الموقعتحقيقات وتقارير

استهلاك أم إنتاج؟.. خبراء يكشفون لـ«الموقع» تأثير 5 ملايين لاجيء على التجارة والأسواق في مصر

 

خبير اقتصادي: يمثلون عبئًا اقتصاديًا ولكن مصر الحصن الآمن لكل الأشقاء

«المواد الغذائية»: نجحوا في إنشاء المشروعات التجارية والحفاظ على رؤوس أموالهم

كتب – أسامة غانم

تظل مصر الدولة الشقيقة الكبرى للدول العربية والإفريقية والملاذ الأخير التي يلجأ إليها الشعوب العربية أو الإفريقية على حد سواء، ومن هؤلاء “اللاجئين” سواء من “سوريا، اليمن، السودان، دول إفريقية” والذين فروا من بلادهم خلال السنوات الماضية، بحثا عن العيش والحياة الآمنة في مصر بعد نشوب الحروب والدمار داخل بلادهم والصراعات المسلحة والطائفية التي أودت بحياة الآلاف من البشر على مدار السنوات القليلة الماضية، وتعد مصر من الدول التي تتميز بطبيعة شعبها بالكرم وحفاوة الاستقبال للأشقاء.

وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة النقاشية حول تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في مصر لعام 2021، خلال الأسبوع الماضي عن وضع اللاجئين في مصر، موضحًا مدى الإنسانية المصرية في التعامل مع اللاجئين في مصر، والتي تتجلى في عدم إقامة معسكرات لهم كما يحدث في دول كثيرة، بل يعيشون بين المواطنين ليستشعروا المحبة وأنهم ضيوف مرحب بهم.

يدوره قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن زيادة عدد اللاجئين من الدول الشقيقة سواء “سوريا ،اليمن، السودان” في مصر خلال الفترة الأخيرة أدي إلى ارتفاع القوى الاستهلاكية والشرائية بالنسبة لحركة البيع والشراء، مشيرًا إلى مصر تقدم لهؤلاء اللاجئين كافة الخدمات وبأسعار خدمات المصريين.

عبء اقتصادي ولكن

وأضاف “الشافعي” في تصريحات لـ”الموقع” أنه على سبيل المثال تقدم الدولة أسعار الوقود أو الطاقة والخدمات الأخرى “صحة، علاج، أدوية” للاجئين والأشقاء العرب مثل المصريين، على الرغم من عدد اللاجئين والخدمات التي تقدمها مصر لهم تمثل أعباء زيادة على الدولة ولكن هذا هو قدر مصر الدولة الأم التي بمثابة الحصن الآمن لكل الأشقاء العرب والشعوب العربية.

وتابع أن عدد كبير من اللاجئين انخرط في الشعب المصري والسوق المصري أيضا وتعايش مع الوضع الحالي وطبيعة العادات والتقاليد والثقافة المصرية، من خلال إنشاء مشاريع وافتتاح مطاعم ومحلات تجارية للمواد الغذائية والحلويات والملابس الجاهزة والمفروشات في عدد من المحافظات ومناطق القاهرة الكبرى، وهو ما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية ولكن حجم الاستهلاك أكبر، لافتا إلى أن الدولة تتحمل كل هذه الأعباء والخدمات دون التفرقة في المعاملة بين اللاجئين والمصريين وهذا هو دور الدولة الكبيرة التي يلجا إليها الأشقاء في مثل الظروف التي تعرضوا لها من حروب وتدمير للبنية التحتية والمنازل والتي ظهرت على مدار السنوات الماضية.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مصر دائما بجانب الأشقاء العرب وقت أزماتهم وتقدم كافة الدعم لهم ، مشيرًا إلى أن اللاجئين يشكلون عبئًا اقتصاديًا علي مصر حيث يحتاجون إلى خدمات اجتماعية ووظائف مما يشكل ضغوط على الحكومة ولكن الدولة المصرية قد تغلبت على هذه المشكلة على الرغم من ظروف مصر الاقتصادية الصعبة التي مرت بها خلال الفترة الماضية وعملية الإصلاح الاقتصادي.

وتابع أن مصر على الرغم من هذه الظروف إلا أنها فتحت أمام اللاجئين الفرصة للعمل وإقامة المشروعات والشركات المختلفة مثلهم مثل المصريين، وحتى في أوقات الأزمات قدمت الحكومة المصرية تسهيلات ساعدت اللاجئين على دخول سوق العمل وتحقيق تنمية مستدامة.

وأوضح أنه الأشقاء السوريين حققوا نجاحات واستثمارات متمثلة في صناعات الغزل والنسيج، والصناعات البلاستيكية، إضافة إلى الصناعات الدوائية البسيطة وصناعة الأثاث والمفروشات، والمحلات التجارية واسعة الانتشار كمحلات الملابس والعطور، بالإضافة الى المنتجات الغذائية وانتشار المطاعم في مختلف ربوع مصر خاصةً في القاهرة.

ويضيف الخبير الاقتصادي أن اللاجئين اليمنيين نجحوا أيضا في استثمارات تنوعت بين محال بيع المخبوزات اليمنية ومؤسسات للخدمات الطبية وشركات للسفريات والسياحة وتسهيل إجراءات السفر للخارج، وشركات للخدمات التعليمية بتأسيس مدارس يمنية على جد قوله .

نجحوا في التجارة

من ناحيته قال عمرو عصفور نائب شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، أن اللاجئين من الدول الشقيقة سواء اليمن ، سوريا، السودان، انتشروا في العديد من محافظات مصر وفى المدن الجديدة أيضا “أكتوبر، الرحاب ،المعادى” بعد أن نجحوا أكثر من المصريين في إنشاء المشاريع “المطاعم، ومحلات الملابس، ومحلات الحلويات” وبالتالي استفادوا من وجودهم فى مصر، مشيرا إلى أنهم حافظوا على رأس أموالهم لإنشاء هذه المشاريع.

وأضاف” عصفور لـ”الموقع ” أن طبيعة المصريين الترحيب بالأشقاء ومساعدتهم وإكرام الضيف وبالتالي زادت حجم مبيعاتهم فى هذه المشاريع نتيجة لأن الشعب المصري بطبيعته استهلاكي ” المواطن المصري يحب يجرب الجديد”، لافتا إلى أن نجاح هؤلاء هو إضافة للاقتصاد القومي.

وعن تأثر حركة التجارة والبيع والشراء بوجود هؤلاء اللاجئين فى مصر، بعد إنشاء مطاعم ومحلات ملابس فى الدولة، أكد نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، أنه لا يوجد تأثير أو زيادة في القوة الشرائية نتيجة لوجودهم بل زادت القوة الاستهلاكية، مسيرا أن هؤلاء لم يتوقعوا أن يحققوا هذا النجاح فى بلادهم فى الظروف العادية قبل الأحداث أو الثورات التي مرت بهم، على حد قوله.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إن مصر يوجد بها أكثر من 5 ملايين لاجئ من عدة دول.
وأضاف خلال إطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في مصر لعام 2021، الأسبوع الماضي: “لدينا ما يتعدى 5 ملايين لاجئ في مصر لا يعيشون في معسكرات، نعتبرهم ضيوف عندنا في مصر”.

وتابع السيسى قائلا: ”حطوا ده في الاعتبار، لما 5 أو 6 مليون في دولة شعبها 100 مليون محتاجين خدمات وأمور حياتية، العدد ده ممكن يكون حجم دولتين أو ثلاثة ليهم موازناتهم أو إنفاقهم العام”.

نرشح لك

بيتك ومطرحك.. الموقع يكشف خريطة إقامة اللاجئين في مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى