الموقعتحقيقات وتقارير

بعد هجوم رفح الفلسطينية.. عماد الدين أديب لـ«الموقع»: إسرائيل تحملنا مسئولية «أحداث 7 أكتوبر»

لأول مرة منذ 40 عاما تقترب الأمور بين مصر وإسرائيل من حافة الهاوية

إمكانية الوصول لحل وسط يرضي الجميع هذه المرة شبه مستحيل

كل طرف يسعى إلى ثمن نهائي يمكن تسويقه لجماهيره على أنه انتصار

تقرير- دعاء رسلان

قال الإعلامي عماد الدين أديب، إنه منذ 40 عاما على توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، لم تشهد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توترا يصل إلى حافة الهاوية مثلما يحصل اليوم.

وأوضح «أديب» لـ «الموقع» أن ملف التوتر يسمى «غزة»، وقضية الخلاف هي التهجير القسري لسكانها على حساب تسوية مرفوضة لأراضي سيناء، ومضيفا أن مركز الخلاف اليوم مدينة رفح، ومحور فيلادلفيا العازل بين البلدين.

وتابع أن المستوى السياسي في إسرائيل أعطى منذ ساعات الضوء الأخضر للمستوى العسكري للقيام بعمليات في منطقة رفح ومعسكر اللاجئين الأوسط، وبالمقابل تقدّمت أكثر من 40 مدرعة مصرية إلى الحدود المصرية مقابل المعبر وخلفها مجموعات خاصة من قوات الصاعقة بتشكيلات ميدانية قتالية.

وأستطرد الإعلامي الشهير: «نحن عسكريا أمام وضع لديه 4 ملامح واضحة: أولا الوصول عسكريا إلى ما يعرف بحافة الهاوية السياسية الأمنية، وثانيا الوصول عسكريا إلى مرحلة ما قبل القتال المباشر «أعلى درجات التعبئة»، وغضب لدى الرئاسة المصرية من تصريحات وسلوكيات وأفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تجاه ملف الحرب في غزة، والشعور بخيبة أمل من رد الفعل الإسرائيلي تجاه الوساطة المصرية القطرية في ملفّ تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار».

وأكد الإعلامي أن تصريحات اليمين الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، تحمل مصر مسؤولية تهريب السلاح إلى حماس، وتدعو إلى حل مشكلة سكان غزة على حساب الأراضي المصرية وفق منطق مغلوط يدعي أنه إذا كانت غزة 361 كلم2 ومكتظّة بالسكّان فلماذا لا تقوم مصر بتوطين سكانها في سيناء البالغة مساحتها 62 ألف كلم2؟، مع الملاحظة أنّ مساحة مدينة رفح 151 كلم2 والشريط الحدودي 14 كلم!”.

واستكمل: «باختصار إمكانية الوصول لحل وسط يرضي الجميع هذه المرّة شبه مستحيلة لأن كلّ طرف يسعى إلى ثمن نهائي يمكن تسويقه لجماهيره على أنّه انتصار».

ونوه الإعلامي عماد أديب إلى رفض مصر التام للاستماع إلى أي عرض أو مشروع إسرائيلي لاستضافة مصرية مؤقّتة أو دائمة للفلسطينيين على الأراضي المصرية مهما كانت ملامح الصفقة.

نرشح لك : بعد الهجوم عليها.. ما هو المخطط الإسرائيلي في اجتياح رفح؟

وتابع: «رسائل مصر لأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في زياراته كانت واضحة جدّاً بأن أي عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح بهدف التهجير القسري لسكان رفح البالغ عددهم الآن 1.3 مليون نازح ولاجئ هي عمل مرفوض سيقابل بمنتهى القوة والحزم من الطرف المصري، وأنّ أي أعمال عسكرية في محور فيلادلفيا هي اعتداء على مضمون وروح النصوص المنظّمة لمعاهدة السلام بين البلدين منذ 45 عاماً، وهي مخالفة صريحة تهدّد الاتّفاق ككل، مع الإشارة إلى أن محور فيلادلفيا يمتد من البحر الأبيض شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، وأن هناك مشروعا ما زال قيد التداول بين القاهرة وتل أبيب حول إمكانية تعهد إسرائيل بعدم القيام بأي أعمال عسكرية في رفح إلى حين عودة نازحيها الحاليين إلى شمال غزة ثم القيام ببناء مشروع أنفاق وجدار إلكتروني متطور وعميق في باطن الأرض وشديد الارتفاع بتمويل دولة إقليمية في المنطقة.

وأشار أديب إلى أن هذا المشروع يحظى برعاية أمريكية وقبول من الاتحاد الأوروبي لأنّه يمنع أيّ تصعيد بين القاهرة وتل أبيب.

وشدد أن السلطات والأجهزة المصرية تعمل جاهدة مع رئيس الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز وقيادة موثوقة من حماس بالتعاون مع قطر لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار مرتبط بهدن على مراحل تنتهي إلى وقف كل العمليات مقابل إطلاق سراح كل الرهائن من الطرفين.

في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، نفذ جيش الاحتلال غارات كثيفة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، على الرغم من العديد من التحذيرات من أي عملية عسكرية في المدينة التي تأوي نحو 1.5 مليون نازح.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفسطينية المجازر التي وقعت في مدينة رفح الفلسطينية، قائلة إن مجزرة الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي راح ضحيتها 100 شهيد ومئات المصابين، دليل على صحة التحذيرات من المخاطر الكارثية لاجتياحها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى