الموت هو الحقيقة الوحيده فى الحياة ، التى يصل الشك فيها الى درجة اليقين
أتذكر هذه المقوله التى لا أعرف من هو قائلها ، كلما ذهب أحد الاحباء الى العالم الآخر فجميعنا نعرف أن كل انسان حى سيموت ، ولكن كل انسان يشك أن هذا سيحدث الآن أو غدآ ، أو فى أى وقت ، بل أنه ينسى تمامآ أن هذا الموت سيأتيه وهذا هو أكثر عنصر إثاره فى الحياه بل هو سر الحياة .
قبل كورونا كنا نسمع عن الموت على فترات متفاوته قد تصل الى سنوات ، وكنا نعتقد أن الطاعنين فى العمر وحدهم على قائمة انتظار الموت ، ولكن فى زمن كورونا انقلب الحال ، فالموت أصبح لا يمثل أية مفاجأة ولم يعد بعيدآ بل أصبح ملاصقآ لكل انسان على وجه الأرض ، وأعتقد أن لا يوجد أية دوله أو فئة أو عائلة لم تتجرع مرارة الموت فى زمن كورونا ( حسب منظمة الصحه العالميه وصل عدد الوفيات فى مطلع هذا الأسبوع وقت كتابة هذه السطور مساء الأحد ٢٣ مايو ٢٠٢١ الى نحو ثلاثة ملايين ومائة الف ) وحذر الأمين العام لمنظمة الصحة العالميه ( تيدروس أدهانوم غيبريسوس) من أن عدد حالات الإصابة وعدد الوفيات من جراء ڤيروس كورونا يتزايدان بشكل سريع ومثير للقلق ) .
والمؤلم فى وفيات كورونا أنها لم تفرق بين كبير أوصغير ، غنى أو فقير ، فنان مشهور أو رجل دين أو سياسى معروف أو صحفى كبير أو مواطن بسيط ، فكورونا تطحن وتحصد الارواح بدون رحمه ، الأسبوع الماضى غيب الموت الفنان سمير غانم من جراء كورونا وكان موته فاجعه للجميع بقدر ما أضحكنا وأبهجنا سموره ، ولفت نظرى عبارة مدهشة كتبها أحد محبيه ورفعها فى جنازته ( أول مره سمير غانم يعمل حاجة تزعلنا ) نعم مؤلم وموجع رحيل الاحباب وللأسف كل الاحباب يذهبون وكان صادقآ رئيس وزراء بريطانيا عندما قال ” ودعوا أحبائكم ” عندما اجتاحت كورونا بلاده .
العجيب فى الأمر أنه وسط كل هذا الموت وهذا الرحيل الجماعى على مستوى الدول والأفراد هناك من يتعاملون مع الحياة بنفس الصلف والغل والحقد والغرور والعنجهيه ، وعدم التسامح ، والإصرار على قطع صلة الرحم ، والعناد ، والتعارك على قروش قليلة فى الميراث ،،،،، الى آخره ، وهؤلاء ينطبق عليهم ” من لايتعظ بتخطف الموت من حوله فلا واعظ له ” ، الموت يدق باب كل إنسان فى هذه الأيام فكونوا الى الله أقرب وتسامحوا وتصالحوا ، وأحبوا بعضكم بعضآ ، وأنشروا أناشيد السلام والبهجة والسعاده فالحياة أقصر مما تتخيلون ” ماهى حياتكم ؟ إنها بخار يظهر قليلآ ثم يضمحل ” .
