أراء ومقالاتالموقع

الكاتب الصحفي أشرف مفيد في مقاله الجديد لـ”الموقع” .. فى انتظار “الصوت” !!

الزاهد الجليل إبراهيم بن أدهم كان والده من أغنى أغنياء خراسان وأحد ملوكها، ففتح إبراهيم عينيه على الحياة ليجد الثراء يحيط به من كل جانب ، فعاش حياة الترف والنعيم ..يأكل ما يشاء من أطيب الطعام ويمتلك أحسن الجياد.. ولا يرتدى سوي الثياب الفخمة.
وذات يوم خرج ابراهيم ابن ادهم راكبًا فرسه ليمارس هوايته فى الصيد وأخذ يبحث عن فريسة يصطادها وبينما هو كذلك إذ سمع صوت من خلفه يناديه ويقول له: (يا إبراهيم ليس لهذا خُلقت .. ولا بهذا أُمرت) فوقف يبحث عن مصدر هذا الصوت فلم ير أحدًا.. فشعر بقشعريرة تسرى فى جسده جعلته يقول: “والله لن أعصي الله بعد يومي هذا ، ما عصمني ربي”.
وكانت هذه هي اللحظة الفارقة في حياة إبراهيم بن أدهم ، فبعد أن رجع إلى أهله ترك علي الفور حياة الترف والنعيم ورحل إلى بلاد الله الواسعة ليطلب العلم وليمارس الزهد قولا وعملاً ولينعم بالورع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.. والحق يقال فإنه لم يكن متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يعمل ويأكل من عمل يده مما جعله شخص يتسم بالتقوى والورع بل كان مستجاب الدعاء.
والآن ونحن نستعد لاستقبال مناسبة عطرة على قلوبنا جميعا وهى “المولد النبوى الشريف” ، لماذا لا نعتبر هذه المناسبة نقطة تحول فى حياتنا ونتوقف أمام أنفسنا ونفتش بداخلنا عن طاقة نور فربما تكون هذه فرصتنا الحقيقية لإعادة النظر فيما نحن فيه الآن وبالتالى تصبح بالفعل هى نقطة التحول الحقيقية فى رحلتنا الإيمانية قاصدين من ورائها رضاء الله سبحانه وتعالى.
أم سنظل نعيش حياتنا هكذا بـ “الطول والعرض” وننتظر سماع الصوت الذى قد يفيقنا من غفلتنا ؟
ولكن الخوف كل الخوف أن يتأخر وصول هذا الصوت وبالتالى سوف نكون فى انتظار ما لا يجيئ بسبب غفلتنا وانغماسنا فى ملذات الحياة والجرى وراء الأشياء “التافهة” والزائلة.
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى