الموقعتحقيقات وتقارير

«خايفة.. أهلي كلهم ميتين».. لحظات مرعبة عاشتها «هند» توثق جرائم الاحتلال بحق أطفال غزة

هزت صرخات «هند» واستغاثتها من حصار دبابات جيش الاحتلال لسيارة أسرتها التي قتلت بالكامل العالم، فكان صوت تلك الصغيرة وصرخاتها بمثابة شهادة حية على وحشية الاحتلال الإسرائيلي، لم يرحم الاحتلال ضعف تلك الصغيرة قتل أسرتها بينما هي تختبئ بالسيارة، شعر بها وحاصر سياراتها بالدبابات ثم قتلها رميًا بالرصاص هي واثنان من مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني اللذين ذهبا لإنقاذها، وتركها لمدة 12 يوما حتى تعفنت جثثهما، لماذا «هند رجب» دونا عن الآلاف من أطفال غزة أصبحت قضية رأي عام؟، «الموقع» يروي قصتها …

موجة من الغضب والحزن أثارها تسجيل منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بصوت الطفلة «هند» وهي تستغيث بطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني لإنقاذها، قالت الطفلة بصوت مرتجف: ” ميتين كل أسرتي ماتوا وهما معايا بالسيارة، الدبابة جمبي تتحرك إلى الأمام باتجاه السيارة، قريبة كتير كتير، أنا خايفة”.

وأضافت الطفلة لـ متطوعة الهلال خلال استغاثتها باكية: “أمانة خليكِ معايا، لما ييجي حد ياخدني أفصلي، الساعة كم الدنيا الدنيا ضلمت وأنا خايفة، يالله يارب احمينا، ولكن كل أسرتي ميتين”.

نرشح لك : قيادي في فتح لـ«الموقع»: الاحتلال سرق أموال وذهب ومتاع بـ 25 مليون دولار من بيوت غزة

حاولت متطوعة الهلال تهدئة الطفلة من خلال تلقينها سورة الفاتحة، والتي كانت «هند» بالفعل تحفظها، لكن لم تمر دقائق، حتى سيطر صوت صراخها المؤثر على التسجيل، وهي تناشد لإنقاذها من حصار دبابات الجيش الإسرائيلي لسيارة أسرتها بعدما استشهد أفرادها جميعا بداخلها، قبل أن تلقى الشهادة، وتفقد الاتصال مع الهلال الأحمر الذي حاول الوصول لها من أجل إنقاذها.

رحلت «هند» وحيدة حيث قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مركبة الإسعاف التي توجهت لإنقاذها على بعد أمتار منها، فاستشهد المسعفان يوسف الزينو وأحمد المدهون، اللذين ذهبا لإنقاذها.

لماذا أصبحت قضية رأي عام؟

لم يكتف جيش الاحتلال بقتل الطفلة و5 من أفراد أسرة، والمسعفان اللذين ذهبا لإنقاذها، بل استمر في محاصرة السيارة التي اختبأت بها هند وعدد من أفراد أسرتها، لمدة 12 يومًا، حتى عثر على جثة الطفلة، صاحبة الصوت الأكثر تأثيرًا، من أفراد عائلتها في منطقة تل الهوى، مع وجود جثث المسعفين اللذين حاولا إنقاذها، حتى تحللت جثثهم، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني.

يذكر أن الهلال الأحمر أكد على أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف مركبة الإسعاف فور وصولها للموقع، حيث عثر عليها على بعد أمتار من المركبة التي فيها الطفلة هند، رغم الحصول على تنسيق مسبق، للسماح بوصولها إلى المكان.

وثّقت تلك الواقعة الأليمة عبر نشر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيلاً صوتياً، يسمع فيه صوت الطفلة هند وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: “عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة”، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ لينقطع الاتصال معها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى