أراء ومقالاتالموقع

الكاتب شريف عارف يكتب لـ”الموقع” أسبوعيا “عمق الكلام” .. تاب ” السمكري”وجماعته لازالت فاجرة!

قبل أيام مرت الذكرى السادسة والستين على محاولة إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر عام 1954، على يد “السمكري” الإخواني محمود عبد اللطيف.

بشاعة القضية لم تكن في محاولة الإغتيال بقدر ما كانت مقدمة للكشف عن التظيم السري لأهم وأعنف الجماعات دموية في العصر الحديث وهي جماعة ” الإخوان “، التي تسترت على مدى ثلاثة عقود قبل هذا التاريخ في رداء الدين مرددة دوماً أنها جماعة دعوية كل هدفها هو الإصلاح الإرشاد.
فى تمام الساعة السابعة وخمس وخمسين دقيقة من مساء يوم الثلاثاء ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، وقف رئيس مجلس الوزراء جمال عبدالناصر خطيباً أمام الجماهير فى إحتفال حاشد أقيم بميدان المنشية بالإسكندرية، عقب توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا.
بعد بدء الخطاب بدقائق معدودة، دوت ثمانى رصاصات أطلقها ” السمكري” محمود عبداللطبف، أحد الاعضاء الناشطين في التنظيم السرى لجماعة الإخوان على “عبدالناصر”، ولم تصبه أي منها، ولكنها أصابت الجماعة الأثمة في مقتل حقيقي، لأنها كانت بداية الخيط للكشف عن التنظيم الخاص لها.
عقب الحادث وخلال أيام قليلة، بدأت أضخم حملة إعتقالات للإخوان شهدتها مصر في تاريخها الحديث حتى هذا التوقيت، ووصل عدد المعتقلين حتى يوم ٢٤ أكتوبر ١٩٥٥، أى بعد عام من الحادث ، إلى ٢٩٤٣ معتقلًا.
القضية تشعبت بشكل كبير، وأطُلق عليها إعلامياً إسم ” تنظيم 54″، وقد تم تشكيل جلسات محاكمة خاصة بها تحت إسم “محكمة الشعب” وعقدت اولى جلساتها صباح يوم الثلاثاء ٩ نوفمبر ١٩٥٤، واستمرت إلى يوم ٢ ديسمبر ١٩٥٤، وقد حوكم أمام محكمة الشعب التي تشكلت برئاسة جمال سالم وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي كبار أعضاء الجماعة والتنظيم السرى معاً.
وخلال جلسات المحاكمة ، بدأت الصورة تتضح، خاصة انتهازية الجماعة في تجنيد الشباب لتنفيذ مخططاتها القذرة، في إراقة الدماء وتصفية الخصوم، من خلال التنظيم الخاص، حتى أن المرشد نفى معرفته بمنفذ العملية!
إنهار المتهم الأول محمود عبد اللطيف، وأدرك هشاشة الجماعة وقادتها، فكتب خطاباً بخط يده إلى جمال سالم رئيس المحكمة قال فيه: أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942، كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله، وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين، فكنت أسمع كل أمر فى طاعة، دون تردد أو مناقشة لأن هذا صادر عن أناس مسلمين، يعملون للإسلام ويقدرون مسؤولية الله في أي عمل يعملونه، فكنت معهم على هذا الأساس، وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون في أي أمر، وأقول في نفسي إن الطلبة عندهم حب الجدال في أي شىء.
وأضاف ” عبد اللطيف ” في رسالته بعد أن شرح للمحكمة ملابسات الحادث: “من نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر. وأقف بين يدى الله بها. واختتم حديثه قائلاً:”أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى هذا. بأن لا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمراً. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك.إنى أقول هذا الكلام لا طمعا فى تخفيف العقوبة. ولكنه إحقاقا للحق. «والأمر بين يدى عدالة المحكمة».فهى صاحبة الشأن والله يقول الحق. وهو يهدى السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
هكذا أعلن ” السمكري” توبته قبل إعدامه منذ ستة عقود .. ولازالت جماعته الفاجرة حتي الأن تمارس مخططاتها القذرة بلا قلب ..وبلا ضمير..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى