لأول مرة فى تاريخ الصحافة العربية بمنطقة الشرق الأوسط ، تقوم شركة راعية لإحدى الحفلات الغنائية بإرسال تعهدات للصحفيين لتوقيعها والتى تتضمن مجموعة من الشروط المحددة من جانب اللجنة المنظمة ، قبل السماح لهم بتغطية فعاليات الحفل الغنائى!.
هذا التعهد كان “إجباريًا” على الصحفيين الراغبين فى تغطية حفل الهضبة عمرو دياب والذى احتضنته العاصمة اللبنانية بيروت مساء السبت الماضى وبحضور ما يقرب من ١٥ ألف شخص.
بطبيعة الحال سادت -خلال الساعات الأخيرة- موجة كبيرة من الغضب بين الصحفيين في لبنان،، بعد تلقيهم الدعوات، مرفقة بتعهدات عليهم توقعيها، كشرط لحضور الحفل، خاصة أن التعهد يؤكد على الالتزام بعدم التصوير أو إجراء مقابلات مع المغني كما يلزم الصحفيين ب “التعهد بعدم انتقاد الحفل، أو الشركة المنظمة، أو الإساءة لعمرو دياب شخصيًا”، وذلك في سابقة لم تحدث من قبل، حيث نشر عدد من الصحفيين في لبنان- عبر مواقع التواصل الاجتماعي-صورة من “التعهد” العجيب والفريد من نوعه!.
الشركة الراعية أكدت -من جانبها- أنه في حال عدم التقيد بشروط التعهد، فإنه سيكون من حقها المطالبة بحذف أي مقال أو تصريح منشور أو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، دون الحاجة لأي إنذار أو مراجعة القضاء!.
الموضوع برمته لا يحتاج لتعليق من جانبى، فهو بحق زمن المسخ فى التعامل مع الصحافة والصحفيين ، فمثل هذا التعهد البغيض يقوض تمامًا مبدأ حرية الرأي والتعبير التي تكفلها الدساتير على جميع اشكالها، بالسعى لتحويل الصحفيين الى جمهور يصفق بلا عقل ويغمض أعينه عن النقائص والسلبيات ويصادر حريتهم فى تقييم الحدث من جميع جوانبه، وهو امر لو استمر فإن عواقبه ستكون وخيمة على المجتمعات العربية كافة فى جميع المجالات .
