أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»:هنا مستشفى 57357-طنطا

موجة استياء وغضب شديدين شهدتها أخيرًا مدينة طنطا بمحافظة الغربية-من جانب المئات -عقب شيوع نيات بإغلاق مستشفى 57357 لعلاج الأطفال مرضى السرطان، بسبب أزمات مالية متلاحقة، مع البدء فعليًا فى إخلاء المستشفى ونقل جميع الأجهزة الطبية منه إلى القاهرة.

ولعل حالة الاستياء التى سادت بين أهالى الأطفال المرضى؛ قد تلاقت مع حالة التذمر والغضب لدى موظفى المستشفى خوفًا على مصيرهم المظلم بفقد وظائفهم!.

و بخلاف فداحة الأمر وقسوته على أهالي الاطفال المعذبين والمبتلين بواحد من أخطر أمراض العصر والذين وجدوا فى فرع طنطا ملاذًا قريبًا من أماكن إقامتهم فى منطقة الوجه البحرى يجنبهم مشقة الانتقال للعاصمة، فإن هناك الآف العاملين وأسرهم مهددين بالضياع، فهم يعتمدون على وظيفتهم بالمستشفى منذ أكثر من 8 سنوات، وهناك موظفون عليهم قروض بضمان الوظيفة، مما يجعل مأساة غلق المستشفى مزدوجة وعواقبها وخيمة على فئات عدة .

المستشفى يتكون من 4 طوابق وتضم أكثر من 45 سريرًا، بالإضافة إلى العيادات الخارجية التي تعمل بشكل يومي، وتحتوي أيضا على وحدة علاج اليوم الواحد التى تتكون من 20 كرسي لجرعات الكيماوى.

ولذلك فعندما أعرض لهذه الأزمة التى أراها كارثة كبيرة، فإننى أعرضها من منطلق تجربة شخصية شهدتها عن قرب ومشوار علاج طويل ممتد داخل هذا الصرح الضخم بالقاهرة، والتى أشهد لها بالنظام والنجاح والدقة فى العلاج، فمنظومة مستشفى 57357 هى شهادة نجاح لمصر بمنطقة الشرق الأوسط فى مواجهة هذا المرض اللعين الذى يصيب أطفالنا، ولا أتصور أبدًا أن صرحًا عريقًا قائمًا على فكرة العلاج المجانى والحصول على تبرعات مِن أهل الخير فى الداخل والخارج لشراء أحدث الأجهزة والمعدات الطبية، يتخذ قرارًا بإغلاق أحد أفرعه بسبب أزمة مالية !.

الكثير من التساؤلات قفزت إلى رأسى منذ أن علمت بأمر تظاهرات البشر فى طنطا، بعد شائعات الإغلاق التى هى أقرب للحقيقة -حتى إشعار آخر- ولعل أهمها لماذا نتعجل دائمًا استلهام شعار الهدم بديلًا عن البناء خاصة فى المشروعات والأعمال الناجحة التى تقدم خدمة أو منفعة حقيقية لغالبية البشر ولا ينقصها سوى الادارة الرشيدة لتحقيق أعلى درجات النجاح والتميز ؟!

إن مستشفى سرطان الأطفال 57357 وفرعها بطنطا
نموذجًا للعلاج الحقيقى الذى نرجوه فى هذا الوطن، فهو ليس مجرد مركزًا للعلاج والتعافى ولكنه منظومة لإعادة الحياة والبسمة والأمل للأطفال وأهاليهم -على السواء- وفرص عمل للمئات فى ظل ظروف بالغة التعقيد.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»:مستقبل التنسيق الحضارى ;فى الجمهورية الجديدة!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»:  مصرفى لوزارة  السياحة !

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. تخصصات جديدة ومثيرة فى جامعاتنا الحكومية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى