الكويت – محيي عامر
وسط منافسة شديدة، اختار أعضاء مجلس الأمة الكويتي في الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي السادس عشر، التي عقدت صباح اليوم الثلاثاء النائب مرزوق علي الغانم رئيسا للمجلس، للمرة الثالثة على التوالي، بعد حصوله على ٣٣ صوتاً مقابل ٢٨ صوتاً حصل عليهم منافسه النائب بدر الحميدي، وتم اعتبار ثلاث ورقات باطلة.
الغانم المعروف عنع قوة مواقفه الخارجية من القضية الفلسطينية والقضايا العربية وتنسيقه الدائم مع نظيره د.علي عبدالعال في القضايا المختلفة، فاز برئاسة المجلس في الفصلين التشريعيين الرابع عشر (الذي تم حله بعد مرور ثلاث سنوات) والخامس عشر (الذي أكمل مدته الدستورية كاملة).
ورغم إعلان ٤٢ نائباً في الأيام الماضية تصويتهم لمصلحة منافسه بدر الحميدي، إلا أن الغانم نجح في النهاية بالحصول على أصوات ٣٣ عضواً، وهو العدد اللازم لإعلان فوزه رسميا برئاسة مجلس الأمة الكويتي.
وكان سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قد تفضل بافتتاح أعمال دور الإنعقاد الأول للفصل التشريعي السادس عشر صباح اليوم الثلاثاء، وتلا كلمة أكد فيها سموه على أن المسيرة الوطنية تواجه تحديات تستوجب وضع برنامج إصلاحي شامل.
وفي كلمة مماثلة لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، الذي أدت حكومته الثانية اليمين الدستورية أمام سمو الأمير أمس الاثنين، وبلغت نسبة التغيير بها ٦٦.٦٪، كشف رئيس الوزراء خلالها عن أن الحكومة ستحيل إلى البرلمان الكويتي برنامج عملها، والذي سيشمل الآليات والبرامج الزمنية لتنفيذ المشروعات الحكومية ويتضمن مكافحة الفساد.
وعقب فوز الغانم، أكد في كلمة له، ألقاها من على كرسي الرئاسة، أنه يتسامى فوق الجراح لمصلحة الكويت والكويتيين، مشدداً على أن الخلافات والمعارك الشخصية لن تنمي المجتمع.
كما تم بعد ذلك، انتخاب النائب أحمد الشحومي، ابن قبيلة العوازم في الكويت نائباً لرئيس المجلس بأغلبية كبيرة قوامها ٤١ نائبا، بينما حصل منافسه النائب حسن جوهر على ١٩ صوتاً فقط.
إلى ذلك انتخب مجلس الأمة الكويتي لمنصب أمانة سر المجلس النائب فرز الديحاني ابن قبيلة مطير بحصوله على 39 صوتاً مقابل 20 صوتاً لمنافسه النائب سعدون حماد، وتمت تزكية لمنصب المراقب النائب أسامة الشاهين الذي ينتمي للحركة الدستورية الإسلامية في الكويت.
وعلى غير العادة، قرر المجلس الكويتي تشكيل لجانه الدائمة في جلسة يعقدها الأسبوع المقبل، بناء على رغبة الكثير من أعضائه، وذلك بسبب الارهاق الذي بدا على الأعضاء نتيجة الجلسة الطويلة التي استمرت حتى الرابعة عصراً.
جدير بالذكر أن الكويت شهدت يوم ٥ ديسمبر الماضي اجراء انتخابات مجلس الأمة الكويتي، والتي شهدت مشاركة كبيرة وغير مسبوقة من الناخبين بلغت ٧١٪، انتهت بالإطاحة بنحو ٦٢٪ من أعضاء المجلس السابق البالغين ٥٠ عضواً، وكانت رسالة قوية من الشعب بضرورة التغيير، بعد أن أخفق المجلس السابق في انجاز التشريعات المهمة التي ينتظرها المواطنون، وحصل فيها الغانم كعادته على المركز الأول بدائرته.
وبحسب قانون الانتخابات فإن الكويت مقسمة إلى خمس دوائر انتخابية تختار كل دائرة ١٠ نواباً، ويحق للناخب التصويت لمرشح واحد فقط من بين المرشحين المتنافسين على المقاعد في دائرته، ويواجه النظام الانتخابي انتقادات على مستوى توزيع الدوائر أو نظام التصويت ويسعى عدد من النواب نحو تغييره حتى يحقق العدالة.
