الموقعرياضة

تحليل «الموقع».. كيف أهدى كولر القمة للزمالك؟

كتب – أحمد مصطفى:

خيبة أمل جديدة تصيب جماهير الأهلي بعد الخسارة من الزمالك في القمة ١٢٧ التي جمعت الفريقان الليلة بفعل خطايا كولر الاعتيادية في التشكيل، ليواصل الأهلي سلسلة النتائج السلبية في الأسابيع الأخيرة.

بدأ السويسري مارسيل كولر المدير الفني لفريق الأهلي، بتشكيل اعتمد فيه على طريقة لعب ٤/٢/٣/١ ، بوجود ثنائية في الارتكاز مكونة من أحمد نبيل كوكا، وإلى جواره كريم نيدفيد، وأمامها محمد مجدي قفشة.

لكن لم تمثل هذه الثلاثية نقطة قوة، خاصة وأن الأهلي افتقد إلى لاعب ارتكاز جيد في عملية الخروج بالكرة، فلم يفلح كريم نيدفيد أو أحمد نبيل كوكا في تعويض غياب أدوار مروان عطية الذي كان جيد للغاية في تلك المهمة.

كما أن كريم نيدفيد قدم شوط أول سيئ للغاية ولم يفلح في التقدم للأمام ولعب دور هجومي مما قلل الكثافة العددية لفريق الأهلي في الثلث الأخير الملعب، مما أثر على الشكل الهجومي للفريق وغيب خطورته طوال شوط كامل.

على الأطراف كون كولر جهة يمنى من محمد هاني في مركز الظهير الأيمن، وأمامه عمر كمال في مركز الجناح، واستهدف كولر من خلال هذه الفكرة، تكوين جهة قوية دفاعيًا لوقف خطورة أحمد فتوح، وناصر ماهر.

لكن في الجهة المقابلة فطن جوزيه جوميز، لفكرة كولر فحرر ناصر ماهر من تواجده الدائم في مركز الجناح الأيسر وفي المرات القليلة التي اقتحم فيها العمق شكل خطرًا كبيرا بمراوغاته وتمريراته البينية.

ارتكز جوميز أيضًا على كثافة كبيرة في وسط الملعب وراهن، على وجود عدد كبير من اللاعبين المهرة، أمثال عبدالله السعيد وأحمد حمدي، وناصر ماهر حينما يترك الخط ويقوم بأدوار الصناعة من الداخل.

كانت واحدة من الأفكار الهجومية الجيدة لجوميز استغلال سرعات سيف الدين الجزيري وذكاءه في اختيار الأماكن التي يتحرك فيها بوعي كبير،ويستغل الفوارق البدنية بينه وبين رامي ربيعة الذي يعيبه البطئ الشديد، مما منح الزمالك هدف التقدم وكاد يقرر التسجيل في كرة التحم فيها مع ربيعة الذي منعه من التسجيل على قرب من مرمى مصطفى شوبير.

في مقابله استسلم الفرنسي أنتوني موديست لرقابة مدافعي الزمالك تمامًا ، وكان يمثل نقصًا عدديا في صفوف الأهلي، فلم يتحرك ولم يخلق مساحات، بالإضافة إلى أنه أرهق زملائه الباحثين عن محطة لتطوير اللعب فلم يجدوه في أي مرة، ولعب الأهلي شوطًا كاملًا منقوصًا عدديًا.

مطلع الشوط الثاني أجرى كولر ثلاثة تبديلات دفعة واحدة ، وسام أبوعلي بدلا من الغائب موديست، رضا سليم جناح أيسر محل طاهر محمد، والسولية عوضًا عن كريم نيدفيد.

شهد وسط الأهلس تحسنًا نسبيا بسبب أدوار عمرو السولية المزدوجة، سواء في الخروج بالكرة من الثلث الأخير من الملعب الذي لعبها أفضل من نيدفيد، وكذلك صعوده للثلث الأخير من الملعب وتحقيق الكثافة العددية ومساعدة قفشة فس تطوير الأداء الهجومي، ما مكن الأهلي من وضع الزمالك قس منتصف ملعبه وتحكمه في الرتم بشكل أفضل.

اقترب الأهلي كثيرأ من منطقة الزمالك لكن كانت المشكلة الأكبر في اختراق البلوك الدفاعي، ورغم تركيزه على الجهة اليمنى لم يجد الحل الفردي بسبب تشابه طريقة اللعب بين عمر كمال وهاني وتواجدهما معًا على الخط، فكان الأهلي بهذا الوقت بحاجة إلى جناح يتمركز في العمق ويترك الخط للظهير لزيادة المهاجمين في منطقة الزمالك وخلق الفرص.

في الدقيقة ٧٠ اضطر كولر لعلاج هذه الأزمة بدخول أحمد عبدالقادر جناح أيسر وتحويل رضا سليم في الجهة اليمنى، وخرج محمد هاني ليعود عمر كمال في الظهير الأيمن.

أربعة دقائق فقط احتاجها الأهلي بعد هذا التغيير ليحقق بعدها كثافة كبيرة وينجح في اختراق بلوكات الزمالك الدفاعية بعدما دخل أحمد عبدالقادر إلى العمق ومارس قفشة أدواره الرائعة في تدوير اللعب ثم الاختراق بتمريرة مثالية ساهمت في توصيل عبدالقادر إلى مرمى عواد ليسجل هدف التعادل للأهلي.

ورغم سيطرة الأهلي التامة لكنه فشل في استغلال الفرص التي أتيحت له بسبب رعونة رضا سليم في الثلث الأخير من الملعب، وكذلك سوء تصرف وسام أبوعلي .

في نهاية المباراة كان الزمالك على غير العادة يقظ ذهنيًا،واستغل خطأ ساذج في التمركز الدفاعي للاعبي الأهلي وخطف هدف الانتصار ليعاقب كولر على اهداره شوط أول كامل أهطأ في اختيار تشكيلته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى