الموقعتحقيقات وتقارير

ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس أزمة أم تلاعب؟

“الفلاحين” تكذب تصريحات وزارة الزراعة بانخفاض أسعار التقاوي وتقول: الطن يباع بـ 120 ألف جنيه

أبو صدام: هناك من يتعاقد لشراء تقاوي البطاطس من الزراعة بـ45 ألف جنيه ويبيعها في السوق السوداء بـ70 ألف جنيه

تقرير- محمود السوهاجي

تشهدت أسعار تقاوي البطاطس في الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوز سعر طن البطاطس الـ100ألف جنيه، وبرر بعض التجار هذا الارتفاع بنقص الكميات الواردة من الخارج، فيما أكد رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى أن الكميات الواردة من تقاوى البطاطس تكفي للزراعة، وأن السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار هو التلاعب في السوق.

وامتنع المزارعون عن زراعة البطاطس بسبب غلاء التقاوي، وتكلفة الفدان المرتفعة، وهو ما يمثل لهم خسارة كبيرة حالة زراعته، مطالبين بضرورة ضبط سوق تقاوي البطاطس الذي وصل سعر طن التقاوي منه ما يزيد على 100ألف جنيه.

وفي ظل أزمة ارتفاع طن تقاوي البطاطس حسب ما أفادت به نقابة الفلاحين على لسان نقيبها حسين أبو صدام، إلا أن وزارة الزراعة نفت وجود أزمة في تقاوي البطاطس وأسعارها غير مرتفعة، والوارد من الخارج والمحلي من التقاوي يكفي المطلوب للزراعة.

لا يوجد عجز في تقاوي البطاطس:

في لقاء مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أشار السيد القصير وزير الزراعة إلى أنه لا يوجد عجز في تقاوي البطاطس، والكميات المتاحة سواء من الاستيراد، أو من الناتج المحلي، تكفي لزراعة العروة الصيفية من المحصول، لافتا إلى أن ما يتم استيراده من تقاوى البطاطس يمثل من 25 إلى 30% من حجم التقاوي المطلوبة للزراعة هذا المحصول.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد عضام، رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوى، أن الكميات الواردة الفعلية من تقاوى البطاطس حتى تاريخه أكثر من 115 ألف طن، بالإضافة إلى 20 ألف طن ناتج محلى (الجيل الثالث)، ليكون إجمالي المتاح الفعلى 135 ألف طن.

وقال عضام إن الاحتياجات الفعلية للزراعة بمصر تتراوح ما بين 110 إلى 120 ألف طن من تقاوى البطاطس، ورغم أن السوق بهذا الشكل يعتبر منضبطًا من حيث الاحتياجات الفعلية للزراعة والمتوفر من التقاوى إلا أن بعض التجار يلجأون إلى التلاعب في السوق بإعادة البيع والشراء وإطلاق الشائعات الخاصة بانخفاض الكميات المستوردة بغرض تحقيق مكاسب مادية.

وأوضح عضام أن وزارة الزراعة تقوم بالإعلان عن الكميات الواردة من الخارج وتوعية المزارعين بعدم الوقوع فريسة للاستغلال من قبل التجار، حيث إن التقاوى المستوردة والمحلية تكفي لزراعة العروة الصيفية.

وأشار عضام إلى أن الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية كان قد أعلن عن أسعار تقاوى البطاطس لهذا العام، وقد قام بتلبية طلبات جميع المتعاقدين معه، إلا أن بعض المزارعين أو الشركات يقومون بإعادة بيع التقاوى مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها.

وأضاف عضام أن الطلب على صنف معين يؤدي إلى ارتفاع سعره عن باقى الأصناف الأخرى، ولا يأخذ هذا الارتفاع كمقياس لجميع الأصناف، حيث يفضل كثير من المزارعين أصنافا معينة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها وهذا يحدث كل عام مع هذه الأصناف.

نرشح لك: الزراعة لـ«الموقع»: لا يوجد عجز في تقاوي البطاطس والكميات المتاحة تكفي لزراعة العروة الصيفية

تصريحات المسئولين غير موجودة في الواقع:

وقال الحاج حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن ما يصدر من تصريحات عن مسئولين بوزارة الزراعة عن أسعار تقاوي البطاطس غير موجود على أرض الواقع، حيث إن نوع تقاوي البطاطس «كاره» وهو مستورد وصلت لـ120 ألف جنيه مصري.

وأضاف أبو صدام أن كثيرا من الفلاحين يشكون من ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس في الأسواق، وهو ما جعل حوالي 20% من المزارعين يمتنعون عن زراعة البطاطس حتى الآن بسبب ارتفاع الأسعار، لافتا إلى أن البطاطس المحلية التي تتحدث عنها وزارة الزراعة ذات إنتاجية قليلة ولا يجوز زراعتها مرة ثانية أسوة بأنواع أخرى من البطاطس.

وأوضح أبو صدام أن ما يصدر من وزارة الزراعة حول أسعار تقاوي البطاطس وهي من 49 ألفا إلى 55 ألف جنيه مرتفعة أيضا، ولأنها تمثل عبئا على المزارع، لأن تكلفة الفدان وصلت لأكثر من 100 ألف جنيه، في المقابل عند حصاد الفدان لا ينتج سوى 8 أطنان من البطاطس وهو ما يمثل خسارة للفلاح.

وقال نقيب الفلاحين إن سوق التقاوي حاليا لا تحكمها أي ضوابط، حيث إن هناك مزارعين يقومون بحجز تقاوي البطاطس التابعة لوزارة الزراعة بـ45ألف جنيه، ويقومون ببيعها في السوق السوداء بـ100ألف جنيه، مطالبًا بضرورة ضبط سوق التقاوي من البطاطس حتى يتسنى للمزارعين زراعتها وتحقيق هامش ربح مرضي لهم.

وأبدى عدد من المزارعين استياءهم من ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس، حيث وصل سعر طن التقاوي إلى 100 ألف جنيه، وهو ما يزيد بنسبة 50% على العام الماضي.

وقال محمد حامد، أحد المزارعين بالبحيرة، إن ارتفاع أسعار التقاوي يؤثر سلبًا على تكلفة زراعة البطاطس، ويؤدي إلى انخفاض الأرباح للمزارع، وهو ما جعله يمتنع عن زراعة البطاطس حتى الآن.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار يدفع بعض المزارعين إلى تقليص المساحات المزروعة بالبطاطس، أو اللجوء إلى زراعة محاصيل أخرى.

وأوضح حامد أن تقاوي البطاطس المحلية قليلة الإنتاجية، وتزرع لمرة واحدة، وهو ما يجعل الكثير من المزارعين يفضلون اللجوء لأنواع أخرى تتم زراعتها لأكثر من مرة، وفي نفس الوقت تستخدم كتقاوي للمواسم الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى