الموقعفن وثقافة

إفلاس أم استغلال تجاري؟.. «الموقع» يُحقق في إعادة تقديم الأفلام القديمة كـ«مسلسلات»

الناقدة خيرية البشلاوي: فقر في الخيال وتخلي عن الرسالة

الناقد أشرف غريب: تجارب باهته

تحقيق – أميرة عاطف

تساؤلات عديدة طرحت الفترة الماضية داخل الوسط الفني بشأن إعادة تقديم الأفلام القديمة وتحويلها إلى مسلسلات.. هل ذلك إفلاس فني؟، هل غياب القدرة على الإبداع؟، عجز تام في الخيال؟.

أفلام قديمة تحولت لمسلسلات

هذه الممارسات ليست أمرًا جديدًا على الدراما المصرية، فقد قُدمت على مدار السنين الماضية، العديد من المسلسلات المأخوذة عن قصص أفلام سينمائية، مثل مسلسل الباطنية، سمارة، العار، الكيف، الزوجة الثانية، رد قلبي، ونحن لا نزرع الشوك، جميعها كانت في الأصل أفلام وتحولت لمسلسلات.

اكتسبت أفلام الزمن الجميل، أو كما يُطلق عليها أفلام الكلاسيكيات، شهرة كبيرة في أنحاء العالم العربي بسبب معالجاتها الفنية المميزة، وأداء ممثليها وصناعها المتقن، بجانب اقتباس بعضها من روايات كبار الأدباء فى القرن الماضي، وهو ما يجعل المسلسلات المعادة دائما في رهان خاسر وفي مهب الريح .

ماراثون رمضان 2024

«الموقع» يحقق في هذا الملف، تزامنًا مع استعدادات النجوم لماراثون رمضان 2024، حيث انتشرت أخبار حول إعادة بعض الأفلام وتحويلها إلى مسلسلات، مثل فيلم «جري الوحوش» الذي سيحمل المسلسل نفس أسمه، وهو من بطولة نضال الشافعي، محمود حجازي و محمود عبد المغني، ومن تأليف أحمد صبحي وإخراج عبد العزيز حشاد، وفيلم «شادر السمك» الذي يحمل اسم مسلسله «المعلم»، بطولة مصطفى شعبان، وسهر الصايغ، احمد فؤاد سليم، ومن تأليف محمد الشواف وإخراج مرقس عادل، كما سيعد صناع الدراما فيلم «إمبراطورية ميم» وسيحمل المسلسل نفس الاسم، من بطولة خالد النبوي، حلا شيحا، نشوى مصطفى، ومن تأليف محمد سليمان عبد الملك، وإخراج محمد سلامة.

نرشح لك : «راعي القلعة» يكشف لـ «الموقع» كواليس مسلسل الحشاشين مفاجأة كريم عبد العزيز في رمضان 2024

وأثار هذا الموضوع جدلًا كبيرًا، وانتقادات شديدة اللهجة من قبل النقاد، يرى بعضهم أن إعادة الأفلام إلى مسلسلات فقر في النص الفني وغيرهم غياب في الإبداع والخيال الفكري للمؤلف.

مسلسللات فاشلة

البداية كانت مع الناقدة خيرية البشلاوي، التي قالت في تصريحات خاصة لـ«الموقع»، إنّ فكرة إعادة تصنيع الأفلام القديمة لمسلسلات «فاشلة»، وتندرج تحت مسمى الفلس الفكري والفقر في الخيال، وهو نوعًا من الاستسهال في الكتابة، وغياب للرسالة المهمة للجمهورالتي تتعامل مع البيوت المصرية، من خلال دخولها كل البيوت، خاصة وأنّ الحياة من حولنا مليئة بالموضوعات والقضايا، كما أن الأعمال الأدبية تتواجد بوفرة، فلماذا النقش والتكرار؟ .

استهتار بعقول المشاهدين

وأضافت: هناك نوعًا من الاستهتار بعقول المشاهدين، واحتياجتهم، فالمجتمع مليء بالتحديات والقضايا المهمة، التي تحتاج إلى معاجلة درامية، فالمواطن المصري يحتاج إلى تقويم وملء للعقول بدلاً من الفراغ والتسطيح.

واستكملت: اعتتبره نوعًا من تخلي الفنان عن مسؤوليته في طرح قضايا هامة للجمهور.. بكل أسف نحن نتراجع، ونفرط في حق الوطن وحق الجمهور.

تجارب فاشلة

في سياق متصل، قال الناقد أشرف غريب لـ«الموقع»، إنّ إعادة الأفلام السينمائية إلى مسلسلات درامية، لم تنجح على مر السنين، فلا توجد أي تجربة أثبتت أنها قدمت أفضل من العمل الأصلي، ودائما ما تكون باهته وتعتمد مثل هذه التجارب، على كونها فكرة تجارية بحته، فالتليفزيون أصبح له جاذبية بشكل جديد ومختلف، وهو ما جعل أصحاب هذه التجارب يعتقدون أن نجاح الفيلم، يحقق شيء من النجاح والجاذبية مسبقا.

وأضاف: يعتقدون بعضهم أنّ هذه الأعمال ستنال إعجاب الجمهور وسيكونوا في دور النقاد يقارنون الأعمال القديمة بالجديدة، لكن في واقع الأمر أنه عندما تحدث المقارنة، غالبا تكون في صالح الفيلم أو العمل الأصلي، ولا استطيع تذكر استثناءات، قد نجح فيها المسلسل عن الفيلم، أو حتى تساوا مع بعضهم البعض.

وتابع: ما يحدث يدل على فقر في النصوص، واستسهال ومحاولة للاستفادة من نجاح سابق، مثلها مثل الفترة التي عمل فيها صناع الدراما، على العمل على السير الذاتيه، والتي لم ينجح منها إلا القليل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى