أكد البابا تواضروس الثاني ،بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ، أن الكنيسة تعيش أيام مباركة ومفرحة، مشيرا إلى أنه يشعر بالأسف فى داخله لمن لم تسعفهم الظروف بالحضور والمشاركة، نظرا لأن هذه المناسبات وتجمعها في أسبوع واحد ربما تكون حادثة نادرة في التاريخ ،وأضاف قائلا :”فلم نقرأ في التاريخ عن اجتماع كل هذه المناسبات معًا وهذا من نعم الله علينا جميعًا” .
جاء ذلك خلال ترأسه طقس صلوات تقديس زيت الميرون بحضور أعضاء المجمع المقدس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وأضاف البابا أن طقوس صلاة الميرون المقدس طقوس فريدة لا تُصلَى سوى في تقديس الميرون، من بينها قراءة سفر نشيد الأناشيد كاملًا، والمغزى من اختيار هذا السفر ليقرأ في تقديس الميرون.
وأوضح البابا تواضروس قائلا : ” نقراءة سفر نشيد الأناشيد، هو أحد أسفار سليمان الحكيم كتبه ضمن قصائد وأناشيد بلغ عددها حوالي ١٠٠٠ قصيدة، وكان أفضلها هذا النشيد لذلك سمي أنشودة الأناشيد وهذا السفر ٨ أصحاحات ويتحدث عن المحبة الإلهية البالغة للنفس البشرية، ويسمى سفر البالغين لذا يجب أن يكون الذي يقرأه على درجة روحية عالية ليستطيع أن يفهم كل المعاني الموجودة وراء الكلمات.
وأشار قداسته إلى أن هذا السفر به مجموعات كثيرة من المواد العطرية والعطور والنباتات والزهور، ويقرأ في طقس تقديس الميرون وهي المرة الوحيدة الذي يقرأ هذا السفر فيها.
ونوه البابا تواضروس أن الميرون يعد زيت التدشين والتخصيص والتثبيت، من المفارقات الجميلة في الصوم الكبير ،موضحا أن الكنيسة فى بداية الصوم تقرأ في أناجيل القداسات عن العين البشرية ،وفي نهاية الصوم في آخر يوم في ليلة أبوغلمسيس تتكرر جملة “مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَع”كثيرا ،ويبدأ الصوم الكبير بالعين ويكتمل بالأذن، والعين والأذن ينالا رشمات الميرون.
وأوضح البابا أنه عندما يتم معمودية الطفل الصغير يرشم ٣٦ رشمة من بينهم رشم الرأس رمز الفكر والعين وفتحتي الأنف والفم والأذنين وبهذا يكون أمامنا الجهاز الروحي في الإنسان الذي يتكون من العين والأذن ويصبا في القلب،مؤكدا أن الإحتفال بإعداد وتقديس الميرون المقدس هو دعوة للإنسان من أجل نقاوة الأعين والأذان والقلوب ،وسوف يحضر الميرون قداسات الصوم الكبير ،ويتم وضع الخميرة المقدسة”جزء من ميرون سبق تقديسه فى المرات السابقة “في قداس شم النسيم .
