الموقعتحقيقات وتقارير

العالم يتجه إلى التخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة العالمية.. القاهرة وبكين توجهان ضربة قاصمة للعملة الأمريكية

تقرير- محمود السوهاجي

شهدت السنوات الأخيرة نقلة نوعية في التبادل التجاري بين الدول، حيث تتجه دول عديدة إلى التخلي عن الدولار في التجارة العالمية، واستخدام العملات المحلية بدلًا منه، وتشمل هذه الدول البرازيل وإيران وإندونيسيا وروسيا والصين والهند ومصر وتركيا وغيرها.

ويعتبر هذا التحول إشارة واضحة إلى بداية نهاية الهيمنة المالية الأمريكية، وتسعى مصر إلى تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي بوصفه عملة رئيسية في الاستيراد، وتبادل العملات المحلية مع الشركاء التجاريين الدوليين، مثل روسيا والصين والهند وتركيا.

واتخذت مصر عددًا من الإجراءات في هذا الصدد، منها: «توقيع اتفاقيات ثنائية مع عدد من الدول لتبادل العملات المحلية، وتسهيل إجراءات الدفع بالعملة المحلية في المعاملات التجارية، وتشجيع الشركات المصرية على استخدام العملات المحلية في عمليات الاستيراد».

ويحقق التعامل بالعملة المحلية عددًا من الفوائد للاقتصاد الوطني، منها: «الحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما يقلل من تأثر الاقتصاد المصري بالتقلبات التي تشهدها أسعار صرف الدولار، وتعزيز العلاقات التجارية بين مصر والدول الشريكة، ودعم استقرار الاقتصاد المصري».

نرشح لك: كارثة.. تحذيرات من موجة جديدة لارتفاع أسعار السلع «خاص»

الصين تؤكد استمرار توسعاتها الاستثمارية في مصر

أكد السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانج، على مواصلة توسعات الاستثمارات الصينية في مصر، مشيرا إلى أن الاستثمارات الصينية شهدت زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة، مضيفا أن الصين تدعم السوق المصرية وتشجيع الشركات الصينية على المجيء إلى القاهرة لبحث فرص الاستثمار والتعاون.

وأشار إلى أن هناك جهودا مضنية يبذلها الجانب الصيني لتعزيز الاستثمارات في عدد من المشاريع الاستراتيجية في مصر، مثل منطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان والقطار الخفيف.

وتابع السفير الصيني أن الصين تسعى أيضًا إلى تعزيز التعاون مع مصر في عدد من المجالات الجديدة مثل الطاقة الجديدة والفضاء والطيران والتقنيات الزراعية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والصحة.

وأوضح السفير الصيني أن الصين تتعامل مع مصر بالعملات المحلية، فضلا عن تقديم التيسيرات الكبيرة للجانب المصري، مؤكدا أن انضمام مصر إلى البريكس سيساهم بشكل كبير في حل المشاكل التي تواجه العلاقات التجارية بين البلدين.

وأضاف السفير الصيني أن الحكومة الصينية تسعى حاليا لتعزيز استيراد المزيد من المنتجات الزراعية من السوق المصرية، مشيرا إلى أن أعداد السياح الصينيين في تزايد مستمر لمصر.

ولفت إلى تضاعف عدد السائحين عن فترة ما قبل الجائحة.

وأشار إلى أن هناك 20 رحلة ذهاب وإياب أسبوعيا بين البلدين.

واختتم السفير الصيني تصريحاته قائلا إن الصين ستكون الشريك الاستراتيجي الموثوق في مسيرة مصر نحو التنمية والنهضة.

تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين

وتمثل هذه الاستثمارات خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث من المتوقع أن تساهم في خلق فرص عمل وزيادة الصادرات المصرية.

ويشير انضمام مصر إلى بريكس إلى أهمية هذه الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث يمكن أن تساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى مصر.

وفيما يتعلق بالصادرات الزراعية المصرية إلى الصين، فقد تضاعف عدد السائحين الصينيين إلى مصر خلال الفترة الأخيرة، مما يشير إلى إمكانية زيادة الطلب على المنتجات الزراعية المصرية في السوق الصينية.

وأظهرت أحدث إحصائية للسفارة الصينية بالقاهرة أن حجم الاستثمارات الصينية في مصر ارتفع من 500 مليون دولار إلى مليار و500 مليون دولار، حيث تجاوزت نسبة الزيادة 100% خلال العشر السنوات الماضية.

كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر من 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار في الفترة نفسها.

التخلي عن الدولار الأمريكي

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي مصطفى شاهين إن العالم يتجه إلى التخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة العالمية، وذلك بسبب الأزمة التي تسببت بها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار شاهين إلى أن هناك محاولات لإسقاط دور الدولار الأمريكي كرائد في التجارة العالمية، تتزعمها دول الصين وروسيا، وذلك بهدف إضعاف هيمنة الولايات المتحدة على العالم سياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا.

وأوضح شاهين أن ما يحدث من تكاتف الدول جنبًا إلى جنب يشكل قلقًا على الدولار، تحديدًا في حال اتفقت دول مجموعة بريكس لمثل هذه الاتفاقيات الثنائية فيما يخص التجارة البينية.

وخلص شاهين إلى أن العالم سيشهد في الفترة القادمة اعتماد الدول على عملات أخرى بدلا من الدولار الأمريكي، وذلك كخطوة نحو تقليص هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي.

وبدا أن مجموعة بريكس بدأت بالفعل في التخلي عن الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية العالمية، مما يمثل أول خطوة نحو إنهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.

ومن هذه التحركات اتفاق الصين والبرازيل على تبادل العملات المحلية لهما بدلا من استخدام الدولار، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين 150 مليار دولار، واتفاق روسيا والصين على أن يكون التبادل التجاري بينهما بالروبل واليوان بدلًا من الدولار، بالإضافة إلى الاتفاق مع عدد من شركائهما التجاريين على مستوى العالم على التبادل التجاري بالعملات المحلية لهذه الدول.

كما اتفقت روسيا وإيران لتطوير عملة مشفرة مدعومة بالذهب بديلة عن الدولار، بالإضافة إلى اتفاق آخر بين روسيا والهند للتخلي عن الدولار في شراء النفط الروسي، الإعلان المصري عن دراسة تسوية المعاملات التجارية مع الصين والهند وكذلك روسيا بالعملات المحلية بدلًا من الدولار الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى