الموقعخارجي

رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث لـ”الموقع”: الصين مؤهلة للعب “دور مهم” في حل أزمة سد النهضة

كتب- أحمد إسماعيل علي:

قال عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، إن جولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، الأفريقية، الحالية، والتي تتضمن زيارة إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومصر ومقر الاتحاد الأفريقي ومقر جامعة الدول العربية، هو تقليد صيني متبع منذ عام 1991، لعدد من الأهداف.

تقليد صيني بأفريقيا

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”، أنه على مدى 33 عاما يقوم وزير خارجية الصين بجولة أفريقية مطلع كل عام للتأكيد على الاهتمام الذي توليه الصين للتعاون مع أفريقيا وما تمثله تلك القارة من أهمية كبيرة في السياسة الصينية بشكل عام.

وتابع “الأزرق”، قائلا: إن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها أول زيارة خارجية لوزير خارجية الصين بعد توليه مهام منصبه الجديد نهاية الشهر الماضي خلفًا لوزير الخارجية الأسبق وانغ يي، موضحًا أنها تستهدف بالأساس تعميق الشراكة الاستراتيجية والتعاونية الشاملة بين الصين وأفريقيا وتعزيز التعاون الودي بين الجانبين.

علاقات صينية- أفريقية قوية

ولفت “الأزرق” إلى أن الصين ترتبط بعلاقات تعاون قوية للغاية مع كل الدول الأفريقية تقريبا، لا سيما منذ إطلاق منتدى التعاون الصيني – الأفريقي عام 2000، ولها استثمارات ضخمة خاصة في مجالات البنية التحتية ومشروعات التنمية المستدامة.

وتابع قائلاً: إن الصين تعتبر الشريك التجاري الأول لأفريقيا على مدى 12 عاما الأخيرة، وتدعم بقوة الدول الأفريقية في كل المحافل وجميع المناسبات، ولذا فهي تتمتع بشراكة استراتيجية قوية ومتميزة مع الدول الأفريقية، يجعلها تحظى بمصداقية وثقة داخل ربوع القارة الأفريقية.

الصين وحل أزمة سد النهضة

واعتبر الكاتب والباحث الخبير في الشأن الصيني، أن هذا التميز في العلاقات الأفريقية – الصينية يؤهلها لإمكانية لعب دور محوري مهم في احتواء وحل الخلافات والأزمات بين الدول الأفريقية بشكل عام، ومصر والسودان وأثيوبيا على وجه الخصوص، فيما يخص قضية سد النهضة.

وأكد أنه في هذا الإطار من المستبعد تماما أن تمارس الصين أية ضغوط على أي طرف من الأطراف، موضحًا أن هذا الأمر يتنافى ومبادئ السياسة الخارجية الصينية، التي تقدم نفسها للعالم كقوة كبيرة مختلفة لا تفرض نفوذا ولا تمارس ضغوطا ولا تسعى لهيمنة ولا ترغب في استنزاف ثروات وإمكانيات الآخرين، وإنما تسعى للتعاون القائم على الاستفادة المتبادلة والكسب المشترك.

وقال: إن السياسة الخارجية الصينية تعتمد على انتهاج مبادئ الحوار والمفاوضات كأساس ومحور لا غنى عنه لحل الخلافات والأزمات وعدم اللجوء للقوة، كما تؤمن بالتنمية السلمية في العلاقات الدولية باعتبار التعاون التنموي بين دول العالم كأساس للعلاقات الدولية بدلا من الصراع والنزاع.

وأضاف “الأزرق” رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث: “أنه يمكن لبكين من خلال هذا التميز الذي تتسم به علاقاتها مع القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، أن تساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وإيجاد آليات تعاون مشترك بين الدول الثلاث، واقتراح مشروعات تنموية مشتركة يمكنها من احتواء آثار الأزمة وتعظيم الاستفادة المتبادلة بين الدول الأربع ويجعل خيار التعاون المشترك ومراعاة شواغل الأخرين هو الخيار الأفضل للجميع بدلا من المواجهة والصراع”.

وكانت الصين قد أبدت في 8 يوليو 2021، استعدادها للقيام بدور بناء لحل أزمة سد النهضة، مجددة على لسان  تشانج جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، دعم بكين للاتحاد الإفريقي في قيادته عملية الوساطة بشأن السد.

وأكد مندوب الصين، أن بلاده تولى اهتماما لقضية سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي بذل جهودا كبيرة لتيسير المفاوضات حول السد، لافتا إلى أن النيل أساسي لكل من مصر والسودان وإثيوبيا.

وأشار مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، وقتئذ، إلى تفهم بلاده لشواغل مصر والسودان وإثيوبيا، لكن يجب أن تحل الأزمة بالمفاوضات والمشاورات في قضية سد النهضة، معربا عن أمله في أن تستأنف الدول الثلاث المفاوضات في أقرب وقت ممكن، مؤكدا تطلعه لاستمرار دور الاتحاد الإفريقي لتسوية الخلافات بالحوار، مضيفا: “سد النهضة يمكن أن يكون مشروعا للتعاون الإفريقي”.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، أن الوزير تشين قانج، سيبدأ من 9 وحتى 16 يناير الجاري، جولة أفريقية يزور خلالها إثيوبيا ومصر والجابون وأنجولا وبنين.

وقالت الخارجية الصينية، إنه “من أجل تعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأفريقيا وتعزيز التعاون الودي، ستتم دعوة وزير الخارجية تشين جانج لزيارة إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين ومصر ومقر الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، من 9 إلى 16يناير 2023”.

يذكر أن الجولة الأفريقية ستكون الزيارة الخارجية الأولى لوزير الخارجية الجديد، فيما كانت إفريقيا وجهة الزيارة الخارجية السنوية الأولى لوزير الخارجية الصيني منذ عام 1991.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى