أراء ومقالاتالموقع

إيريني سعيد تكتب لـ«الموقع» Cop27.. التعهدات قيد التنفيذ

يواجه العالم أبرز تحدياته والمتعلقة بالتغيرات المناخية، ذلك من مصر وتحديدا شرم الشيخ مدينة السلام، حيث انطلقت فعاليات قمة التغيرات المناخ”cop27″ اليوم، ومن المقرر أن تستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة نخبة من زعماء ورؤساء العالم، كما يجتمع أكثر من 30 ألف شخص في المؤتمر والذي جاء في توقيت بالغ الأهمية، وبعد عدة من التغيرات المناخية العنيفة، كادت تعصف بدول بعينها وبمقدراتها.

ولعل التوصيات المنتظرة من هذا اللقاء الضخم، تتمحور ما بين تأكيد ضرورة تخفيف الانبعاثات الكربونية، والعمل على تنويع مصادر الطاقة واستخداماتها، إلى جانب بحث إجراءت تكيف الدول النامية مع تبعات هذه التغيرات وانبعاثاتها، وإن كانت هذه القمة تسعى لرفع مستويات التمويل من قبل الدول الكبار، إلا أن التأكيد على الالتزام بقيم التمويل والمنصوص عليها بموجب اتفاقيات سابقة، يظل الهدف الأهم والأكثر إلحاحا، حيث تجاوزت هذه القيم ما يعادل 100 مليار دولار سنويا، لكن الالتزامات من قبل الكبار لم تُجر بهذه النسب كما أنها ليست دائمة، وهو ما عرقل الكثير من خطط المواجهة مع هذه التغيرات وتداعياتها.

الفاعلية هذه المرة ومن قمة شرم الشيخ، بدت واضحة في الإجراءات التنفيذية والخطوات الجادة والتي أعلنت عنها مصر منذ افتتاحية المؤتمر، بل والتحرك من مرحلة الوعود إلى حيز التنفيذ، وبحسب تصريحات الرئيس السيسي، حيث يقود الدور المصري من خلال هذه القمة، المتابعة الصارمة لتنفيذ التعهدات والالتزام بالوعود، خصوصا من جانب الكبار، وربما الأخذ بتوصيات جلاسجو، ومن ثم البناء عليها واستكمالها، يأتي في إطار التناول الجاد، ذلك أن قوة الإستراتيجيات تتمثل في التراكم والفاعلية، وليس الهدم والبناء من جديد، وكله في إطار اتفاقية باريس 2015.

غير أن جدية مصر ودورها المحوري، برز جليا في كلمة الرئيس السيسي وخلال افتتاحية الشق الرئاسي حينما أطلق المبادرة بضرورة إنهاء الحرب “الحروب الروسية_ الأوكرانية”، في اتجاه موضوعي مفاده أن الحلول الواقعية تقتضي التعامل مع الجذور، وهو ما قوبل بالترحاب من جانب القوى الدولية والإقليمية، بل أكثر من ذلك هو التأكيد الدولي على ريادية مصر في التعامل مع هذا الأمر والقيام بدور الوسيط، أيضا انتقل الرئيس للتركيز على حيز التنفيذ، فلم يكتف بمجرد إلزام الكبار بضرورة التنفيذ، وبغض النظر عن الآليات، إنما في إطار عملي أشار السيسي إلى آليات هذا التنفيذ وذلك في توجيه للقوى الكبرى، ولعل أبرز هذه التوجيهات تمثلت في المساهمات وعلى المستوى الوطني، ثم تحديد الإستراتيجيات مع إطلاق المبادرات حول الأهداف الواضحة بخصوص الانبعاثات والتكيف معها، مع متابعة ما تم تنفيذه، بالإضافة إلى الانضمام إلى المبادرات الجديدة والمقرر انطلاقها من مصر خلال أيام، مع التحلي بالمرونة والعمل على بناء الثقة من قبل القائمين، من أجل الخروج بأفضل النتائج، وهكذا أراد الرئيس الحلول العملية رغبة في التحرك العاجل من قبل القوى كافة.

ولا شك في أن التغيرات وانعكاساتها كارثية، فالتقارير الأممية مرعبة وما أبرزته من احتمالية أن تتجاوز الخسائر البشرية نتيجة الاحتباس الحراري، ما حصدته الأمراض السرطانية سيما بالمناطق الحرارية والفقيرة، يحمل التوجيهات الملحة بضرورة الانتقال لحيز التنفيذ، وتدارك الأمر من قبل الأفراد أيضا، وليس من جانب الدول والمؤسسات وقط، في الوقت نفسه أكدت هذه التقارير، أن سرعة التحرك وأخذ الأمور بعين الاعتبار من شأنه السيطرة وتحجيم الموقف.

وإن كانت الدراسة الأكاديمية علمتنا أن التناول السليم للقضايا، يقتضي التحليل مع الأخذ بالأسباب والمعطيات، ومن ثم التحرك إلى النتائج والتداعيات، مع الابتعاد التام عن العبارات والجمل الإنشائية، أو حتى المرسلة والتي تحمل الشعارات الفضفاضة والمدائح، إلا أن حدث بحجم وإمكانات “cop27” مصر، يستلزم المديح وتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والتحركات المصرية الضخمة، وما حملته من الأصداء والانعكاسات، من ريادية مصرية ومحورية بارزة، والأروع الاستقرار_ وسط منطقة ملتهبة ودول تعاني جراء الحروب والصراعات_  والذي تجلى واضحا في القدرة اللوجيستية والاستيعابية على الضيافة مع الترتيب والتنظيم وحسن الاستضافة والترحاب، كون مصر دولة قوية ورائدة في مثل هذه النوعية من المؤتمرات والقمم العالمية، فحينما نقول إن العالم كله في مصر، فنحن بصدد حقيقة.

اقرأ ايضا للكاتب…

إيريني سعيد تكتب لـ”الموقع” عن سيدة الكرم” و الرأى العام

إيريني سعيد تكتب لـ”الموقع” الفلسفة الدعائية بالتزامن مع العملية الانتخابية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى