب الشخصي في شخصية الإمام الشافعي، وهي احترامه لقلبه ونفسه وصبره، وإن الإمام كان إنسان واثق الخطى، وهذه المراد أن تصبح في كل إنسان، وليس للأئمة والمشايخ فقط، إنما لكل إنسان، وهو ما ذكره الله في معاملة كل إنسان بقلبه السليم، في قوله تعالى: “إلا من أتى الله بقلب سليم”.
وتابع أن الرسالة العلمية من شخصية الإمام الشافعي في مسلسل “رسالة الإمام”، هي رسالة قبول الآخر، وهو ما ظهره في مجيئه من بغداد لإحياء تراث الإمام الليث بن سعد المصري، وأحياء فقه الإمام مالك، بالإضافة إلى فقهه، وتقديم كل هذا الفقه للمصريين، كأطروحات واختيارات، ولم يفرض عليهم فقه على آخر من الأئمة أو الفقهاء، وهو ما كان يقصده الإمام الشافعي، بأن الفقهاء رسالتهم معلمون وليسوا أوصياء، وهي رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في قوله: “إنما بعثت معلما”.
وتدور أحداث مسلسل “رسالة الإمام” حول حياة الإمام الشافعي، وهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعى فى الفقه الإسلامى، ومؤسس علم أصول الفقه، وتنسب له آراء فقهية عدة وفتاوى قديمة، ويتطرق المسلسل إلى السنوات التي قضاها الإمام الشافعي في مصر، حيث حضر إليها عام 198 هـ / 813 مـ وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين.
