أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ”الموقع” .. صديق و “نصف صديق”؟!

نشرت الأسبوع الماضى مقالا عن احتياجنا الى وجود “السند”و”الظهر” فى حياتنا.. وكأننى وضعت يدى على الجرح أو فتحت “دمل” ما كان يجب الاقتراب منه، فقد فوجئت بسيل من الرسائل وصلنى على الخاص إلى جانب هذا الكم الهائل من التعليقات على صفحتى فى الفيسبوك وجميعها تصب فى نقطة واحدة وهى أننا بالفعل فى أشد الحاجة الى هذا “السند” فى الحياة ،، ولكن لفت نظرى أن بعض من تواصلوا معى لم يكن نموذج “السند” و”الظهر” فى حياتهم هو نفس النموذج الذى كتبت عنه فى المقال والذى كان “الأب” فقد أشار البعض الى أن “الصديق” يمكن أن يكون هو أيضاً هذا السند الذى نحتاجه فى حياتنا.

وعلى ذكر كلمة “الصديق” تذكرت على الفور حكاية قديمة تناولتها من قبل وكتبت عنها فى سياق مختلف .

و هذه الحكاية تقول إنه بينما كان أحد الأمراء يتجول في السوق متنكراً مر بتاجر وابنه فسمع بينهما حوارا لفت إنتباهه وشده فقد سأل التاجر ابنه :كم صديق لديك يا ولدي ، فقال له الابن لدي أربعين صديقاً .. استغرب التاجر من الابن وقال له يا ولدي لقد أصبح عمري ٦٠ عاماً وليس لدي سوى صديق ونصف ! ..

استغرب الأمير من كلام التاجر وقرر أن يعرف ما معنى كلمة صديق ونصف .. وعندما وصل الى قصره أمر بإحضار هذا التاجر وقال له لقد سمعت الحوار الذي دار بينك وبين ابنك وأريد أن تشرح لي مغزاه ، فقال له التاجر لن أشرح لك بالكلام ، ولكن سأجعلك ترى بعينك ما قصدته فى قولى .. ثم طلب من الأمير أن يعلن في المدينة أن التاجر سيتم إعدامه الجمعة القادمة ..

وبالفعل اعلن “المنادي” أن هذا التاجر سيتم إعدمه الجمعة القادمة ، فجاء أحد أصدقاء التاجر وقال للأمير يا سيدي أنا مستعد أن أفدي صاحبي بنصف مالي فقال له الأمير : هذا لا يكفي وسيتم إعدام صاحبك .. فقال له : يا سيدي أنا مستعد أن أفديه بكل مالي ، فرد الأمير وقال : لن يشفع مالك له وسوف يتم إعدامه .. نظر الصديق للتاجر وقال له : يا صديقي لقد فديتك بكل مالي ولكن دون جدوى وغادر القصر .. وبعد لحظات حضر صديق آخر للتاجر وقال للأمير : سيدي ليس هو الذي ارتكب الجريمة أنا الذي فعلت وهو بريء أقسم أنه بريء ولم يرتكب هذه الجريمة نظر الأمير لذلك الرجل وقال له : إذا سوف أقوم بإعدامك بدلاً منه فقال: نعم اعدمنى مكانه فأنا المذنب وطلب الأمير أن يتم تجهيز المكان لإعدام ذلك الرجل وعندما نقلوه لمكان الإعدام قال له : هل تتراجع عن كلامك ؟ فقال الصديق : لا أتراجع فأنا المذنب وصديقي بريء .. عندها تدخل التاجر وعانق صديقه وقال للأمير : هل عرفت يا سيدي ما أعني بصديق ونصف صديق .. فإن نصف الصديق سوف يفديك بالمال إن استطاع ، أما الصديق الكامل فلن يبخل عليك بروحه وهذا هو مفهوم الصداقة الحقيقية.
انتهت القصة ولكنها تركت سؤالاً محيراً بالفعل: كم صديق كامل لدينا وكم هم أنصاف الأصدقاء؟
أنا شخصياً عرفت الإجابة ولكن انصح من يعرفها أن يفعل مثلى ويخفيها بين ضلوعه حتى لا يشعر بالإحراج ولو بينه وبين نفسه!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى