أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ “الموقع” .. العزل بـ “السجادة “!!

شاهدت منذ بضعة أيام أحد الأفلام الوثائقية المهمة وكان يتناول قصة صعود وسقوط محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة وأبرز ما استوقفنى في الفيلم تلك المعالجة الفنية الرائعة للواقعة الشهيرة المعروفة باسم” مذبحة القلعة”

فحينما أراد محمد علي الانفراد بسلطة مصر لم يجد أمامه سوى خيار واحد وهو التخلص بشكل جماعى من المماليك الذين كانوا يرون أنهم الحكام الأصليين لمصر فتحولوا الى مصدر رئيسى لـ “الصداع” و”وجع القلب” الذى كان يعانى منه محمد على باشا منذ لحظة توليه الحكم .
ولأن الشئ بالشئ يذكر ، فما أن انتهيت من مشاهدة الفيلم حتى وجدتنى أعود بالذاكرة الى عصر المماليك ، وتبادر الى الذهن الطريقة التى كان يتم بها تنفيذ قرارات ” العزل السياسى ” فى عصر المماليك .. فحينما يقررون عزل أحد الولاة ،

كانوا يرسلون إليه رسولا من الضباط يطلق عليه اسم “أوضه باشا” حاملا معه قرار “العزل” الصادر عن ديوان كان يضم 24 من البكوات فيدخل علي مجلس الوالي ويحييه بكل أدب واحترام ثم يثني طرف السجادة التي يجلس إليها الباشا ويقرأ عليه قرار العزل بقوله” انزل يا باشا”, فيصبح القرار نافذا منذ هذه اللحظة..واعتقد أن هذا الإجراء هو الخلفية التاريخية لما نردده حينما “يتكهرب” الجو حول أحد الأشخاص فنقول عنه أنه تم سحب السجادة من تحت أقدامه.
الحمد لله أننا لم نعد نعيش فى عصر استخدام طريقة ثنى طرف السجادة لتنفيذ القرارات السيادية .. وإلا كنا غرقنا لـ “شوشتنا” فى مأزق كبير .. فمن أين نأتى بهذا الكم الهائل من السجاجيد التى سيتطلبها تنفيذ قرارات “العزل” التى ينتظرها كثير من المسئولين الذين يتم الاعلان عن تورطهم فى قضايا فساد

خاصة أن القيادة السياسية لم ولن تسمح ببقاء هذه النوعية من المسئولين الفاسدين فى دولة ٣٠ يونيه التى تنهض بالمجتمع فى مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة وهو ما سوف نلمسه على ارض الواقع فى القريب العاجل رغم أن الحاقدين والحاسدين واصحاب القلوب السوداء من اعضاء تلك الجماعات الارهابية وأبواقها الاعلامية المسمومة التى تبث سمومها من قطر وتركيا .

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى