أراء ومقالاتالموقع

الكاتب شريف عارف يكتب أسبوعيا لـ”الموقع” مقالات “عمق الكلام” .. تزوير “أمريكاني”!

الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات من حسم نتائج الانتخابات الامريكية، هو الأول من نوعه لرئيس أكبر دولة في العالم، روجت على مدى سنوات طويلة بإنها دولة الديمقراطية والحريات.
“ترامب” حسم خلال كلمته التي ألقاها من البيت الأبيض، الخميس الماضي مسألة أن ” الفوز ” سيكون لصالحه ، وأن ما دون ذلك يمثل ” تزويراً ” لارادة الامريكيين قائلاً : إلا إذا “سرقها” منه الديمقراطيون بواسطة أصوات غير شرعية، في إتهام لم يقدم أي دليل عليه!
الإتهام في حد ذاته كان قلباً للطاولة بما عليها وربما للدستور الامريكي ذاته، تلك الوثائق الكونفدرالية التي تمثل أول دستور للولايات المتحدة، التي تم صياغتها من قبل المؤتمر الثاني للولايات المتحدة في الفترة من منتصف 1776 حتى نهايات 1777، وانتهى التصديق عليها من قبل 13 ولاية في بدايات 1781م، وتضمنت بنوداً تهدف لضمان حقوق الأفراد في الحياة والملكية، وفي حرية العبادة والتعبير.
حديث ” ترامب” فتح النار عليه من الأمريكيين أنفسهم، فكيف للدولة التي ضربت مثالاً للحرية والديمقراطية على مدى قرن ونصف أن تشارك في عملية “تزوير” على أرضها في إنتخابات رأس هرم الولايات المتحدة؟
سؤال منطقي وموضوعي فعلاً .. كيف يقبل الامريكيون مثل هذا الإتهام لبلدهم وإدارتها التي أسقطت أنظمة وأوقفت مساعدات عن دول كثيرة تحت زعم أنه دولاً شمولية وأنظمتها ديكتاتورية ؟!
الإعلام الامريكي نفسه أصابته صدمة كبرى مما ذكره ترامب في خطابه، فقد ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن شبكات “NBC” و”ABC” و”CBS” و”CNBC”، التي تجتذب نشراتها الإخبارية ملايين المتابعين على مستوى العالم ، قد قررت قطع خطاب ترامب، بحجة “أنه مليء بالمعلومات المضللة”، التي لا تتناسب مع مكانة أمريكا.
ويبدو أن ” ترامب” قد بدا نيروني النزعة، فقد دمر المعبد على من فيه، بما في ذلك علاقته بوسائل الإعلام والصحف الامريكية، فقد هاجمها قبل أيام من موعد الانتخابات، وكتب – عبر حسابه على تويتر – أن الولايات المتحدة لا تمتلك حرية صحافة!.. وأن كل ما تمتلكه هو قمع للحقيقة ونشر الأخبار المُزيفة!
على الجانب الآخر مارس ” جو بايدن” نوع فريد من ” التزوير الامريكاني”، عندما خاطب مشاعر المسلمين، وذكر أحاديث صريحة عن الرسول الكريم (ص) بالتغيير بالقلب واللسان على الرغم من أنه كمرشح قد أعلن صهيونيته وإنحيازه الكامل لاسرائيل!
..ترامب دمَر كل ما أنفقته أمريكا في حملاتها الدعائية على مدى قرن ونصف القرن في خطاب واحد.. ولننتظر ما سيفعله “بايدن” ببلاده!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى