الموقعخارجي

رمزي الرميح يتحدث لـ”الموقع” عن واقعة اغتيال “باشاغا” ومحاولة أمريكا فرضه على حكومة “الدبيبة”

كتب – أحمد إسماعيل علي

تتضارب الروايات حول واقعة محاولة اغتيال وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، أمس الأحد، في طرابلس.

وفيما قال “باشاغا” نفسه، إنه نجا من محاولة اغتيال “مخططة جيدًا”، بعد إطلاق مسلحون النار على موكبه، نفى “جهاز دعم الاستقرار” التابع لحكومة فايز السراج، المنتهية ولاتيها، تلك الرواية، متهما حراس “باشاغا” بأنهم من فتحوا النار على إحدى سياراته أثناء مرورها بجانب موكبه.

وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا
وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا

واقعة باشاغا

وتعليقا على تلك الواقعة، قال رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، لـ“الموقع”، إنه “يجب الإشارة إلى نقاط مهمة جدا، الأولى أنه لا نستطيع أن نصف ما جرى بأنه محاولة اغتيال ولكن كرجال قانون نقول إنها واقعة إلى أن تظهر نتيجة التحقيقات”.

وأضاف، أنه إلى هذه اللحظة صدرت سبعة بيانات رسمية وشبه رسمية، ستة منها محلية، وبيان رسمي دولي.

وتابع: “أول بيان رسمي داخلي كان من وزارة الداخلية التابعة لفتحي باشاغا، والذي أكد أن ما حدث محاولة اغتيال، دون أن يفتح المجال أمام جهات التحقيق لتقول كلمتها”.

ولفت إلى أنه “بعد أربع دقائق فقط من بيان داخلية باشاغا، في مفارقة كبيرة جدا، صدر بيان من السفارة الأمريكية في طرابلس، يعتبر فيها تلك الواقعة محاولة اغتيال، ويعلن أن السفير الأمريكي اتصل شخصيا بالوزير باشاغا، واطمئن على سلامته، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم، وبقوة باشاغا، في حربه على الميليشيات وحلها ونزع سلاحها”.

أبعاد البيان الأمريكي

ورأى أن البيان الأمريكي، يحمل ثلاثة أبعاد، البعد الأول أنه ذهب إلى أن تلك العملية “محاولة اغتيال” دون انتظار نتيجة التحقيق، ثانيا السفير اتصل شخصيا بالوزير واطمئن على صحته وسلامته.

وتابع: “البعد الثالث وهو المهم والخطير جدا، أن فتحي باشاغا هو رجل أمريكا والإنجليز، وليس كما يدعي بعض قاصري النظر، أنه يتبع تركيا وقطر، ومنذ شهور قلنا ذلك، وبيان السفارة الأمريكية يؤكد ذلك”.

وقال، إن ذلك يعني أمريكا تريد أن تقول أنها لن تتخلى عن “باشاغا”.

وأضاف رمزي الرميح لـ“الموقع”: “واشنطن تدفع بقوة على رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد الدبيبة، كي يقبل بفتحي باشاغا، وزيرا للداخلية في حكومة الوحدة الوطنية.

ولفت إلى “وجود اجتماعات واتفاقات سابقة مع “باشاغا” في … وطرابلس، بأن يتولى شخصيا نزع السلاح وحل الميليشيات، وربما هناك اتفاقات سرية أخرى، لا نعلمها”.

وقال رمزي الرميح: “البيان الأمريكي يثبت بطريقة غير مباشرة كأنه يقول لنا إن الميليشيات التي أراد فتحي باشاغا حلها ونزع سلاحها هي من وراء هذه العملية”.

كما تساءل: لماذا تحشر أمريكا هذا التصريح في هذه الواقعة وتقول “إنها تدعم “باشاغا” في حل الميليشيات ونزع سلاحها؟!”.

رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي
رمزي الرميح مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي

بيانات متضاربة

وتابع: “توالت البيانات الستة الأخرى وهي: “بيان صادر من فايز السراج، المنتهية ولايته، وآخر عن السلطة التنفيذية الجديدة، وبيان من وزارة الدفاع الليبية التي يمثلها العقيد صلاح النمروش “غير الشرعي”، وبيان عن مجلس الدولة”.

وأوضح أن هذه البيانات تصب في اتجاه ضرورة إجراء تحقيق في الواقعة.

وأشار رمزي الرميح، إلى وجود بيان آخر، لكنه ينسف ما صدر عن الإدارة الأمريكية و “باشاغا”، وهو بيان رسمي من جهاز “دعم الاستقرار” الذي يعمل فيه الأفراد الذين قتلوا أمس، وهو الذي أسسه فايز السراج، مؤخرا، ووضع على رأسه أحد قادة الميليشيات، لكي ينافس نفوذ “باشاغا” في طرابلس”.

وكشف عن أن الواقعة كما وردت له ووفقا لشهود عيان، ومن كاميرات مراقبة موكب “باشاغا” المكون من 70 سيارة تزامن مرورها مع مرور مركبة عسكرية تابعة لجهاز “دعم الاستقرار” في طريقها إلى مدينة الزاوية”.

وقال مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، لـ“الموقع”:”الواضح أن هذه السيارة لم تفسح الطريق لموكب “باشاغا”، فتم مضايقتها وضربها من الخلف، مما أدى إلى حادثة أودت بحياة من يقودها والذي كشف الطبيب الشرعي الرسمي، أنه توفي نتيجة كسور ونزيف داخلي، ولا وجود لأعيرة نارية في جسده”.

توقيف 6 من حماية “باشاغا”

وواصل رمزي الرميح، تفنيده للواقعة، قائلا: “بدأ الاحتقان في هذه الحالة وتم توقيف ستة من أفراد الحماية لموكب “باشاغا”، إلى جهاز الردع، وهذه دلالة أن موكب “باشاغا” هو سبب في هذه الواقعة”، متسائلا: إذا كانت محاولة اغتيال.. كيف تم تسليم ستة من أفراد حماية “باشاغا”؟

ولفت إلى أن الوضع كان محتقنا جدا، قائلا “طوقت ميليشيات من مدينة الزاوية الميدان الرئيسي لطرابلس، مما أجبر وزير الدفاع التابع لحكومة الوفاق، أن يطلب المغادرة وتأمين العاصمة، والآن تم الوعد من قبل أجهزة طرابلس أن يتم التحقيق في هذا الأمر”.

هل يتم تحقيق نزيه؟

وقال “الرميح”، إنه لا يعتقد أن يتم تحقيق نزيه في ظل حكومة ميليشيات وسيطرة السلاح.

وأضاف أنه تم تكليف رئيس نيابة شمال طرابلس للتحقيق في الواقعة.

وذكر بأن هذه ليست الواقعة الأولى التي يتوفى فيها إنسان بسبب موكب “باشاغا”، حيث توفيت امرأة مسنة وتم دهس أحد الشباب بسبب رعونة هذه التصرفات.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى