الموقعتحقيقات وتقارير

ثقافة الرشوة.. هل انتهت عادة الدرج المفتوح في المصالح الحكومية ؟

“بدوي قرنى” : تفعيل” الشباك الواحد” .. ينهى ظاهرة ” عايز الشاي بتاعي”

د. ” الحسين حسان”: يوجد 357 منطقة عشوائية ولدينا ما يقرب من 3 مليون مبنى مخالف و 90 دور مبنى مخالف بسبب فساد الإدارات المحلية

د.” الحسين حسان”: الحل الوحيد يكمن وراء الحوكمة .. وتفعيل خدمة المستعجل

د. ” سامية خضر “: نحتاج لاتحاد المعلمين مع رجال الدين والإعلام .. لإعادة بناء مجتمع نهضوى

كتبت – أميرة فوزى

في تمام الثانية عشر ظهراً حدث بالفعل ” صباح الخير.. يافندم .. عاوز ايه .. ياحضرت .. جاي أخلص أوراقى .. وأسلم ملفي ..فوت علينا بكره .. ياحضرت … مفيش إستلام ملفات بعد الساعة 12 الظهر احنا بنشطب الشغل خلاص كده …وبعد محاولات من استعطاف المواطن للموظف …. خلاص يافندم .. وقفل الموظف الشباك بكرتونة ملقاه بجانبه ..

وإذا بمجموعة من السعاة ممن يتعاونون مع الموظف يتقربون من الموظف من خلف الشباب وبعدها يعود الموظف لرفع الكرتونة .. ويظل جالساً ووجهه عبوث متضجر وإذا بالساعى يأخد كل مواطن جاى من على الباب … ينادى عليه ياحضرت ..تعالى أقولك حاجة … من الآخر كده أنت متأخر … ولو عاوز تخلص ملفك النهاردة … كله يا باشا من 200 إلى 500 جنية حسب الأوراق المطلوبة … إيه رأيك … ولا تفوت علينا بكره …؟!!! .

مسلسل نشهده يومياً و لا نجزم بأنه يكاد يتكرر داخل المصالح الحكومية فإلى متى ستظل تلك المؤسسات تحتضن مثل هؤلاء الفسدة ممن يوقفون حياة المواطنين من أجل كسب المزيد من المال من الباب الخلفي …وإلى متى سنظل نتبع مقولة ” فوت علينا بكره ” ؟ .

الإصلاح يبدأ من أين؟

أعرب دكتور الحسين حسان خبير التطوير الحضاري والتنمية المحلية قائلاً ” خطة الإصلاح تبدأ من الإدارات المحلية والتى تسببت فى ظهور 357 منطقة عشوائية ولدينا ما يقرب من 3 مليون مبنى مخالف و 90 دور مبنى مخالف بسبب سوء الإدارات المحلية واتباعها فكر ” الدرج المفتوح” ومع الأسف قد تغاض البعض عنها كثيراً ولكن الحل الوحيد يكمن وراء الحوكمة بمعنى وجود رقابة وكاميرات تعمل داخل كل المؤسسات … فالفساد موجود على مستوى العالم لا ننكر ذلك وعلى سبيل المثال كارلوس منعم رئيس الأرجنتين سابقاً – حين وجد نسبة الرشوة كثيرة في مؤسسات الدولة اتجه لعمل وزارة للرشوة ولكن بشكل مقنن وهى توفير خدمة المستعجل يدفع أكثر – فأؤيد تلك الفكرة مع عدم إقامة وزارة الرشوة ولكن تفعيل خدمة المستعجل.. لكن الرشوة فى حد ذاتها مخالفة لديننا وعادتنا .. نحتاج لحوكمة ونظام وبالفعل صرفت الدولة المصرية ما يقرب من 6 مليار جنيه لتفعيل خدمة التحول الرقمى وكله تحت الرقابة .. أؤكد على نشر الكاميرات وتفعيلها”.

الموظفين تحت ضغوط .. ولايوجد بديل للخارجين عن المعاش

ومن جانبه أكد بدوي قرنى عضو مجلس النواب وعضو لجنة الإدارة المحلية ” أنه منذ تفعيل الدولة لنظام ” الشباك الواحد” بالفعل وجدنا قلة ظاهرة “الدرج المفتوح” ودائماً ما نوجه رسالة لوزير التنمية المحلية بضرورة الاهتمام بموظفين التنمية المحلية لأنهم يتعاملون مع المواطنين بشكل مباشر فإذاً لابد من أن يحفزهم بتزويد مرتباتهم مما يجعلهم يعملون بصدق ودقة وتفانى لكن موظف الإدارة المحلية لا يتقاضى الأجر الذى يتناسب مع طبيعة عمله مع الجمهور وفي نفس ذات الوقت كثير من المكاتب داخل المصالح الحكومية فضية نتيجة موظفين خرجوا معاش ولا يوجد تعين بديل لهم فضغط العمل ينصب على موظف أو أثنين بالكتير فهم عليهم أعباء فوق طاقتهم ولا تتناسب مع مراتبتهم مما يجعلهم يتجهون لما يعرف ” بالشاى ” أو ” حلاوتك ” والموظف الشريف يظل يتحمل أعباء الحياة فلابد من سرعة النظر الاهتمام بتلك القضية حتى لا تتسع دائرتها وسط العاملين فمتطلبات الحياة كثيرة فلابد أن نتعاون لتحسين معيشة الموظفين حتى لا يلجأون إلى هذا السلوك “.

القيم .. أساس بناء المجتمعات

أضافت دكتورة سامية خضر أستاذ علم الإجتماع بكلية تربية جامعة عين شمس قائلة “يعد المجتمع بناء متكامل داخله أنظمه مختلفة من أسرة وتعليم وإعلام والدين كمبادئ وتعاليم وليس ممارسة طقوس فقط بل طقوس وفكر وعلم وعقيدة بما يتناسب مع مبدأ الوسطية فكلها أساسيات إن لم تكن قوية بينهار فالبناء المتكامل لا يصح البناء فقط دون الإهتمام بالأساسيات فلو أهملنا جانب ينهار البناء ككل ونحن نعلم أبنائنا داخل الجامعات مقرر تحت مسمى ” بناء المجتمع ونظمه” فلابد وأن نوضح لشبابنا ما هو يجوز ولا يجوز داخل المجتمع لكى ننهض بمجتمعنا وبأبنائنا وعلينا العودة للإهتمام بالمحتوى الذى يقدم للأطفال كعودة برامج الأطفال والكرتون الواعظ مثل “على بابا والأربعين حرامى”الذى يقم الصورة السلبية والإيجابية وتساعد أطفالنا منذ الطفولة إختيار الفكر الإيجابي وأتباع ما هو صح وعلى كل معلم ورجل دين والإعلام حث المواطنين على اتباع ما هو يتناسب مع عادتنا وليس العكس ولابد من عودة تعظيم يوم العلم وأتمنى عودة الأفلام الهادفة فى رسالتها مثل أفلام ودراما الزمن الجميل فهى قادرة وبشكل كبير على ترسيخ الأخلاق لدى المواطنين مثل فلم ” في بيتنا رجل ” الذى ظهر فيها البطل رافضاً الخروج من أرض وطنه هروباً من الإحتلال الإنجليزى وقال ” أموت في وطنى وبلدى ولا أموت في الخارج” وكتير أثرت فينا وأرفض الهجرة للخارج لحبي لوطنى مهما أتاحت لنا الفرص ولكن وطننا يحتاجنا أن نعمل بشفافية وتفانى وإعادة النظر للقيم المصرية فهى سبب عظيم وراء علو أو أنهيار أى كيان كان .. ونتمنى لبلدنا أن تكون الرائدة في كل المجالات وأن نكف الأيادى غير الشريفة من العبث بنا .. وعلى نواب مجلس الشعب النزول وسط المواطنين والسماع لهم ومعالجة الثغرات داخل الإدارات المحلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى