الموقعتحقيقات وتقارير

«إنتي جاية تشتغلي إيه؟».. فوضى توزيع الألقاب العلمية تغزو الجامعات

«على»: الأمور الآن ( هيصة) وكل واحد منح نفسه لقبًا على كيفه .. والتخصصات الدقيقة ( اتبهدلت)

«باجنيد»: لابد من وجود إجماع لتوحيد المسميات.. وليس كل من قرأ كتاب أصبح أستاذا

«فتح الله»: ازدياد المعارف والتطور وكثرة المعلومات أدى لظهور التخصص

كتب- أسامة محمود

حذر أحد عمداء كليات الإعلام من ظاهرة انتشرت فى الآونة الأخيرة تتمثل فى كثرة الألقاب وتعدد المسميات لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والتى أصبحت دون ضابط أو رابط وباتت “هيصة” على حد وصفه.

وقال فى منشور له على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” إن ألقاب الأساتذة تعدت فى السنوات الأخيرة ونرى “أستاذ الإعلام السكانى، أستاذ الذكاء الاصطناعى ،استاذ الإعلام المرورى بعد أن كان استاذ علاقات عامة، لافتا إلى انتهاء الألقاب القديمة واصبح كل أستاذ يمنح نفسه لقب على هواه أو على كيفه” حسب وصفه.

وفى التقرير التالى يرصد “الموقع” أراء الخبراء والمتخصصين فى هذه الظاهرة وكيفية معالجتها ولماذا انتشرت فى الآونة الأخيرة؟.

من ناحيتها قالت الدكتورة ماجدة أحمد باجنيد رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، إن ظهور هذه الألقاب الهدف منه تبسيط الامور للطلبة “الأسماء القديمة” مشيرة إلى أن مع التطور والتغير فى كل وسائل الإعلام وبرامج الإعلام على سبيل المثال ظهور “صحافة التليفون، صحافة التليفزيون”، لافتة إلى أنه لابد من توحيد هذه الأقسام والبرامج فى كافة الكليات حتى لا يتوه القائم بالاتصال والمستمع أو المشاهد معا.

وتابعت “باجنبد” في تصريحات لـ”الموقع” أن بعض كليات الإعلام وضعت لائحة داخلية خاصة وتصنيف المواد الدراسية “قسم الإذاعة ،صحافة ،علاقات عامة وإعلان” بالإضافة إلى تخصص جديد في الوقت الحالي “التكامل” إذاعة وتليفزيون وصحافة” وهذا يحدث في كلية الإعلام الكندية.

نرشح لك: حب الجامعة.. أحلام على ورق كلينكس الزواج العرفي وفستان الزفاف وحفلات الخطوبة والهالوين.. تقاليع تجتاح الحرم الجامعي

وأكدت أنه فى جميع دول العالم وخاصة الأوروبية لا يوجد فيها هذه الألقاب التى تنتشر في مصر بشكل غير مقبول، والثقافة المصرية، أستاذ فى عدد من المجالات ، لافتة إلى أنه يجب أن الأستاذ يحدث نفسه ومعرفة الجديد فى مجاله عن طريق كورسات ودورات فى التخصص والجديد ولا يكون الطالب أعلى فى العلم من الأستاذ، قائلا: أنه مهما وصل الأستاذ أو الدكتور والحصول على شهادات سيظل طالب للعلم” كما يطلق عليها فى الدول المتقدمة.

وعن الحد من هذه الظاهرة وكيفية معالجتها أكدت أنه لابد من وجود إجماع أن يكون المسمى الوظيفى للأستاذ واحد أي توحيد المسميات” ولا يكون اختلاف من كلية لأخرى وليس كثرة المسميات، بمعنى لا يكون مسميات مختلفة للمادة الدراسية.

وتابعت أنه فى مصر يتم التفريط فى الألقاب، منتقدة هذه الظاهرة والتى ظهرت مؤخرا مثل “أستاذ الدكتور- المهندس” قائلة: إنه ليس كل من قرأ كتاب أصبح أستاذ”

وفى سياق متصل يقول الدكتور محمد فتح الله أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات ومراجع بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، إنه مع ازدياد المعارف والتطور وكثرة المعلومات في المجالات المختلفة يظهر التخصص، كما يحدث في الطب نرى عدة تخصصات فى الجهاز الهضمي على سبيل المثال (أستاذ الكبد، أستاذ الباطنة، استاذ الكلى، استاذ أوعية دم كبد)، مشيرا إلى أن زيادة المعارف والمعلومات مع التطور الجديد فى كافة المجالات أدى إلى ظهور هذه الظاهرة ألا وهو التخصص”.

وأكد “فتح الله” أن هذه التخصصات نتجت عن مجموعة من الرسائل الجامعية “ماجستير والدكتوراه”، نظريات ودراسات” لافتا إلى أن هذا الأمر جاء نتيجة أيضا للعلم المكتمل، موضحا أنه طالما اكتملت كافة جوانب العلم من المعاش والقياس وأساليب التوجيه واساليب التنمية أصبح علم تكاملى

نرشح لك: كارثة إن صحت الرواية.. مدارس دولية تجبر الطلاب على قبول «الشذوذ»

وعن دور لجنة التقييم والترقيات فى المجلس الأعلى للجامعات، أكد “فتح الله” أنه يجب مواكبة العصر والتطور، ولابد من وضع تشريع يواكب التغير والتطور الخاص بالعلم بالإضافة إلى وضع شروط وضوابط لمنح الاستاذ تخصص معين، لافتا إلى أن التخصص مفيد للمجتمع، ولكن من سلبيات هذه الظاهرة أن تؤدى إلى “توهان” المواطن سواء المريض أو المشاهد أو المستمع.

من ناحيته انتقد الدكتور حسن على أستاذ الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة السويس، كثرة الألقاب الخاصة بعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والتي تعددت وظهرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، مؤكدا أنه عندما كان عضوا بلجنتي القطاع والترقيات حاول وضع حد لهذا “التهريج وفشلت” على حد وصفه مستشهدا ببعض أعضاء اللجنة القديمة د. سامي عبد العزيز ود. حمدي حسن”.

وناشد “على ” فى منشور له على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” أعضاء لجنتي الترقيات وقطاع الدراسات الإعلامية قائلا: أجدد النداء، للزملاء أعضاء لجنتي الترقيات وقطاع الدراسات الإعلامية.. ارجوكم.. الأمور الآن ( هيصه ) كل واحد منح نفسه لقبا على كيفه.. التخصصات الدقيقة ( تبهدلت ) .

وتابع: أنه أصبح الآن كل زميل منح نفسه تخصصا دقيقا استاذ صحافة الذكاء الاصطناعي .. قلت ماشي، وزميل آخر منح نفسه لقب استاذا الرأي العام بعد أن كان استاذ الإعلام المروري .. قلت زي بعضه، وآخر أصبح أستاذ الإعلام السكاني بعد أن كان أستاذا للعلاقات العامة .. “لا ضرر”، وزميل جرئ كان قد منح نفسه لقب أستاذ الإعلام الإلكتروني غيرها الآن إلى أستاذ تكنولوجيا الاتصال… شاطر” .

وشدد على ضرورة أن تبادر لجنة الترقيات إلى توصيف للتخصصات الدقيقة ..التخصصات القديمة امست واسعة ، قائلا: كان زمان يكتب أستاذ الأذاعة والتليفزيون دون تحديد لأي فن من فنون الراديو أو التليفزيون ، مطالبا لجنة الترقيات التعلم من لجنة الدراسات القانونية والتي فتحت أبواب التخصصات الدقيقة ..”دولي .. عام أو خاص .. جنائي .. إداري .. مالية عامة”
وأكد أستاذ الإذاعة التليفزيون أن حكاية أستاذ الصحافة أو أستاذ العلاقات أو الإعلان دون تحديد للتخصص الدقيق فقط أضر بنا ضررا بليغا مشيرا إلى أنه فتح مجال “الفهلوة والهمبكة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى