الموقعتحقيقات وتقارير

حب الجامعة.. أحلام على ورق كلينكس الزواج العرفي وفستان الزفاف وحفلات الخطوبة والهالوين.. تقاليع تجتاح الحرم الجامعي

كتبت – أميرة فوزي

جلست في ركن منزو داخل الكافتيريا الشهيرة بإحدى الجامعات الكبرى.. مهمومة .. متوترة .. كاد العرق يبلل وجهها المتعب من السهر والقلق بعد أن خاصمته النضارة والإشراق تحمل خلفه صراعاً بين حماقة العاطفة و تشتت الفكر وتوتر الأعصاب، هى كانت في انتظار زميلها في كلية الآداب الذي يكبرها بأربعة أعوام .. الارتباك كان بادياً عليها لتأخره عن الحضور.. ظلت تبعث بمفاتيح هاتفها المحمول لعله يرد عليها فالأمر جلل.. سيطر عليها الخوف من تهربه، فهي تعلم أنه اعتاد أن يقضي حياته بالطول وبالعرض .. لكنها تأمل في حضوره حسب موعدهما ليبحثا سوياً عن حل للأزمة التى وقعت فيها بزواجهما العرفي .. داهمتها بوادر علامات الحمل ولا تقوى على مصارحة زميلاتها في سكن الطالبات ولا تستطيع الذهاب لأسرتها في إحدى محافظات الوجه البحرى وإخبارها بما جرى.. طال انتظارها .. وراحت عيون مرتادي الكافتيريا ترميها بنظرات الاستياء.

تدعى “ياسمين” ريفية تنتمى لأسرة بسيطة ألقى مكتب التنسيق بأوراقها إلى الكلية الآداب وتعرفت على زميلها في الفرقة الثالثة “رفعت” الممتلئ بالحيوية وغواية الرحلات، من أسرة ميسورة الحال يقيم والده في إحدى دول الخليج، أما أمه فكانت تمنحه ما يريد من مال لتحقيق رغباته في السهر وارتياد الكافيهات.. تبادلاً نظرات الإعجاب والتعبير عن مشاعر كل منهما تجاه الآخر.

وفي إحدى الرحلات اتفقا على الزواج عرفياً لحين عودة والده ومفاتحته في الأمر، ثم الانتقال حيث تقيم أسرتها وإتمام الزواج رسمياً، أمام رغبة العواطف الجامحة استسلمت لغوايته.. وعندما أخبرته بأن بوادر الحمل تداهمها، قال لها “وأنا مالى” فطلبت لقاءه في الكافتيريا ووعدها بالحضور لكنه لم يحضر!.

قصة “ياسمين” تشبه الكثير من قصص الحب التي نشأت بين أسوار الجامعة لكن لكل منها طعماً ومذاقاً وأثراً تصنعه في حياة أطرافها لكن عندما يتعلق الأمر بالزواج العرفي وما ينتج عنه من مآس تصبح القضية محل على كل المستويات، خاصة إذا علمنا أن التعبير عن المشاعر طرأت عليه بعض التقاليع الغريبة عن الجامعة، مثل ارتداء فساتين الخطوبة، مروراً بإقامة الحفلات الخاصة بهذه المناسبات، وليس نهاية بالزواج العرفي وما يتبعه من مشكلات اجتماعية.

ما يجرى داخل الجامعات المصرية لم يكن بعيداً عن مجال البحث والدراسة العلمية ،حيث رصدت الباحثة مها الكردي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية هذه الظاهرة وأفردت لها عنوان ” الزواج العرفي السري بين طلبة الجامعات ” وكانت المفاجأة هي تعدد وتنوع الطرق المستخدمة والمتبعة في إتمام علاقة الزواج العرفي السري بين الشباب والفتيات من طلبة الجامعة لإثبات وتحقيق تلك العلاقة وكانت معرفة العينة بهذه الطرق بنسبة 94.6% ى للذكور والإناث ويليها بفارق كبير أساليب تحرير عقد مطبوع بين الشاب والفتاة بنسبة 17.1% وتليه كتابة عقد في مكتب محام بنسبة 14.6% وأقلهم معرفة لدى العينة تسجيل الزواج على شريط كاسيت بنسبة 2.5%.

وأستندت الدراسة إلى صور لعقود الزواج العرفي من بعض الطلبة أثناء إجراء الدراسة البحثية في إحدى الجامعات الخاصة، وأكدت الدراسة أن الحرم الجامعي يمثل المرتبة الثالثة في أماكن إتمام الاتفاق على الزواج العرفي بنسبة 32.7% ما يشير لوجود اتفاق ما يقرب من ثلث العينة على الزواج العرفي السري الذى يتم داخل الحرم الجامعي ويشير ذلك إلى دلاله سلبيه بكل المعايير.

وفي استبيان أجرته الدكتورة ليلى شحاتة ضرغام، كلية الطب جامعة المنوفية عن الزواج العرفي بين طلاب الجامعة اكتشفت وجود حالتين لزواج عرفي سري بين طلاب جدد يدرسون بالفرقة الأولى بكليه الطب الصدمة جعلت ” ضرغام” تصر على التصدى لهذه الظاهرة التى انتشرت بصورة مرعبة، خاصة بعد تدفق المعلومات التي تؤكد وجود 300 حالة زواج عرفي على الأقل بين طلبة وطالبات الكلية، وعزمت على عقد المزيد من الندوات الإرشادية للطلاب، وأوضحت ” للكرامة” أن الذى دفعها لإجراء الاستبيان أنها رائدة لأسرة بكلية الطب جامعة المنوفية.

هذه القصص جعلت الأسئلة تقفز إلى العقل في محاولة للبحث عن إجابة تبدد المخاوف من انتشار تلك الظواهر والتقاليع .. ما الذى حرك مشاعر الطالبة نحو الفستان الأبيض ؟ .. هل الجامعة أصبحت مكاناً ملائماً لارتداء الفستان الأبيض وإقامة حفلات الخطوبة؟ وما رأى الطلاب تجاه تلك الحفلات؟ .. هل من الممكن أن تتحول الجامعة لصالة افراح؟!.
البنات يسيطر على تفكريهن العواطف !
عيسى إبراهيم 22 سنة طالب بآداب فلسفة عين شمس يقول “ما نراه داخل الحرم الجامعى، جعلنى أتمنى عودة الأمن وتغليظ العقوبات على الطلاب المتجاوزين للآداب والتقاليد داخل المدرجات وازدياد عدد الطلاب لا يستطيع الدكتور ملاحظة بعض الطلاب والطالبات غير الملتزمين بآداب المكان بل يشتتون تركيز زملائهم والدكتور أيضاً نتيجة تصرفاتهم التى ينعدم فيها الحياء”.
أما منة محمود 20 سنة آداب فلسفة تركى عين شمس فتقول إن جلوس البنت مع الولد داخل الجامعة ليس بجريمة طالما أمام الناس لكن الأزمة فيما بعد فيما يحدث من غير علم الأهل، وأشارت منه ومعها مجموعة من زملائها إلى أن السور الخلفي لجامعة عين الشمس أسفل الكوبرى يحدث فيه ما يسئ لطبيعة الحرم الجامعي.

وأضافت دكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع أن الفئة العمرية من عمر 15 حتى 25 تمثل وسطاً شبابياً يحتاج إلى المناقشة الصريحة والوعى الإرشادي من قبل الندوات وقاعات العلم ففكرة الاختلاط بين الشباب والفتيات أمر طبيعي وصحى، ولكن هناك نقصاً شديداً في توعية الشباب والفتيات أمر طبيعى وصحى ولكن هناك نقصا شديدا في توعية الشباب بأخذ باب الحذر والالتزام بقوانين الحرم ولكننا لا نعيب الشباب قبل أن نعيب أنفسنا لأننا لم نهتم بعقولهم والتوعية الاجتماعية، واقترحت الدكتورة تخصيص منهج اجتماع منذ بداية المرحلة الثانوية بدلا من اقتصار المناهج على الجانب الفلسفى فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى