الموقعمنوعات

«استعراض الوجوه البائسة».. لماذا تتعمد بعض الجمعيات الخيرية إذلال المصريين فى رمضان؟

صور لإحدى الجمعيات الخيرية تثير غضب والمواطنين المتابعين عبر مواقع السوشيال ميديا

هل أجبر «العوز» المواطن ليقف ساعات فى صفوف الجمعيات الخيرية من أجل شنطة رمضان؟

أستاذ علم اجتماع: يجب تقديم هذه المساعدات أو الكراتين بطريقة لائقة ومحترمة لأنه فى النهاية إنسان

«خضر»: الصور المتداولة مرفوضة ولا تليق بكرامة الإنسان ولابد من توجيه القائمين على توزيع هذه المساعدات

تقرير – أسامة محمود

حالة من الغضب والاستياء بين عدد من المتابعين والمواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية بعد انتشار صور لعدد من المواطنين اعتبرها البعض “إهانة” لهم وهو يصطفون فى صفوف ويضعون بعض الاغطية على وجههم خشية التصوير وخاصة السيدات لانتظار دورهم لاستلام كرتونة رمضان أو شنطة رمضان من إحدى الجمعيات الخيرية التى تقوم بتوزيع هذه الكراتين قبل موعد الإفطار فى شهر رمضان المبارك.

كما تظهر هذه الصور “المهينة” حسب وصف المتابعين أيضا فى إعلانات بعض هذه الجمعيات عبر شاشات التليفزيون والتى تزيد فى شهر رمضان المبارك وتكثر أنشطة هذه الجمعيات الأهلية مع بداية شهر رمضان الكريم بهدف توزيع هذه المواد الغذائية على الفقراء والقرى الأكثر احتياجا ولكن المشاهد الأخيرة أثارت غضب الكثير وخاصة مشاهد المواطنين وهو يجلسون صفوفا ويضعون أيديهم على وجوههم والذى وصفها البعض انها صورة غير إنسانية وكأن هذه الجمعيات تمن وتتفضل على هؤلاء المواطنين .

والهدف من هذه الجمعيات الشهيرة والمعروفة إعداد وتقديم المساعدات المالية والعينية سواء الكراتين الرمضانية التي تتكون من مواد غذائية أساسية بالإضافة إلي مبالغ مالية وتوزيع وجبات ساخنة يومية لإفطار الصائمين المقيمين والعابربن، ولكن بعض الجمعيات والقائمين على تنظيمها يعاملون الناس بطريقة غير مناسبة حسب بعض المتابعين.

وانتقد عدد من المتابعين الجمعيات الخيرية التى تعامل المواطنين بطريقة غير لائقة تققل من كرامة الانسان من أجل كرتون او شنطة رمضان، وسط هجوم لاذع لبعض الجمعيات التى نشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، وكتب أحد المتابعين :ليه تهينوا الناس بالشكل ده المفروض الحاجة لله يجب تقديمها بشكل فيه احترام للإنسان وبطريقة حسنة”

وكتبت أخرى: ياريت تعاملوا الناس والغلابة كويس مينفعش كده يعنى علشان تقدم حسنة تهين وتذل الناس ساعات علشان ياخذ كرتونة، ياريت تراعوا رلنا فى الموضوع”.

من ناحيتها قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس، قالت إنه من الطبيعى أن تقوم مثل هذه الجمعيات بتسليم الكراتين أو شنط رمضان بصورة لائقة وإنسانية وليس بطريقة تهين المواطن او المحتاج، مشيرة إلى أن هناك بعض الجمعيات تسلم هذه الكراتين لأشخاص اخرى يقومون بالتوزيع وليس لها صلة بالموضوع الخاص بالتوزيع على المواطنين.

وأضافت “خضر” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه يجب أن يكون هناك تنظيم لمسألة توزيع الوجبات أو كراتين شهر رمضان ،وتقدم هذه المواد أو الوجبات بطريقة مناسبة لا تنقص من قيمة الإنسان “مودة ورحمة” ويعلم أن هذه رسالة إنسانية يهدف بها رضوان الله وأخذ الثواب وليس منة أو منحة من هذه الجمعية أو هذه الهيئة، لافتة إلى ان هناك ظاهرة أخرى وهى أن بعض الناس يدعون “المسكنة والحاجة” وبالتالى تظهر الصورة وكأن الجمعيات تهينهم، موضحة أنه يوجد بعض الجمعيات الخيرية تبادر بتسليم الكراتين والمواد الغائية المراد توزيعها لبعض الأماكن وتتركها لهم لتوزيعها بمعرفتهم وبالتالى وراد أن يكون هناك أسلوب وطريقة غير مناسبة عند تسليم هذه الكراتين للمواطنين والصائمين على حد قوله.

وطالبت أستاذ علم الاجتماع القائمين على هذه الجمعيات الخيرية عند توزيع الشنط أو كراتين المواد الغذائية، أن يكون هناك تنبيه على فريق التوزيع بمعاملة المواطن والصائم عند تسليم الكرتون أو الشنطة له بطريقة كريمة مناسبة ولائقة وطريقة حسنة لا تنقص من كرامته، مشددة على ضرورة عملية التنظيم، أو “نقطة نظام” ولا ينبغى أن تقدم هذه المساعدات او الكراتين بالطريقة التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية.

وأكدت أنه يجب تقديم هذه المساعدات أو الكراتين بطريقة لائقة ومحترمة لأنه فى النهاية هذا المواطن إنسان خاصة أن هناك بعض المواطنين وهم كثر لديهم “حياء” ولكن الحاجة أو الظروف هى التى دفعته إلى الوقوف فى الصفوف ليحصل على كرتونة أو شنطة أو حتى وجبة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، لافتة إلى أنه على الرغم من وجود ناس أو مواطنين لديهم “حياء” يوجد أيضا ناس أخرين تتظاهر بـ”المسكنة” والفقر ليحصل على أكثر من كرتونة أو وجبة وهنا يأتى دور القائمين أو المنظمين لهذه الجمعية وهذه “ثقافة مجتمع” .

وتابعت أن هناك جمعيات خيرية تحت رعاية الدولة تقوم بجهود كبيرة من أجل التكافل والتعاون بين المواطنين، وتنظم على اعلى مستوى ويقوم بها فريق من الشباب والفتيات، مشيرة إلى أن المؤسسات الحكومية و الأهلية والمجتمع المدني تعمل علي إدخال الفرحة والسرور والبهجة في قلوب الأيتام والأرامل والأسر الأكثر احتياجا بتوزيع كراتين رمضان، كما أن القيادة السياسية دائما تتحدث فى كل اللقاءات عن التكافل الاجتماعى والجمعيات الأهلية ودورها فى المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى