أعلن النادي الأهلي، صباح اليوم، رحيل الأنجولي جيرالدو دا كوستا، بعد فسخ التعاقد بالتراضي بين الطرفين.
واضطر الأهلي لدفع مبلغ قد يصل إلى 20 مليون جنيه، بسبب وجود بند في عقد جيرالدو، يقضي بحصوله على باقي عقده كاملًا في أي توقيت يقرر الأهلي الاستغناء عنه.
وشهدت الشهور الأخيرة مفاوضات عديدة مع اللاعب من أجل التخلص منه لكنه تمسك بموقفه، والحصول على كل مستحقاته.
وبعد جولات عدة أثمرت جهود الأهلي عن تخفيض المستحقات الخاصة بجيرالدو من مليوني و200 ألف دولار، إلى قرابة 20 مليون جنيه بحسب مصدر داخل القلعة الحمراء.
من المسؤول عن هذه الصفقة، ومن يتحمل مسؤولية اهدار هذه الأموال، ومن المنتفعين من وراء ضمه.. تساؤلات عديدة طرحها جمهور وعشاق بطل القرن الإفريقي، ويجيب عنها «الموقع» في التقرير التالي.
البداية.. الأرقام لا تقول الحقيقة دائمًا
قصة ضم جيرالدو دا كوستا، كانت بترشيح من محلل الأرقام والاحصائيات بقناة النادي الأهلي، الدكتور أحمد ثابت.
ولأن الأرقام لا تقول الحقيقة دائما توهم «ثابت» بأن ما رصده عبر مواقع الاحصاءات يؤشر على أن جيرالدو صفقة غاية الأهمية، فتحدث مع بعض الصحفيين المقربين من مسؤولي التعاقدات في النادي.
أرقام أحمد الشيخ مع مصر للمقاصة كان رائعة بشكل لفت أنظار الجميع له، لكن تلك الأرقام ربما تناسب طريقة لعب فريقه، وطريقة تعامل الخصوم معها، بينما الأهلي يلعب بفلسفة آخرى، ويقابله الخصوم بتكتل وحرص أكبر.
حينما تواجه خصوم متكتلة دفاعيًا، فإنك بحاجة لنوعية خاصة من اللاعبين، لكن حينما تتاح المساحات يكون الأمر أكثر سهولة لذلك نجح جيرالدو والشيخ مع أندية أقل من الأهلي وارتفعت أرقامهما، ولذلك أيضًا لم يفلح نجم الجزائر رياض محرز في أن يكرر ما فعله مع ليستر سيتي، مع ناديه الحالي مانشستر سيتي، لأن الوضع كما أوضحنا يختلف من فلسفة فريق لآخر، وكذلك تضلل الأرقام من لا يدرك التفاصيل البسيطة.
صحفيان يتوسطان للقيعي.. هنا ضاعت الصفقات الأهم
في ذلك التوقيت الذي اقترح فيه «ثابت» ضم جيرالدو، كان الأهلي يفكر بجدية في ضم ايريك تراروي لاعب مصر للمقاصة الذي انضم لبيراميدز بعد ذلك.
يقول أحد المصادر المسؤولة في مصر للمقاصة لـ«الموقع» :« حينما وقع تراروي لبيراميدز اتفقنا على أنه اذا لم يدفع بيراميدز خلال ثلاثة أيام سيكون الاتفاق لاغي».
ويتابع حديثه كاشفًا عن مفاجئة كبرى :« عدنا للأهلي، وقلنا لهم بيراميدز لم يدفع ونحن نقبل بمبلغ أقل من الذي اتفقنا عليه، لكن الإجابة كانت لا، لقد اخترنا جيرالدو».
الأمر الأكثر غرابة كشفه محمد جيلاني وكيل اللاعب الليبي، حمدو الهوني، حينما قال :« عرضنا اللاعب على الأهلي، والصفقة كانت ستتكلف 450 ألف دولار فقط».
لكن الأهلي رفض «الهوني» مثلما رفض جيرالدو، ولأن السبب غامض بحثنا عنه عبر عدة مصادر داخل النادي الأهلي.
مصدر داخل قناة النادي قال لـ«الموقع» :« أتذكر جيدًا تدخل زميلين يعمل أحدهما في اللجنة الإعلامية للنادي، وآخر يعمل بقناة رياضية كوسطاء، ومارسا ضغط كبير على المهندس عدلي القيعي».
وتابع :« الدكتور أحمد ثابت، مع الزميلين «أ، ع»، و«م، ط»، كان وراء اقتناع القيعي ومحمد فضل بالصفقة، لذلك تم تجاهل تراروي والهوني».
سر البند.. نفعني وأنفعك
تبقى سؤال ذات أهمية كبرى :«لماذا وضع مسؤولي الأهلي بند يمنح جيرالدو بقية عقده اذا قرر النادي التخلي عنه.. هل هناك شخص ما لا يريد مصلحة النادي؟؟».
بحسب شهادة مهمة للغاية ذكرها أحد المقربين للاعب الأنجولي، فإن كثرة الوسطاء استدعت الحصول على عمولة كبيرة كي يتم اقتسامها بين كل هذه الأسماء.
ويواصل المصدر روايته :« تامر النحاس أقصى الوكيل التونسي الذي كان يعمل مع جيرالدو، ولكي يوافق اللاعب على ذلك اشترط وضع هذا البند وهو ما تم».
وما علاقة النحاس بالصفقة ؟
النحاس هو شريك نجل مسؤول أهلاوي كبير في شركة تسويق تحكمت، ولا زالت تتحكم في عديد الصفقات، وهذا ما سنكشف في نص تحقيق نحاول توثيقه بتسجيلات، لنضع الحقيقة كاملة بين أياديكم.
