الموقعتحقيقات وتقارير

أسعار الألبان والجبن.. أزمة تشتعل قبل رمضان وغياب تام لدور الجهات الرقابية

«صاحب إحدى السلاسل التجارية»: تاجر التجزئة يشتري البضاعة بسعر سوق سوداء نظرًا لعدم توافرها

«شعبة المواد الغذائية»: الألبان تُعتبر ثروة قومية والفلاح أصبح غير قادر على شراء الأعلاف بسبب ارتفاع أسعارها

«الزراعة»: أسعار الألبان والجبن ستشهد انخفاضًا يتراوح من 7 إلى 8% مع مطلع مارس المقبل

مواطنون يتساءلون: كيف يمكننا أن نعيش مع هذه الأسعار؟

 

تقرير- محمود السوهاجي

في الفترة الحالية شهدت أسعار الألبان والجبن تذبذبًا ملحوظًا في الأسواق المصرية، وبالنسبة لأسعار الجبن فقد تجاوزت نسبة الزيادة 100% في بعض الأنواع مقارنةً بالعام الماضي، وهذا الارتفاع أثار قلقًا بين المواطنين، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان الكريم، حيث تعتبر منتجات الألبان والجبن أساسيات وجبة السحور.

بالإضافة إلى ذلك، يشير محمد عبد الرحمن، صاحب إحدى السلاسل التجارية، إلى نقص في معروض الألبان خلال الفترة الأخيرة، وهناك شركة رائدة في القطاع لم توزع منتجاتها منذ عدة أيام.

وقال عبد الرحمن إن الأسعار تختلف في السوق المحلية عن الأسعار المعلنة من قبل الشركات، حيث يشتري تاجر التجزئة البضاعة بسعر سوق سوداء نظرًا لعدم توافرها.

وأوضح أن بعض تجار الجملة يخزنون البضائع بهدف رفع أسعارها، مما يؤدي إلى أزمات مفتعلة في السوق المحلية، مطالبا بتفعيل دور الجهات الرقابية خلال الفترة المقبلة للتصدي لهذه الممارسات.

الألبان تُعتبر ثروة قومية:

من جانبه، أكد أحمد عتابي، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالجيزة، أن زيادة أسعار المنتجات والسلع الغذائية في الأسواق المحلية لها حلول متعددة، وأن الحكومة المصرية تبذل أقصى جهدها لمواجهة مثل هذه الأزمات.

وأضاف “عتابي” أن الشركات المنتجة للسلع يجب أن تتابع توريداتها للتجار والموزعين داخل الأسواق، للحفاظ على توازن العرض والطلب ومنع احتكار بعض التجار للسلع والمنتجات الغذائية، ويُعزى سوء التوزيع إلى هذه المشكلة، والمسؤولية الأساسية تقع على الشركات المنتجة وليس على التجار، فالندرة هي العامل الرئيسي وراء زيادة الأسعار داخل الأسواق.

وفيما يتعلق بأزمة ارتفاع أسعار الألبان، أشار عضو شعبة المواد الغذائية إلى أن منتجات الألبان ارتفعت بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضي. ويجب أن يتم تقديم دعم للفلاح والمزارع في هذه الأزمة، لأن الألبان تُعتبر ثروة قومية، والفلاح أصبح غير قادر على شراء الأعلاف بسبب ارتفاع أسعارها.

ومن أجل حل هذه الأزمة، دعا أحمد عتابي الحكومة والأجهزة الرقابية في الدولة إلى التدخل بشكل سريع من خلال تعزيز الاهتمام بقطاع الزراعة، فالزراعة هي الأساس في إنتاج الدواجن واللحوم والألبان، ويجب أن يتم توفير الدعم اللازم للفلاحين من خلال تخفيض تكاليف الإنتاج، وإيجاد حلول لتحسين الإنتاجية والتوزيع.

علاوة على ذلك، حسب عتابي، يجب إنشاء جهاز لحماية المنتج على غرار جهاز حماية المستهلك. هذا الجهاز سيسهم في ضمان تطبيق المعايير الصحية والجودة للمنتجات الغذائية ويجب أن يكون هناك توازن بين الاهتمام بالمستهلك ودعم المنتجين المحليين.

وأوضح أن الحكومة المصرية في الوقت الحالي تعمل على تعزيز القطاع الزراعي، حيث تتمتع المنتجات المصرية بطلب كبير للتصدير. وقد تم تقليل حجم التصدير في الفترة الأخيرة .

نرشح لك: استعدادا لشهر رمضان.. وزارة الزراعة تقيم معرضا كبيرا بنسبة تخفيض 40%

انخفاض الألبان في مارس:

يشير الدكتور عبد الرشيد غانم، المشرف العام على مراكز تجميع الألبان بوزارة الزراعة إلى أن أسعار الألبان والجبن ستشهد انخفاضًا يتراوح من 7 إلى 8% مع مطلع مارس 2024، ومن المتوقع أن تتوافر الألبان ومشتقاتها بكميات كبيرة داخل الأسواق خلال شهر رمضان، مما سيؤدي إلى استقرار الأسعار وتخفيف العبء على المواطنين.

وأوضح غانم أن شهر مارس من كل عام يعد ذروة الوفرة في منتجات الألبان؛ إذ تشهد فيه الأسواق توافر كميات وفيرة من الجبن ومشتقاتها، نظرًا لتوافر العلف الأخضر بكميات كبيرة في ذات الفترة وما قبلها.

وأشار المشرف العام على مراكز تجميع الألبان بوزارة الزراعة إلى أنه من المزمع توافر الألبان ومشتقاتها بكميات كبيرة داخل الأسواق خلال شهر رمضان؛ الأمر الذي سيؤتي ثماره بحالة من الاستقرار في أسعارها على المواطنين.

وأشار المشرف العام على مراكز تجميع الألبان بوزارة الزراعة إلى أنه من المزمع توافر الألبان ومشتقاتها بكميات كبيرة داخل الأسواق خلال شهر رمضان؛ الأمر الذي سيؤتي ثماره بحالة من الاستقرار في أسعارها على المواطنين.

غضب بين المواطنين:

وعبّر العديد من المواطنين عن غضبهم من هذه الزيادة، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثيرون، مشيرين إلى أن أسعار منتجات الألبان أصبحت باهظة الثمن، ولا تتناسب مع دخولهم.

من جانبه، قال صبري حافظ، موظف: «ارتفعت أسعار منتجات الألبان بشكل كبير، وأصبحت لا تُطاق، علبة اللبن أصبحت بـ40 جنيها، والجبن بـ150 جنيها.. كيف يمكننا أن نعيش مع هذه الأسعار.

وتابعت سحر محفوظ، عاملة: أصبحت أضطر إلى شراء كميات قليلة من منتجات الألبان لأنني لا أستطيع تحمل تكلفة شراء كميات كبيرة.

وطالب محفوظ الحكومة بالتدخل لضبط أسعار منتجات الألبان، وجعلها في متناول الجميع، مشيرة إلى أن الألبان ومشتقاتها يتم استهلاكها بشكل كبير في شهر رمضان المبارك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى