أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ”الموقع” بعنوان “غشاوة” العيون !!

هل نحن فى حاجة لمن يمسك يأيدينا ويلقى بنا داخل أنفسنا لنفتش عن الجوانب “الحلوة” فى حياتنا ، وهل مكتوب علينا أن نظل نضع أيدينا على “خدودنا” ونندب حظنا العاثر ونشكو من سوء الحال الى أن يحدث شيئاً لم يكن يخطر لنا على بال فنفاجأ بأننا نمتلك بالفعل كنوزاً من الحب والخير والجمال بداخلنا ، وللاسف الشديد كل هذه الكنوز “مدفونة” بداخلنا وسط زحمة الحياة ومشاغل الدنيا التى “تطحن” الغالبية العظمى من الناس وسط هذا الارتفاع الجنونى لأسعار كل شئ و الجرى من أحل الحصول على لقمة العيش الحلال .

هذا الموضوع يذكرنى بحكاية قديمة سبق وكتبت عنها فى مناسبة مختلفة ، وهذه الحكاية عن رجل قرر فجأة أن يبيع منزله الذى عاش فيه زمناً طويلاً، فقد كان يراه مجرد منزل صغير وكئيب وغير نظيف واستحوذت عليه الفكرة فطلب من صديق له يعمل فى مجال تسويق العقارات أن يكتب صيغة اعلان البيع ويصف فيه منزله بشكل دقيق وبالفعل كتب له وصفاً حقيقياً عن الموقع المتميز والجميل للمنزل والمساحة الكبيرة والحديقة الرائعة بل قام برسم تصميم هندسى للبيت بالكامل فما أن انتهى الرحل من قراءة صيغة الإعلان حتى صرخ قائلاً: يا له من منزل رائع، لقد ظللت طوال حياتى أحلم دائماً بأن اعيش فى مثل هذا المنزل، ولم أدرك أننى أعيش فيه بالفعل، وقام بتمزيق الإعلان وهو يبتسم قائلاً منزلى ليس للبيع.

هكذا نحن لقد منحنا الله الكثير من النعم ولكن لم نلتفت اليها ولم نشعر بقيمتها الجميلة لأننا للأسف الشديد احترفنا رؤية النصف الفارغ من الكوب فقط.

فهل يبادر كل منا ويفكر قليلا ويفتش عن الأشياء “الحلوة” التى بداخله ؟اعتقد اننا لو فعلنا ذلك سيتغير حالنا كثيراً ونتأكد أننا بالفعل افضل حالاً من شعوب كثيرة لا تمتلك حتى القدرة على أن تحلم بالاستقرار الذى نعيشه ونحياه رغم كل هذه الظروف الصعبة والمعيشة القاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى