الموقعخارجي

خبيرة لـ«الموقع»: عودة «حمدوك» لرئاسة وزراء السودان لن تغير شيئًا في المشهد السياسي

كتبت- منى هيبة:

نشرت وسائل إعلام سودانية أنباء عن موافقة رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك على عودته لرئاسة وزارء السودان مرة أخرة.

ومن ناحيتها علقت أسماء الحسيني، مدير تحرير صحيفة الأهرام المتخصصة في الشؤون الإفريقية، قائلة، إن الأنباء المنتشرة عن موافقة الدكتور عبدالله حمدوك على العودة لرئاسة وزارء السودان مرة أخرى مازالت غير مؤكدة حتى الآن.

وتابعت «الحسيني» في تصريح خاص لموقع «الموقع» “أنها مجرد تكهنات وأنباء نشرتها صحف سودانية، لكن لم يتم تأكيدها حتى الآن”، موضحة أنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر.

وأوضحت أن قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر التي جاءت لتفض الشراكة بين المكونين العسكري والمدني أثناء تولي “حمدوك” رئاسة وزراء السودان، ووضعه في الإقامة الجبرية أو قيد الاحتجاز هي التي أثرت على مسار رئاسته للوزارة.

وأكدت أن شخصية رئيس الوزراء السابق “حمدوك” شخصية ذات سجل حافل في العمل في منظمات المجتمع الدولي، مشيرة إلى أنه استطاع أن يُحرز خلال رئاسته للوزارة تقدمًا على صعيد إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأكملت قائلة إنه استطاع أن يجعل السودان تنفتح على المجتمع الدولي، الذي ظل مقيدًا على مدى ثلاثة عقود من حكم نظام الرئيس السوداني عمر البشير.

وأوضحت مدير تحرير صحيفة الأهرام المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أنه أحرز تفاهمات مع البنك والصندوق الدوليين، وكانت مقدمة لأن يمنح السودان القروض وترفع عنه الديون وتخفف، لكن جاءت قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر لتعطل كل هذه الأمور.

وأشارت إلى أن “حمدوك” يواجه تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي وهذه الضغوط ناشئة من المكون العسكري الشريك في الحكم وفي الوقت نفسه من الحاضنة السياسية التي جاء باسمها رئيس الوزراء إلى الحكم.

وأردفت قائلة: إن هذة الحاضنة كانت منقسمة على نفسها وكانت هنالك مشاكل كبيرة تعتري صفوفها، بالتالي واجه رئيس الوزراء تحديات كبيرة خلال فترة حكمه بعد أن جاء مدعومًا بدعم كبير على المستوى الدولي وأيضًا الجماهيري الشعبي في السودان.

وأضافت «الحسيني» أنه واجه محاولة اغتيال لا تزال حتى الآن مجهولة ولم يتم الوصول إلى نتائج بشأن التحقيق فيها، موضحةً أنه واجه تحديات كبيرة بعد شهر من فض المكون العسكري للشراكة وقرارات الخامس والعشرين من أكتوبر التي اعتبرتها قطاعات واسعة من الشعب السوداني أنها انقلابًا على الشراكة وعلى الوثيقة الدستورية القائمة.

ولفتت إلى أن “حمدوك” قدم استقالته في مطلع يناير من العام الجاري ومنذ ذلك الحين وهو مختف عن المشهد في السودان، معتقدة أن ملابسات المشهد السوداني مازالت هي ذاتها التي تركها حمدوك في يناير وإن كانت تعقدت الأمور أكثر على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأكدت أن عودة حمدوك في هذا التوقيت وبناءً على رغبة جهات ما محددة لن تغير شيئًا في المشهد السياسي إن حدثت، موضحة أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن يحرز فيها الدكتور عبدالله حمدوك تقدمًا هي حينما يأتي وفقًا لتوافق وطني عريض يعيده مرة أخرى إلى السلطة.

ولفتت إلى أن الظروف مازالت غير مواتية لعودته أو لتحفيزه على مثل هذة العودة، منوهه إلى أن عودته ستكون محاطة بالتعقيدات ولم ينجز فيها شيئًا.

واختتمت مدير تحرير صحيفة الأهرام، قائلة إن المخرج الوحيد للسودان حاليًا هو توافق وطني كبير بين كل القوى السياسية والاتفاق على مخرج آمن لمثل هذه الأوضاع باتفاق يعيد ترتيب الأمور في السودان.

وكان قد أعلن عبد الله حمدوك استقالته من منصبه كرئيس وزراء للسودان بعد فترة كانت حافلة بخلافات حادة بين المكونين المدني والعسكري في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى