الموقعتحقيقات وتقارير

تكنولوجيا السوق السوداء تتغلب على البنوك.. من يتحكم في تسعير الدولار؟

«النحاس»: ما يحدث في سوق الدولار لا يستوعبه عقل.. السعر خرج عن السيطرة

>> حذرنا من انفلات الأسعار من قبل.. الوضع تطور لبرامج مختصة باستقبال تحويلات المصريين من الخارج

«عبده»: من يهتم بشراء الدولار يتابع السوق جيدًا على أرض الواقع

>> البعض يضع أرقامًا وهمية.. والقائمون على المواقع أو البرامج غالبًا ما يتتبعون متوسط سعر واقعيًا

 

لطالما كان تسعير الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السبب الرئيسي في تذبذب حاد في الأوضاع الاقتصادية في مصر، إذ أنها تعتمد على الاستيراد بنسبة تفوق الـ90% وتعتمد أيضا على الدولار في تسعير جميع السلع والخدمات المقدمة للمواطن..
الأمر ربما يزداد تعقيدًا إذا كان سعر الدولار الرسمي في البنوك العاملة في مصر أقل بما يقرب من نصف ما عليه في السوق الموازية، والأغرب أن تسعير السوق السوداء تحدده برامج أو مواقع مخصصة لذلك، لا يكاد يخلو هاتف محمول منها، لا نعلم من يديرها ولا من يقوم عليها، كما أننا لا نعلم إن كان السعر الذي تحدده حقيقيًا أم أنه سعرًا وهميًا، وعلى ما يبدو أن تكنولوجيا السوق السوداء تغلبت فعليًا على تكنولوجيا البنوك..

• السوق السوداء تغلب

الدكتور وائل النحاس المستشار الاقتصادي يقول، إن السوق السوداء بالفعل تغلب بتكنولوجيته على تكنولوجيا البنك المركزي، إذ أن ما يحدث في سوق الدولار حاليًا لا يمكن أن يستوعبه عقل، مستنكرًا تخطى سعر الدولار حاجز الـ60 جنيها مقابل 31 جنيه في السوق الرسمي للعملات.

وأضاف النحاس لموقع «الموقع» أن سعر الدولار بالفعل خرج عن السيطرة، ولا نعلم على أي أساس يتم تسعيره، ولا من المسئول عنه، وهو ما حذرنا منه من قبل، هناك برامج مخصصة لاستقبال تحويلات المصرين بالخارج خارج القطاع المصرفي، بما يؤكد سيطرة تكنولوجيا السوق السوداء.

نرشح لك: الدولار يُلاعب سوق العقارات.. وخبراء يتجادلون بشأن مصير الأسعار «خاص»

• المحتاج يتتبع

من جهته يقول الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، إن الجميع حاليًا يهتم بمعرفة اتجاهات سعر الدولار، ولا سيما في السوق السوداء، خاصة تلك الفئة التي تحتاج فعليًا إلى شراء الدولار، فإن لديها كافة التفاصيل الخاصة بالأسعار لحظيًا، ولا يحتاج لمعرفة السعر من خلال برامج مخصصة لذلك.

وأضاف رشاد عبده لموقع «الموقع» أن التاجر يتتبع أسعار صرف الدولار في كافة المحافظات، ويرسل مندوبًا يشتري من المكان الأقل بيعًا، وعلى الرغم من ذلك فإن السوق لم يخلو مما «يفتي» ويضع أرقامًا لا أساس لها من الصحة، وهو الأصل في تفاوت أسعار الصرف، كما رجح أن القائمون على البرامج والمواقع الإلكترونية الخاصة بعرض أسعار الدولار قد تتبعوا متوسط الأسعار في السوق أولا ثم عرضها وليس العكس، إذ أنه لا يوجد برنامج أو موقع يسعر الدولار بطريقة علمية.

• تحركات سريعة

وأوضح رئيس المنتدى المصري، أن سعر الدولار مقابل الجنيه أولا واخيرًا يعتمد على العرض والطلب، لذلك قد يكون السعر مرتفعًا في محافظة صناعية، قد يكثر الطلب عليها بها، وقد ينخفض في محافظة أخرى لا علاقة لها بالصناعة ويقل الطلب عليه بها، كما استاء بشدة من التحركات السريعة لسعر الدولار مشيرًا إلى أنه ارتفع لـ 62 جنيه خلال أسبوع، مقارنة بـ 50 جنيه الأسبوع المادي.

وخلال الأسبوع الماضي، تكررت إغلاق بعض المواقع والبرامج المختصة بتسعير العملات في السوق السوداء، على غرار الصعود المستمر للعملة، خاصة بعد تذبذبات حادة نسبيا، إذ أن الدولار تخطى لأول مرة حاجز الـ 62 جنيه، فيما لم يستمر الوضع طويلا، وتراجع سعر الدولار لمستوى 58.5 جنيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى